واشنطن: أقر الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوما جمركية مرتفعة على الألواح الشمسية والغسالات المستوردة في تحرك يهدف إلى حماية المنتجين في بلاده قوبل بمعارضة من الصين وكوريا الجنوبية وحتى في الولايات المتحدة. 

وأعلنت سيول الثلاثاء عن نيتها رفع المسألة إلى منظمة التجارة العالمية فيما أعربت بكين عن "عدم رضاها على الإطلاق" عنها. 

وأفادت وزارة التجارة في بكين أن "الصين ستدافع بحزم عن مصالحها المشروعة بالعمل مع أعضاء آخرين في منظمة التجارة العالمية" دون تحديد الاجراءات التي ستتخذها. 

وأما في الولايات المتحدة، فنددت الشركات المعنية بقطاع معدات تجهيزات الطاقة الشمسية بالاجراء مشيرة إلى أن الرسوم ستخلق "أزمة" وتكلف آلاف الوظائف الأميركية والمليارات على صعيد الاستثمارات دون مساعدة المنتجين المحليين على مواكبة الطلب المتزايد. 

وأفاد الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتثايزر أن الرسوم فرضت بعد دراسة "مستفيضة" قامت بها وكالته بالاشتراك مع مفوضية التجارة الدولية الأميركية المستقلة وتوصلت إلى أن الاستيراد "يؤذي" المنتجين في الولايات المتحدة "بشكل كبير". 

وفرضت الإدارة الأميركية رسوما تصل إلى 50 بالمئة على استيراد الغسالات الكبيرة على مدى ثلاث سنوات و30 بالمئة على الألواح الشمسية لمدة أربعة أعوام. 

وفي هذا السياق، أكدت كوريا الجنوبية، التي وقعت اتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة وتعد حليفا أساسيا لواشنطن في مواجهتها مع كوريا الشمالية، أنها ستتقدم بعريضة احتجاج لدى منظمة التجارة العالمية. 

واعتبر وزير التجارة الكوري الجنوبي كيم هيون تشونغ أن الرسوم "مفرطة" وقد ترقى إلى "انتهاك أحكام منظمة التجارة العالمية". 

وأفادت "سامسونغ" التي تعد كبرى شركات كوريا الجنوبية أن الرسوم عبارة عن "ضريبة على كل زبون يرغب بشراء غسالة". 

من جهتها، أشارت شركة كورية جنوبية أخرى وهي "ال جي اليكترونكس" إلى أن "ملايين الأميركيين يحبون غسالاتهم من طراز ’ال جي’ (...) يجب أن يقرر المستهلكون أنفسهم أي علامة تجارية يريدون". 

واتخذ ترمب منذ العام الماضي ما وصفته وزارة التجارة الأميركية باجراءات "غير مسبوقة" في المجال التجاري. 

واستهدف كثير منها الصين، الشريك التجاري الأبرز للولايات المتحدة. 

وساهم استيراد الألواح الصينية الرخيصة في مضاعفة توليد الطاقة الشمسية بثلاث مرات في الولايات المتحدة لكل عام بين 2012 و2016. لكنها تسببت بانخفاض الأسعار بنسبة 60 بالمئة ما دفع معظم المنتجين الأميركيين إلى التوقف عن الانتاج أو إعلان إفلاسهم، بحسب مكتب الممثل التجاري الأميركي. 

وأوضح أن استيراد الغسالات المصنعة في الصين أدى إلى تراجع "كبير" في حصة المنتجين الأميركيين في السوق. 

من جهتها، أفادت رابطة الصناعات المرتبطة بالطاقة الشمسية أن اعضاءها أعربوا عن "خيبة أملهم" من قرار ترمب. 

وأفادت المجموعة في بيان أن الرسوم الجديدة ستتسبب بفقدان نحو 23 ألف وظيفة في الولايات المتحدة وإلغاء أو تأخير استثمارات في قطاع الطاقة الشمسية بمليارات الدولارات. 

ورأت رئيسة الرابطة ابيغال روس هوبر أن الرسوم لن تساعد في مواكبة الطلب في الولايات المتحدة بل "ستخلق أزمة في جزء من اقتصادنا كان يشهد ازدهارا وهو ما سيؤدي في النهاية إلى فقدان عشرات الآلاف الأميركيين العاملين بكد من أصحاب الياقات الزرقاء لوظائفهم".