العقبة/ أمين المعايطة: كرمت مديرية ثقافة العقبة أمس،الباحث والكاتب في التراث الثقافي والتاريخ الاجتماعي عبدالله المنزلاوي ضمن فعاليّات مهرجان التنوع الثقافي في العقبة. وتحدث مساعد امين عام وزارة الثقافة الدكتور احمد راشد خلال رعايته حفل التكريم، عن اهمية التنوع الثقافي في التاريخ الانساني مشيرا الى مفهوم الحوار القائم على الاحترام وقبول الرأي والرأي الآخر المستند إلى التعاون والعيش المشترك في ظل دولة المؤسسات والقانون وكذلك مفهوم التنوع الثقافي الذي يتمثل بتعدد الأشكال التي تُعبر بها الجماعات والمجتمعات عن ثقافاتها وأشكال التعبير التي يتم تناقلها داخل الجماعات والمجتمعات وفيما بينها.
وعرض راشد، المراحل التاريخيَّة التي مر بها الأردن منذ بداية الاستيطان البشري على أرضه حتى قيام الدولة المُعاصرة وكيفكانت هذه المراحل المتعاقبة إنموذجاً لمصادر التنوع الثقافي والحضاري التي جعلت للأردن مقومات فريدة على المستوى العالمي وتركت تراثاً خالداً وممتداً كان وما يزال يشكل إسهاماً أردنيا وضاء في المشهد الثقافي والحضاري الإنساني. واضاف، ان الدستور الأردني عالج الجوانب المتعلقة بمختلف مجالات التنوع الثقافي كافة ووضع الضوابط الدستورية الكفيلة بالمحافظة عليه وتعزيزه وتنميته على اعتبار أنَّ هذا التنوع يشكل تُراثاً مجتمعياً مشتركاً ينبغي المحافظة عليه وتنميته لفائدة الجميع.
من جهته، ألقى المكرم الباحث المنزلاوي محاضرة عن أهمية التُّراث في التاريخ الإنساني.. العقبة إنموذجا تناول فيها السمات الأساسية لتراث العقبة والحياة اليومية وعلاقة ابن العقبة مع البحر متحدثاً عن تاريخ العقبة الحديث وكيف ساهم موقعها المتميز في أن تكون وجهة للجميع في مراحل زمنية مختلفة. وقال " العقبة تألف وتؤلف احتضنت ابناء المجتمع الاردني دون ان تؤثر على هويتها وطابعها التراثي و الحضاري" مستندا على عدد من الصور التي تؤكد التنوع الثقافي الذي حدث في العقبة والذي شكل الانسجام الاجتماعي الذي تعيشه. واشاد الباحث المنزلاوي بدور وزارة الثقافة كمؤسسة ترعى أبناء الأردن ومُثقفيه، مؤكداً أنَّ هذا التكريم وسام فخر واعتزاز وهو تكريم له ولجميع أبناء العقبة والأردن كافة . واستعرض الباحث في التُّراث الشَّعبي عبدالله آل الحصان، السيرة الذاتية لشخصية الباحث المنزلاوي ودوره في اثراء الحركة الثقافيَّة وجمعه للتراث والتاريخ الاجتماعي في العقبة واظهاره للتنوع الثقافي فيها منذ 30 عاماً واصداراته المُتعددة وابحاثه المعمقة في هذه المجالات.
ولفت آل الحصان، إلى أنَّ المنزلاوي أدرك خصوصية تُراث العقبة البحري وأدرك كذلك تداخل سمات تُراث البادية والريف إلى جانب تُراث البحر فكانت أعماله على علم ودراية الباحث المتمكن. وقال مدير ثقافة العقبة طارق البدور خلال حفل التكريم، انَّ المديرية دأبت على تكريم الباحثين والكتاب الذين وضعوا بصمات واضحة في الحركة الثقافيَّة وتاريخ وتُراث الأردن بشكل عام والعقبة بشكل خاص مبينا أنَّ الباحث له دور في الكتابة والبحث وإصدار عدد من المؤلفات المعنية في التُّراث الثقافي وكذلك عدد من الأبحاث في المجلات المُتخصصة العربية والأردنية حتى اصبح الخبير التراثي والمصدر الرئيسي للمعلومة عن العقبة .(بترا)