هل يعتبر التسامح ضعفًا بشريًا أم عكس ذلك تمامًا وكيف يستطيع المرء الضحية أن يكتسب ثقافة التسامح ويحياها نهج حياة يوميًا، كتاب "التسامح &زينة الدنيا والدين" لتركي الدخيل يحاول الإجابة عن هذه التساؤلات.

إيلاف: في استحضار لتاريخ العنصرية والكراهية، وإثارة للأسئلة الصحيحة، ورسم لخارطة الطريق إلى شقيق الحب والسعادة، وعلاج القبح، ورفيق التزام الفضائل، يصدر من مدارك‬ كتاب: التسامح‬ زينة الدنيا والدين للكاتب السعودي تركي الدخيل، سفير خادم الحرمين الشريفين في الإمارات، وذلك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في شهر إبريل الجاري.&

قال المؤلف إن" كتاب التسامح‬ زينة الدنيا والدين (يقع في 330 صفحة) هو للطفل الصغير وللشاب، وللأب، يساعد الصغار على طرح الأسئلة الصحيحة عن التسامح، ويساعدهم أيضًا على رسم خريطة الجواب، ويقدم إلى الكبار الفرصة لحكاية المواقف التي تجعل: ذكر التسامح ضرورة، واستدعاء نقيضه عظة. لعل استحضار ذكريات الطريق إلى بلوغه يقنع الأجيال بأهميته، وخطورة الكراهية والعنصرية والعداوة".

واعتبر الدخيل أن التسامح "يعالج الكثير من القبح في هذا العالم، فهو شقيق الحب والسعادة، ورفيق الالتزام بالفضائل والمُثل، وركن الإيمان بالعيش المشترك، والدواء الذي يعالج ذاكرة الحروب والعنف والكراهية، يَقوى بالذكر المتكرر، والممارسة الراشدة المبنية على إرث قوي. ولكن، لا يمكن تأسيسه وترسيخه، إلا بفعل الكتابة، والتوثيق له، والنقاش حول هذا المفهوم، وأبعاده، ونماذجه، وسلوكياته".

قوة لا ضعف
في معرض تناوله للذين ضحّوا تاريخيًا بأعمارهم من أجل نشر الأفكار، قال المؤلف: "إن موت مفكرٍ من أجل فكرة، لا يجعلها فكرة صحيحة بالضرورة، لكنّه يلفت النظر إليها، ويمنحها فرصةً أكبر للانتشار. فليس من مهمة الكلمات الرفيعة، والمواقف المؤثرة، أن نتوقع أن تغيّر لنا حياتنا ومدركاتنا، لكنها تدفعنا إلى تغيير وعينا، ومراجعة تصوراتنا، ومنح أنفسنا فرصة أكبر لفهم الآخر، وإدراك ما نحن فيه، وما غيّرناه، وإلى أين نسير".

وقال في معرض الحديث عن الكتاب وتعرّضه لأمراض العنصرية والتباغض: "كلنا ضعفاء، كلنا هشّون وميالون إلى الخطأ، لذا دعونا نسامح بعضنا بعضًا، ونتسامح مع بعضنا البعض".

وصفة النجاح
حدد تركي الدخيل عنصرين لنجاح التسامح: "أولهما: إرادة سياسية واضحة، وثانيهما: فاعلية مجتمعية ودينية لخدمته. هذا النجاح يضيّق الخناق على التعصب والتشدد والعنصرية والكراهية، ويبشّر عبر القوانين التي يتساوى الناس أمامها، ومن خلال سيادتها؛ بعهد يسع الجميع، فلكل إنسان الحق في اختياره، وإلا فكيف يحاسب الله الخلق، على ما أجبروا عليه، ولم يختاروه؟!".

واعتبر أن كتابه "يوفر مادة مختصرة، متنوعة، تبيّن للقارئ العربي منابع متنوعة للتسامح، بعضها يأتي من تراثه، والآخر من التجربة الإنسانية، وتكشف له أن شجرة الفضيلة، التي تحمل التسامح والحرية، والخير والعدالة، تعيش وتنتعش حينما ندعّمها بسلوك وتفكير، وهذا الكتاب يشرح المفهوم، ويبسِّطه معًا".&
&