ترجمة: عادل صالح الزبيدي
&
إي. إي. كمنغز (1894-1962) شاعر أميركي من مواليد ماساتشوسيتس. نشر أول مجموعة شعرية له بعنوان ((زهور تولب ومداخن)) عام 1923 تلتها إحدى عشر مجموعة من الشعر الذي يتراوح بين التقليدي كالسونيتات التي كتب العديد منها وبين الشعر التجريبي الطليعي الذي يتميز بانزياحات وخروقات لغوية عنيفة سواء في النحو أو في المفردة الشعرية أو في طريقة تنقيط الجمل. و يحظى شعر كمنغز رغم تفرده بشعبية كبيرة كواحد من أهم شعراء الحداثة في القرن العشرين. القصيدة التي نترجمها هنا كتبها الشاعر بصيغة السونيتة الا انه تصرف بهذا الشكل الشعري الصارم ليوظفه توظيفا يخدم غرض القصيدة الأساس وهو هجاء الوطنية الزائفة والتوجهات العدوانية للسياسة الأميركية والسخرية من القادة السياسيين من خلال محاكاة ما يرددونه في خطاباتهم من كليشيهات وعبارات مكررة ومبتذلة او محرفة او مجتزأة يقتطعونها او يقتبسونها من نصوص الأغاني الوطنية او عبارات من النشيد الوطني الأميركي او من عموم قاموس الوطنية الذي نسجه هؤلاء الساسة ليصبح جزءا من الثقافة السياسية في الولايات المتحدة. يرد نص القصيدة كله على انه خطاب سياسي مفعم بالمشاعر الوطنية على لسان احد السياسيين فيما عدا السطر الأخير الذي يعلق &فيه الشاعر بتهكم وسخرية على هذا الخطاب المفترض.

بعد الله طبعا يا أميركا


"بعد الله طبعا يا أميركا&
احبك با أرض الهجرة والى آخره&
هيا قولوا أ يمكنكم ان تروا في الفجر الباكر&
وطني... قرون تأتي وتروح&
وما عادت وليس علينا ان نقلق عما صار وما هو صائر&
بكل اللغات حتى بلغة الصم–بكم
يهتف أبناؤك تمجيدا لاسمك ببركات

الرب الأب الابن الدم والشعارات الوطنية

لماذا نتحدث عن الجمال ما الذي يمكنه ان يكون

&أجمل من الأبطال السعداء الأموات

الذين اندفعوا كالأسود نحو زئير المجزرة الهادر

لم يقفوا ليفكروا بدلا من ذلك ماتوا &

فإذاً هل سيصمت صوت الحرية؟"


خطب وشرب على عجل قدح الماء.
&