تحت شعار "الفن ذاكرة الشعوب" .. إحتفت دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة والسياحة والأثار، بإستعادة (22) عملاً كرافيكياً، من الأعمال الفنية المتحفية التي فقدت أبان الإحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، من مركز الفنون في شارع حيفاً وسط بغداد ،حيث تنتمي هذه اللوحات إلى عقد السبعينيات من القرن الماضي، لتأخذ طريقها مجدداً إلى مكانها الذي تنتمي له في المتحف، وهي تعود للفنانين: إبراهيم ربيع، أرداش كاكافيان، سالم الدباغ، سامي حقي، سعد تويج، طالب مكي، فؤاد الفتيح، محمد علي شاكر، مدحت محمد علي، موسى عبد الدايم وهاشم الطويل..
اقيمت الاحتفالية على قاعة الفنون التشكيلية في مبنى الوزارة حيث نظمت دائرة الفنون لها معرضا فنيا كبيرا شهده حشد من الفنانين والاعلاميين ، ومن ثم تم ايداع هذه الاعمال لدى المتحف الوطني للفن الحديث، حيث اشار المدير العام لدائرة الفنون العامة د. علي عويد ، (ان هذه الأعمال لا تقدر بثمن) ومن ثم تأكيده على جدية الدائرة في التواصل مع كل المعنيين في استعادة أكثر من 8 آلاف قطعة فقدت عام 2003، ولم تكن اللوحات في منأى عن الضرر حين استلامها ، فقد استلمت منذ مدة وكان البعض منها قد تعرض للأضرار والتلف في بعض أجزائها لهذا عمدت دائرة الفنون إلى ترميمها من خلال قسم الصيانة للأعمال المتحفية، وهي ألان موجودة بشكل طبيعي وتم التأكد من ختم مركز الفنون وتاريخ هذه الأعمال عبر لجنة مختصة، وقد أعاد هذه الأعمال، العميد خالد المحنا، من مديرية الشرطة المجتمعية في وزارة الداخلية، والفنان حسين مطشر،وتأتي هذه الاستعادة بعد ان اطلقت الشرطة المجتمعية حملة لاستعادة الاعمال الفنية التي كانت مسروقة، جرى خلالها تثقيف وتوعية المواطنين بأهمية الأعمال التي يمتلكونها، مع ضمانة ان يكونوا بعيدين عن المساءلة القانونية، وهو ما ادى الى الحصول على مئات اللوحات لفنانين رواد وما بعد الرواد وكذلك لوحات لفنانين عرب وأجانب، وهذا هو المعرض الثالث لمثل هكذا أعمال .

استعادة للثقافة والأمل
وقد اكد وزير الثقافة عبد الامير الحمداني على ان استعادة هذه اللوحات استعادة للثقافة والأمل ، وقال : هذا الحدث جهد مشترك لوزارة الثقافة وفنانيها مع وزارة الداخلية المتمثلة بالشرطة المجتمعية، وقد أثمر عن استعادة القطع الفنية المهربة أو المسروقة من المتحف بعد العام 2003.
وأضاف : ان الوزارة تسعى الى استعادة كل القطع الفنية المهربة والآثار المسروقة، لأنه بمثابة استعادة للثقافة والأمل والفن العراقي
وتابع : أن فنانينا قطعوا أشواطاً طويلة في مفاوضات إعادة هذه القطع المهمة بعد تشخيصها، رغم المبالغ الطائلة التي يطلبها بائعي التحف واللوحات في العادة.

اهم كنوز الفن العراقي والعربي
اما الخبير حيدر سالم تحدث عن القيمة الفنية لهذه الاعمال: انها لكبار فناني الغرافيك، منهم الفنان طالب مكي، وهاشم الطويل، ويعد من الفنانين العالميين. وعمل آخر للفنان الارمني ارداش كاكا فيان.
واضاف: هناك مجموعات فنية تعود الى سبعينيات القرن الماضي للفنان الكردي مدحت محمد علي، وعمل تخطيطي للرسام والخطاط سعد تويت، وعمل للفنان العربي (موسى عبد الدائم) كان قد شارك به في معرض الغرافيك الثالث الذي اقيم في العراق. وللرسام والخطاط والمصور والمؤرشف محمد علي شاكر أربعة اعمال كانت مخزونة بإطار واحد، وها هي الاعمال الأربعة على جدران المعرض.
وتابع : هذه الاعمال تعد من اهم كنوز الفن العراقي والعربي، وانه لشيء يدعو الى البهجة ان استطاعت دائرة الفنون استعادة هذه الاعمال، اهم كنوز المتحف الوطني للفن الحديث.

تاريخ حقيقي للفن العراقي
الى ذلك اعتبر مدير المتحف الوطني للفن الحديث الفنان علي الدليمي، هذه اللوحات مهمة وتمثل تاريخ حقيقي للفن العراقي، وقال : اللوحات هي كرافيك طباعة على ورق لمجموعة من الفنانين العراقيين، وهذه الخطوة الثالثة التي يقدمها العميد خالد المحنا في إعادة هكذا أعمال متحفية .

واضاف :هذا الحدث جهد مشترك لوزارة الثقافة وفنانيها مع وزارة الداخلية المتمثلة بالشرطة المجتمعية، وقد أثمر عن استعادة القطع الفنية المهربة أو المسروقة من المتحف بعد العام 2003.