خازن معاطف العابرين نص مسرحي للكاتب والفنان ضياء حجازي شاهر، المسرحية كتبت بلغة شاعرية ومن فصلين ، تتسم بنكهة المرارة ، وهي وثيقة إدانة لكل مشعلي الحرائق من القتلة وقطاع الطرق . النص المسرحي كتبه المؤلف باللغة السويدية وترجم الى اللغة& العربية , منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة طنجة- المغرب
بشر غيبتهم الحروب ، وبشر يبحثون عن الامان أكلتهم حيتان البحار، مهاجرون بلا أمل في مهب الريح . "إما أن أصل إلى أوروبا أو أموت في البحر". في يوم القيامة وسونامي البحار ، وبشر يخشى أمواج البحر، لعبة الحروب ولعبة طوفان البحر وهجرة الناس لاتنتهي ، انها لعبة قاسية في كل الازمان والامكنة، أشباح وأطياف المهاجرين تجازف وتغامر وتغادر بحثآ عن الامان والسراب ، قوارب المهربين وجشعهم لاينتهي ، بيئة قاسية وعدائية ، اوطان تحولت بيوتها الى مقابر تغمرها سيول الامطار وأصوات القنابل والرصاص وبحار وشواطئ موحشة أشبه ماتكون بصمت المقابر، بشر يهربون من الخنادق وبلدان تحولت الى مخافر للشرطة وزنازين السجون ، نص مسرحي ممكن الاشتغال عليه دراماتورجيآ واستخدام تكنولوجيا المسرح وحداثة الصورة الفلمية، ارض وفضاء غارق بالظلام ، ملابس مبتلة وستر نجاة وحاجيات تركت في أرض الحرام كما الخود والبساطيل التي خلعها رجال الحروب وقت الهروب ، بحر هائج في الليل وساكن في النهار، بحر جشع وشرير يخادع الجميع ، بحر يبلع الجميع ولايحصي قتلاه ، هو : يعيش في العتمة ويخاطب موج البحر ، أجبني ! إلى أين أخدتهم؟ فجوة سوداء ودماء الحروب الجميع ينتظر ساعة الخلاص من القيامة، ليس هناك أحياء ويبقى المهرب :يصرخ الجميع رحلوا ، نعم إنهم غرقى ،رائحة الموت تلاحقني في كل زمان ومكان، طيف الرجال:عبرنا الحدود ولازلنا نحلم بالضوء ، نعم أركض وأركض لكي تقع في حفرة ، أي موت هذا الموت قريب ، موج يأتي وموج أخر ليس لنا خيار إلا الاستسلام للموت ، يخدعكم صناع الحروب والمهربين ،المهرب: إذهبوا أنتم وأحلامكم الى قاع الجحيم .الخوف والرعب من البحار الحمراء والسوداء، شباب ومسنين في رحلة الموت، عروسة تنتظر والجنين في بطنها ، مسيرات عسكرية وغبار الحروب ،هو حتى الجثث تخشى العودة سواد الليل القاتم، لاأستطيع لوحدي مجابهة الخوف نعم سأخسر معركتي مع الالم والجلاد ، ستبدا بخياطة هذه الزبالات من الخونة، أوطان من الخونة والجلادون ، هل يستطيع المهاجر ان يحمي نفسه وسط كل هذا الركام المهرب:ستقتل وترمى لكلابهم؟ غبار الحروب تطحنكم موت وحقد وكراهية في حافة العالم، أرواح تفسخت وروائح كريهة وأمواج البحر ،كل القتلة احدهم يشبه الاخر، من يصل الضفة الاخرى يطلق صرخات الفرح، وهناك من لايصل تقتله حقول الالغام في الوطن، حروب وهروب وموت مجاني بلا شهود، أي عالم مجنون نصفه مهاجر والنصف الاخر يتمنى البحر أن يبلعه ، إرحل وأكتم حقدك وأحضن خوفك، البحر ليس كريم وموسم الهجرة كبير أحلام تهشمت مابين الحروب والهجرة، والجميع يهيئ الاكياس السوداء وهي بدون عنوان وأسماء أشباح وتجار متخمون والبحر يفتح فمه من الجوع ،المهرب:إقفز هل مازلت تحلم بالدنيا الجديدة ورحلة القوارب ؟ مهرب معتوه وبشر مجانين إختاروا الموت الرخيص فهم بائسون ،تركوا معاطفهم ورسائلهم وحكاياتهم، قصصهم وكوابيسهم تأكل أيامي صمت ووحشة وسخرية ومرارة ومجاميع من الغرقى ، نساء ورجال وأطفال وأمواج البحر&
