صدرتْ للشاعر رضا المحمداوي مجموعته الشعرية الجديدة &التي تحمل عنوان (حفنة دولارات ملطخة بالدم) ، عن دار (أمل الجديدة) في سورية ، وهي المجموعة الثالثة بعد مجموعتيهِ السابقتين ( عشرة أصابع في عسل الوقت ) عام 2002 و ( ما مضى ... في وقت لاحق ) عام &2014 .

& &تقع المجموعة في 96 صفحة من القطع المتوسط ، وتضم المجموعة 19 قصيدة، منها (خطوات على جسر الريح) و (اغنية للبلاد التي اتسعت) و( بريد مُعَّطل) و( موعد الغريب) و(مياه الى تلك الانهار) و (القطار العراقي الرث القديم) و( الولد الطالع مع خيط الفجر) و(خَلَفَ شلالات الضوء) و( وجهٌ في المتاهة ) و (خبر عاجل .. انفجار) ،وكأني به ازاء كل النصوص ووسط الشعور بالمأساة وتحت ظلال التشاؤم الذي ينزف من بين خواصر النصوص وبين مواويل الوجع التي يغنيها ، كأني به ينشد ازاء كل هذا ويردد بقايا نشيد (موطني.. موطني)، وعنوان المجموعة هو عنوان لاحدى قصائدها التي تتفنق عن وجع ظاهر للشعور مؤجج بنيران الاسى حيث الموت يلتقط انفاس الناس الذين لا علاقة لهم بالحروب العديدة التي تجيء من حيث لا يدري الناس ولا تعرف الامكنة ، وهو مظهر من مظاهر الحياة اليومية للمواطن العراقي بعد عام 2003 حيث ان زمن النصوص هو ما بعد هذا التاريخ ومكانها هو العراق &:&
(صباح محاصر ..
بالاسئلة والدماء
يخبيء شمسه خجلا&
ريثما يعبر الرتل الاميركي
جسر الشهداء&
- على اي منا ستسقط القنبلة في آخر المساء
على رماد اسير الحرب الاولى ؟
ام على آهات ارملة الحرب الثانية ؟
ام على حسرات ثكلى الحرب الثالثة ؟
ام على وجع ذكريات الحرب الاخيرة)&
في المجموعة .. تقف النصوص وسط ساحة الوطن وفي مركز قلب الشاعر ، تترصد ما جرى وما يجري ، تأتي النصوص شعرية وهي تعبر من هنا الى هناك ، يبوح الشاعر بوجعه العراقي اليومي المليء بالهموم والموت حيث تأخذ مفردة (الموت) الكثير من مساحات النصوص وكأنه بها يحتج على ما يحدث في العراق ،في النصوص يحاول الشاعر ان يشذب تلك الهموم بألفاظ سلسة &ليصل الى القاريء مفعما بالاحساس خاصة السلاسة في صياغة الجمل الشعرية التي اشتغل عليها الشاعر والمعبرة بالصورة الشعرية التي يمكن للقاريء ان يرسمها في خياله ببساطة فيعلم ما تحتويه من اسى ،ثم انه يقترب من تلك المعاناة فيسطرها بمشاهد درامية تحفز القاريء على التواصل معه حيث اللقطات تتوالى مسجلة جدوى النصوص.
&يقول المحمداوي في قصيدته (خطوات على جسر الريح) :
(عبروا الجسر دون لهاث&
وانقطعوا عن حبل الكلام
- ما عبروا ...
- عبروا.. وخلفونا بعدهم&
نجمع الخطى&
من ميراث الريح&
ونبيع انفاسهم&
للمتسولين ...على قارعة الطريق
فانتزع يا ابي من ساقك العرجاء&
رصاصة فسدت&
وامنحها لجامعي شظايا الحروب )
ويقول في قصيدته (بريد معطل) :
(جعنا...
من اجل ان نحيا&
وها نحن بلا سبب نموت&
جعنا.. ولم نجد في بيوتنا طحينا&
وكنا نخشى اكثر&
ولا نجد البيوت )
وفي قصيدته (القطار العراق الرث القديم) يقول الشاعر المحمداوي :
(تلك اشلاء مبعثرة&
لقصة حب
وهذه بقايا جثة&
لأمل قديم&
وهذا ، وهذه، وتلك ... وفجأة&
انفجر القطار ..
... القطار العراقي الرث القديم&
.. وفي ظلمة كالقبر&
قال حشد مسافرين&
كانوا ينتظرون في الافق
انهم ابصروا ..
- اثر الانفجار –&
ضوءا ..
في نهاية النفق)
على الرغم من ان القصائد لا تحمل تواريخ الا ان الشاعر اراد متعمدا ان يبقيها هكذا لان اليوميات العراقية تتشابه في ازمنتها ووقائعها المستمرة منذ 16 عاما على الاقل وان كل ما يحدث خلالها هو عمل واحد من اجل (حفنة دولارات ملطخة بالدم) !! .
&