ويردف قائلا: quot;كل المعايير المطلوبة من الرئيس التنفيذي في الحكومة هي نفسها الموجودة في القطاع الخاص. هناك رؤية واضحة، هناك خطط تفصيلية، هناك خطط تنفيذية، هناك موارد مطلوبة، وفي النتيجة هناك مؤشرات أداءquot;. الدبلوماسية والسياسة

إلا أن المطروشي يستدرك مشيرا إلى أهمية دور الدبلوماسية في مسرح الحياة السياسية. ويقول: quot;لكن يفترض بأن الرئيس التنفيذي في الجهاز الحكومي تكون عنده معرفة أكثر بالدبلوماسية؛ يكون شخصا دبلوماسيا أكثر، لأنه يتعامل مع الجمهور، مع شريحة أكبر من الجمهور، لها علاقة بالحكومةquot;.

ويمضي إلى القول إنه على الرغم من أن الدبلوماسية قد تكون مطلوبة أحيانا من القيادات التنفيذية في القطاع الخاص أيضا، quot;ولكن في الحكومة أعتقد أنه ينبغي للقائد التنفيذي أن يكون منتبها أكثر للنواحي الدبلوماسيةquot;. هذا التأكيد على دور الدبلوماسية في العمل الحكومي في مقابل العمل التنفيذي في قطاع الأعمال أشار إليه أيضا وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر. ويؤكد فيشر على أهمية العنصر الدبلوماسي للحد من خروج المنافسة في حيز الفعل والممارسة السياسية عن حدود الضبط والسيطرة. ويقول إن quot;المنافسة في السياسة الدولية تميل دائما إلى أن تكون محفوفة بقدر كبير من المجازفة والمخاطر. ولكن في واقع الأعمال والحياة اليومية للشركات تعتبر المنافسة جوهر عالم الأعمال، وبالتالي فإن هناك فرقا كبيراquot;.

ويستدرك قائلا: quot;ولكنني أعتقد أن الدبلوماسية لديها من وجهة نظر عملية الكثير مما تقدمهquot;. ويرى فيشر أن العولمة quot;تقودنا إلى وضع يتعين علينا فيه أن ندير أمور العالم الواحد وأن لا نتنافس عليهquot;.

ويحذر وزير الخارجية الألماني السابق quot;بأننا سنشهد، في اقتصادنا المُعَولَم، الذي يعيش في كنفه 7 أو 8 مليارات نسمة، حروبا على الموارد، أو على التوصل إلى الأسواق أو أي شيء من هذا القبيلquot;. ويشدد على أنه quot;ليس هنالك من فائزين في مثل هذه الحالاتquot;.

بين الرجل والمرأة

ثمة مقارنات أخرى عقدت أيضا بين أداء الرجل وأداء المرأة في المواقع التنفيذية وأروقة السلطة والقرار، حيث أكد بعض المتحدثين على تمتع المرأة بمهارات قيادية لا تتوفر للرجل. عن بعض هذه المهارات تحدثت ناديا مبارك، مديرة قسم المعلوماتية في دائرة التخطيط والاقتصاد في أبو ظبي، لبي بي سي قائلة: quot;المرأة صبورة أكثر، وقادرة على التحمل أكثر، ونظامية أكثر، وقادرة على التواصل أكثر مع الموظفينquot;. وتؤكد بأن هذه الأمور quot;موجودة عند المرأة أكثر مما هي عند الرجلquot;. وتلفت نادية إلى ما قطعته المرأة الإماراتية من أشواط في مجال تقلد مناصب قيادية قائلة: quot;يمكن في السابق المرأة لم تكن قيادية، كانت دائما تأخذ وظائف عادية أكثر مما هي قيادية، لكنها في هذه الأيام وصلت إلى أن تصبح وزيرةquot;. وتشير إلى أن quot;هذا التحسن في وجود المرأة في موقع القرار التنفيذي جعلها في الوقت الحاضر تتخذ قرارات أكثر من قبل، يعني تتشجع أنها تتخذ قراراquot;.

عقبات ومخاوف

غير أن ناديا تعرب عن اعتقادها بأن المرأة يمكن أن تكون quot;عاطفية بعض الشيquot;، وهو ما يجعل quot;الجنس الآخر يتخوف من هذا الشيء، من أنها تتخذ قرارات متسرعةquot;. وتشكو ناديا من استمرار وجود عقبات تفرض قيودا على ممارسة المرأة الإماراتية لأدوار قيادية تنفيذية. وتقول: quot;هناك كثير من العقليات التي لا تتقبل المرأة. وبالتالي هذه تعتبر عقبة. لأن هنالك أناسا ما تزال العقلية القديمة مؤثرة عليهم فيما يتعلق بتقبلهم للمرأةquot;. وتتابع قائلة: quot;إجتماعيا تحد التقاليد والعادات في بعض الاحيان من قيام المرأة بأدوار أوسع، وهي أدوار تساعدها على التوسع في نطاق العملquot;. وتوضح: quot;مثلا قيامها بدورها خارج البلد وما إلى ذلك. وهذه أمور تؤثر نوعا ما على المرأة أكثر مما تؤثر على الرجل. المرأة عندما تسافر يجب ان يكون معها محرم. أما الرجل فإنطلاقه بحرية أمر يساعده أكثرquot;. وهذا الإغراق في تناول أوجه المقابلة والاختلاف الذي ساد في المنتدى يطرح للوهلة الأولى وبإلحاح سؤالا عما إذا كان التفاوت يرتكز إلى ثنائيات تقوم على التضاد والقطيعة ليس إلا. ولكن سرعان ما يتبدد السؤال عند ملاحظة أنه في غمرة الكلام الكثير الذي قيل عن الاختلاف والتباين فلقد حرص المشاركون في المنتدى على تلمس السبل والوسائل التي تمكن التنفيذيين في شتى القطاعات من العمل معا بحيث تكون القطاعات رديفا لبعضها البعض في مسيرة بلادهم نحو النمو الاقتصادي.