وجثث ،الحرب كارثية والحدود مقابر لكننا مازلنا نبحر في قوارب الموت.كرهنا الحب والصمت والخوف ونحن ننتظر تابوت الموت المجاني. فقدنا الذاكرة لانتذكر إلا الطنين والصراخ وهستيريا الموت والمعاطف اللعينة، فقدنا أعصابنا وحماقة البشر ونحن إخترنا الرحيل ونهيئ أكياس الموت، هو يبقى يصرخ كنت خياطآ ،كنت جنديآ تافهآ وحشرة الحروب التي فرضها الجلاد عشت الجوع ، هو: نسيت كل احلامي هذه المعاطف هي كوابيسي وهي تفزعني أشم فيها رائحة البشر، مدن أكلتها غبار الحروب والهواء الثقيل وسماء تمطر الرصاص، أم تتوسد بوشاح السواد تنتظر الابن الذي خرج ولن يعود، كم هي قاسية ومريرة هذه الاسفار اللعينة،هذا التجوال في مدينة المقابر ،هيا أيها الغائب العزيز، هل مازالت هناك معسكرات نسأل فيها عنك؟.الموت قبيح والوطن ماعاد مقدسآ، الوطن قاتل ونحن نحترق ونعود بدون توابيت، والوطن المقدس مقبرة للجميع . أفواج ومجاميع من المهاجرين رجال ونساء وأطفال وشباب نزلوا الى البحر،هو لازال ينادي هل الجحيم بارد هناك؟الجميع يصرخ مع امواج البحر الجحيم حار وجهنم حارقة ! يبقى البحر بارد مثل القبر العجوز إبتلتْ ثيابه،البحر هاج والعودة الى الوطن مستحيل بعد توزيع الادوار مابين الجلاد والمهربْ،إنتهت قبلة الحبيب لحبيبته ،كل المشاكل تبدأ من القبلة الاولى ،يبقى العاشق مبتلى بعطر جسد حبيبته، الرحيل الرحيل نساء موشحات باكياس سوداء ينشدن ،والخياط يهيئ أكياس النايلون، وهل يتحول الحب وتمطر السماء باقات من الزهور وسط مقابر الاكياس،وأم تقف أمام صورة إبنها وهي تردد :انا مازلت هنا أنتظرك ،أصوات إنهم قرابين للوطن المقدس، نساء يجمعن الزهور وأم تسقي وليدها من صدرها،وطن الزنازين والسياف يطارد الجميع،والكل يبحر في قارب النجاة،أماه لاتقلقي لقد تعلمت السباحة،هو :عودوا الى بيوتكم أيها المساكين معاطفكم هنا وحكاياتكم عن الحب والوعود والورود ،البحر لايرحم وحارس الغرقى جبان!إنه القاتل هذا المهربْ يمتلك القوارب اللعينة وفي الحروب تمتلك السيف المكسور وتحرض الاباء لقتل الابناء،حتى الملائكة فرتْ من هذه البقعة الملعونة والمسكونة بالاشباح، هو : يكرر أخاف النوم أخاف أن يسيل دمهم في محجري أشباحههم سكنت صدري، هو: أنت يامن عملت سمسار في كل حروبك كنت ولازلت تبيع الاعضاء البشرية في السوق السوداء وتنكل بجثث الجنود الابرياء. هو :كم أنا مشتاق لشفاه حبيبتي وهي تمنحني وأمنحها قبلة ،لازلت احلم بالعبور الى ضوء الحلم وأهرب من معسكر القتلة ،الحروب لاتنتهي والعربات تنقل الجثث من البحر الى ارض الحرام ،السياف والمهرب وجهان لعملة واحدة كلكم خونة تستحقون الموت مذعورون متخمون بالامال التافهة، المهرب: إذهبوا الى الجحيم أنتم وقصص حبكم الفاشلة،البحر الرحيم ينتظر لحمكم المذعور،متى تكفون عن مديح مدنكم والتي أكلتها ديدان الحروب، لقد أحرقتم الوطن بجحيم الحروب وتحولتم الى أفواج من المداحين وتقدمون القرابين لسجانكم حقآ إنكم تثيرون الغثيان، لم نعد نحتمل عفنكم وروائحكم النتنة، المهرب : هيا هلموا الى البحر ! وكورال وأطياف النساء لاترحل ايها الحبيب كل خزانات ملابسي تجعلني أبكي غرامآ بك ، وكل مسامة في جسدي تذوب بقبلاتك، لايهمني أن أكون مهجرة ومنفية في وطني ويبقى سرنا في رحمي ينتظرك، كورال النساء :كل الزهور لاتكفي أحبك انت الزهرة الوحيدة، أه لقد أعدموك في زنازين الوطن ، الحبيب: نعم من اجلك إخترت البحر ، خدي معطفي واوصيك بقراءة الرسالة وأنتري الزهور في البحر، الحبيب: اخترنا الحرب من اجل الوطن المقدس وخلود الجلاد وحروبه واستمرار كابوس الرعب ، هو : ايها البحر اللعين تبقى كوابيسك ترافقني مدى الحياة ، لقد بلعت وأغرقت كل الحالمين ويبقى المهرب يجهز قواربه لرحلة الموت، وحروب وطغاة عابثين، وحفاة حالمين، وتستمر الحكاية ولازالت ذاكرتنا تحتفظ وتروي قصصهم وتخزن معاطفهم كل هولاء العابرين
عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي السويد