أجتمع 77 فنانا وفنانة عراقيين في قاعة التشكيليين ببغداد ،ليمنحوا الاجواء طبيعة خلابة على عكس الاجواء الحارة قبل ان يبتديء صيف العراق ، كانت اللوحات تعكس جماليات الطبيعية وتجعل الناظر يرفل بالمسرة ويعيش حكايات التأمل الجميلة وسط عشرات الحاضرين يوم افتتاح المعرض .
يحمل المعرض اسم (طبيعة عراقية) ، وهو المعرض السنوي الرابع لجمعية التشكيليين العراقيين ، ضم المعرض 77 لوحة منتخبة لـ 77 فنانا، بواقع لوحة واحدة لكل فنان، من بين 150 لوحة وفق شروط معينة وضعتها الجمعية والتي من اهمها ان يكون العمل احترافياً يمثل الهوية الحقيقية للفن التشكيلي العراقي، ولايتم قبول الاعمال الفنية المؤطرة بالزجاج، ولايتم قبول الاعمال المطبوعة والمنقولة والمقتبسة من اعمال فنية لبعض الفنانين ، ان يكون العمل الفني حديث نتاج (2018-2019 ) وغير مشارك به في المعارض السابقة والمهرجانات التي اقامتها الجمعية ،وهو امر علق عليه احد الفنانين انه سعي للتجديد والتنافس ، لذلك جاءت اللوحات مختلفة الاشكال والاحجام مثلما كانت متنوعة الاساليب، وان تشابهت الموضوعات لكن التقنيات والرؤى كانت متميزة تجذب الانتباه وتحقق الاعجاب وتؤكد على الحضور العراقي المميز في الفن التشكيلي، وقد شكل المعرض فرصة كبيرة لرسامي الطبيعة ان يقدموا لوحاتهم الزاهية والجميلة حيث جسدت لوحاتهم مناظر من الطبيعة العراقية التي تمتاز بتنوعها واختلافها .. ، حيث الماء والخضراء والتراث والبيوت الطينية (الاكواخ) التي تحمل جمالياتها الى (الناعور) الذي يسقي تلك المزروعات والى الاهوار بقصبها وبرديها وجمال المشاحيف فيها والاعشاب على حواف الطريق التي تعيد الذاكرة الى ذلك الريف الجميل والطرقات المؤدية اليه والاغنام والابقار والسواقي الصغيرة والكثير من الاشياء التي تهز الذاكرة، وقد تضمنت مواضيع الاعمال لقطات من مناطق العراق .

لافتة احتجاج
ومما يثير الانتباه في المعرض انه ليس لعرض لوحات فنية فقط وتنال اعجاب المشاهدين فقط بل ان البوستر الصغير الذي يمثل دليل المعرض حمل كلمة مؤثرة جدا وهي ان المعرض (لافتة احتجاج كبيرة على الجرائم التي ترتكب بحق نخلتنا العظيمة وضد تجريف البساتين وحرقها وهو خير توثيق لتنوع وثراء الطبيعة العراقية) .

وزير الثقافة : الفنان التشكيلي العراقي مبدع
افتتح المعرض وزير الثقافة عبدالامير الحمداني بحضور مدير عام دائرة الفنون العامة د. علي عويد، ومدير الجمعية الفنان قاسم سبتي ، فضلا عن السفير الهندي وعدد كبير من الفنانين التشكيليين والمثقفين العراقيين، وقال الوزير : الفنان التشكيلي العراقي مبدع، وليس مستغرباً او جديداً ان تصل الاعمال العراقية إلى العالمية، واضاف: معارض دول الجوار لا تكاد تخلو من الأعمال العراقية المميزة، فالفنان العراقي متجدد وهو ينتج سنوياً فناً عراقياً أصيلا، وتابع :ان "التجديد في الفن والتشكيل سمة عراقية، فالألوان مبهرة والتكنيك مبهر والمشاهد التي شاهدناها اليوم ممتازة ورائعة، اذ استطاع الفنان العراقي نقل الطبيعة بشكل رائع وليس نسخة عنها وهذا ما يعبر عن رؤية مختلفة ومتجددة.

رئيس الجمعية : فن شائع
من جهته قال مدير الجمعية الفنان قاسم سبتي : المعرض خدم جميع الفنانين الذين يرسمون الطبيعة، وهو واجب الجمعية في اقامة مثل هذه المعارض لهم، والفنانون العراقيون، يعد هذا النمط من الاشتغالات جزءا من ابداعهم.. له مريدوه وعشّاقه في العالم.
واضاف: 77 عملا فنيا اشترك في المعرض، تم اختيارها من اصل 150 عملا وقد تنوعت الاساليب في اللوحات رغم التشابه في موضوعاته مثل النخيل والمياه، لكن تشعر ان هناك تقنيات ورؤى متميزة في الاعمال الموجودة بالمعرض، وهي اعمال اجزم انها قادرة على المشاركة في المعارض العربية والدولية.
وتابع: إنّ إصرار جمعية التشكيليين على إقامة مثل هكذا معارض، يعد جزءا من مسؤوليتها تجاه شريحة مهمة من فنانين يتميزون برسم الطبيعة .
وأوضح : يعتقد البعض أن هذا النمط فن مندثر، وغير شائع، ولا منتشر، انهم واهمون؛ لأنّ من تصفح موقع "البنترستس" العالمي، سيفاجأ بحجم المشتغلين على مفاهيم الرسم الواقعي والمنظر الطبيعي، وهم عدد يصل الى الملايين من المبدعين، ونحن في الجمعية، نؤكد إصرارنا على ان نكون جزءا حيويا من هذا العالم الواسع، ونسهم في تطوير جانب من الابداع الفني في ميدان الرسم الواقعي .

اعمال مميزة
وقالت الرسامة والشاعرة سمرقند الجابري : امتازت الاعمال بتنوعها ، اعمال زيتية ومائية واعمال (اكرلك) ، اعجبني الاعمال التي اشتغلت بما نطلق عليه نحن الفنانون بشغل (السكين) التي ضرباته تكون فيها غزارة لونية .
واضافت: انا احب الاعمال الانطباعية لانها غزيرة الالوان ، وقد اعجبتني العديد من اللوحات لفنانين وفنانات لانها كانت تمتلك التميز والجمال في طرح فكرة الموضوع ،لكنني استغرب ان يوقع فنان على لوحته باللون الاحمر .
وتابعت: انا ازور هذه القاعة مذ كان عمري خمس سنوات واشعر بالسعادة لوجودي فيها .
كما اعرب الفنان سمير ميرزا ، سعادته بالمعرض الذي اشار اليه بالتميز والتعبير لحالة عراقية مؤسفة، وقال : المعرض يمثل لافتة إجماع من الفنانين العراقيين ضد ما يرتكب من جرائم بحق النخلة العراقية وجرف البساتين ،وهذا المعرض هو رسالة تحذير من خطر هذه الجرائم التي تؤدي بالطبيعة العراقية الى الاندثار .