& &شهدت صالة المسرح الوطني ببغداد ،مساء يوم الخميس، عرض الفيلم (العراقي) الذي يحمل عنوان (روزبة)، وهو العرض الخاص بالسينمائيين والفنانين والإعلاميين قبل العرض التجاري للفيلم الذي هو من انتاج شركة الكفيل التابعة للعتبة العباسية بمدينة كربلاء وسيناريو وإخراج ازهر خميس، وقد جسد ادواره ممثلون ايرانيون ونقل الى العربية عن طريق (الدبلجة)، كان الحضور الفني والجماهيري كبيرا جدا .
& & الفيلم روائي طويل يتناول سيرة الصحابي الجليل سلمان المحمدي (سلمان الفارسي) وتم تصويره في ايران في مواقع تصوير الفيلم الكبير محمد رسول الله ،وهو من الاعمال الكبيرة التي تنتجها السينما العراقية،حسب بعض النقاد، ، لكن الفيلم لم يخلُ من بعض الانتقادات التي وصفت بانها تعزف على الوتر الطائفي البغيض ،وقد تضمن بعض الحوادث المثيرة للجدل ،مؤكدين كان على الجهة المنتجة ان تتجاوز تلك الاختلافات والخلافات الى ما هو افضل خاصة ان العراق في وضعه الحالي ما عاد يحتمل اية هزة طائفية ، فيما كانت اغلب الاراء معجبة بالفيلم وبجوانبه الفنية التي استمتع بها الجمهور .
&تناول الفيلم لحظات مهمة وحاسمة في حياة الصحابي الجليل سلمان الفارسي منذ ولادته حتى وفاته وبحثه الدائم عن الحقيقة والتي اوصلته الى ترك الزرادشتية واعتناق المسيحية وانتهاءا بوصوله الى الحقيقة الكبرى في مقابلة الرسول ( ص) واعتناق الاسلام ووصوله الى مكانه متميزة لدى المسلمين عامة ولدى الرسول (ص ) خاصة حين اعتبره الرسول من آل البيت اذ قال (سملمان منا اهل البيت)، واسم (روزبة) هو الاسم الأصلي للصحابي سلمان المحمدي.
&جسد ادواره : ارمان مرادي (طفلا ) واحسان روشان (شابا ) وحميد تاج دولتي (كبيرا ) &فيما كان التصوير لمحمد صادق رمضاني وياسر محمد نصر اللهي، والموسيقى التصويرية سعيد عظيمي،و المكياج قام بيام ابو الحسن .


24 يوما فقط&
وقال المخرج ازهر خميس : هو فلم سينمائي درامي،يحكي قصة حياة الصحابي (سلمان المحمدي) والظروف التي رافقت نشاته وبحثه عن الحقيقة، منذ صغره واعتناقه المجوسية ومروره بالمسيحية ثم استقراره بالاسلام.
واضاف: تم تصوير الفيلم في ايران في اكبر مدينة للانتاج السينمائي هي نور تابان التي انشات على يد فريق إيطالي متخصص لصالح مخرج فيلم (محمد رسول الله) مجيد مجيدي.
وتابع :مدة الفيلم ٥٩ دقيقة ،استغرق تصويره حوالي ٢٤ يوما مع فريق محترف، وانتهينا من تصويره نهاية السنة الماضية ٢٠١٨م، وهذا العرض خاص للسينمائيين والفنانين والإعلاميين.
وأوضح : لسلمان المحمدي خمسة ادوار تعتمد على المراحل العمرية التي مر بها،وأهم هذه &الأدوار تكمن في مرحلة العمر بين ١٠٠ إلى ٣٠٠ عاما،حيث ذكرت الروايات انه عاش ٣٠٠ عاما حيث التقى باخر وصي من اوصياء النبي عيسى عليه السلام ليكون بعدها صحابيا جليلا لرسول الله (ص) .

احداث انتقائية تعبوية
& اما الناقد السينمائي مهدي عباس فقال : مصادر كثيرة اعتمد عليها كاتب السيناريو وهو المخرج نفسه وسنجد انها لكتب قديمة وجديدة بينها كتب لابن الاثير وابن خلكان والخوئي والبيهقي ومحسن الامين وجعفر مرتضى العاملي والميرزا حسين النوري بالاضافة الى انجيل لوقا ومتى وبرنابا واسفار الانجيل,, كما كان هناك فريق لاعداد ومراجعة السيناريو فيه اربعة اشخاص بالاضافة الى المخرج وهم فرهاد غلاميان ومجتبى طباطبائي وداود احمدي والامين احمد ماجد الصيمري.
وتساءل : مع كل هذه المصادر وفريق السيناريو الكبير هل استطاع فيلم زوربة ان يحيط بسيرة هذا الرجل الذي عاش حياة طويلة قد تصل الى 250 سنة حسب اكثر المصادر التاريخية!!
واضاف: اكيد ان تقديم كل الاحداث تحتاج الى مسلسل تلفزيوني طويل وليس الى فيلم لاتتجاوز مدته الساعة لذا كانت الاحداث انتقائية وتعبر عن وجهة نظر الجهة المنتجة ويبدو انها مقدمة بطريقة تعبوية بدءا من موقف سلمان الفارسي ( رض ) من الخلافة بعد وفاة الرسول ( ص)، وانتهاءا بابيات الشعر في نهاية الفيلم والتي نعت الامام الحسين (ع) مع وفاة سلمان الفارسي .
وتابع : اكيد هذا من حق الجهة المنتجة في تقديم وجهة نظرها واختيار الاحداث التي تتماشى مع افكارها لكن هذا قد لايتقبله جزء كبير من المسلمين وخصوصا مشهد الطعن بخلافة من خلف الرسول وتاكيد احقية الامام علي ( ع ) في الخلافة ومعروف ان هذا الحدث كان ولازال محط خلاف بين الشيعة والسنة حتى لو اعترفت بعض كتب السنة بمنزلة الامام علي المميزة لدى الرسول الكريم !!
واستطرد : انا وهذه وجهة نظر شخصية لست مع طرح الاحداث التي لايتفق عليها المسلمون وخصوصا في هذا الوقت التي يعيش العالم الاسلامي تمزقا طائفيا يصل الى حد الاقتتال الطائفي !!، كما ان طريقة السرد باسلوب الدوكيودراما ومن وجهة نظر خاصة اضعفت الفيلم وجعلته اقرب الى التقارير الفيلمية التي تقدم على الجزيرة الوثائقية وربما ضعف ميزانية الفيلم حدت بالمخرج الى تحويل الكثير من المشاهد الى سرد صوتي يشعرك كانك تشاهد تقريرا تلفزيونيا او اذاعيا !!
واضاف : فيلم روزبة محاولة جديدة في السينما العراقية وخصوصا في السينما الدينية التي تفتقر اليها السينما العراقية والعربية بشكل عام وجميل ان تشارك مؤسسات دينية في انتاج افلام سينمائية مما يعني ان هناك وعيا في ادراك رسالة السينما وهذا بالتالي سيحفز جهات الانتاج والفني والسينمائي على التحرك لرفع الصدأ عن حركة عجلات السينما العراقية .
وختم بالقول : تحية للمخرج الشاب ازهر خميس على تجاربه في تقديم شخصيات تاريخية ودينية وهي مغامرة كبيرة فيها الكثير من الخطورة والحساسية وبانتظار فيلمه القادم وان شاء الله الآتي افضل.
&