إيلاف من لندن: شهدت العاصمة الإيرانية طهران والعشرات من المدن الأخرى اليوم إضرابات عامة لتجار الاسواق شلت الحياة التجارية وكذلك لسائقي الشاحنات التي أثرت سلبًا وبشكل كبير على نقل البضائع والسلع بين أرجاء البلاد فيما شددت زعيمة المعارضة مريم رجوي على ان هذه الاحتجاجات تعكس رغبة عموم الشعب الإيراني بالتغيير.

فقد بدأت منذ صباح اليوم قطاعات واسعة من سوق العاصمة طهران وأسواق مختلف المدن الإيرانية إضرابًا عن العمل حيث عزف أصحاب المحلات عن فتح متاجرهم، في الوقت الذي اتخذت القوات الامنية منذ أيام تدابير واسعة لمنع وقوع الإضراب.&

ففي طهران، أغلقت أسواق بيع المفروشات والمسكوكات والمجمعات التجارية وأصحاب المحلات في مناطق غربها والمتاجر والمجمعات التجارية بجنوبه.&

كما انضم التجار في عشرات المدن ظهر اليوم ومنها مشهد وتبريز وكرمانشاه وسنندج وزاهدان وأروميه وكرج وجرجان وزنجان وأراك وبانه ومريوان وسقز وباوه وبرازجان وكازرون وكنارك وجابهار وهيرمند ومياندوآب وسردشت وبيرانشهر وإيرانشهر وسراوان الى المضربين.

ويحتج تجار السوق الذين ضاقوا ذرعًا بتدهور اقتصاد البلاد نتيجة الفساد وحروب النظام الباهظة في عدد من دول المنطقة إضافة إلى ارتفاع أسعار العملات وموجة الغلاء والتضخم والركود غير المسبوق والفقر المتزايد.&

وإضراب لسائقي الشاحنات

كما وسع سائقو وأصحاب الشاحنات في إيران من اضرابهم اليوم والمستمر منذ اسبوعين وسط اعتقالات طالت 156 منهم بتهم تهديد الأمن القومي والتسبب في تشديد الأزمة الاقتصادية بحسب ناشطي حقوق الإنسان الإيرانيين.

وبث ناشطون وصحافيون مقاطع وصورا تظهر استمرار توقف الشاحنات عن العمل في مدن زرين شهر وأردكان ومشهد ومحافظات طهران وأصفهان والأحواز وآذربيجان وكردستان بينما تنضم مختلف المدن في أنحاء البلاد للإضراب.

وقد هدد المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري بإعدام منظمي الإضراب بتهمة "تهديد الأمن القومي".. بينما اعتبرت وسائل الإعلام المتشددة إضراب سائقي الشاحنات أنه الأكثر خطورة من بين كل الإضرابات العمالية المستمرة في إيران لأنها ساهمت في شل الحياة الاقتصادية وارتفاع أسعار الوقود حيث بات يشكل مأزقا يؤرق النظام الذي يحاول أن يقمع المضربين بحجج تهديد الأمن القومي.

ويصر معظم سائقي الشاحنات في مختلف المحافظات على المشاركة في الإضراب احتجاجاً على قلة الأجور وغلاء قطع غيار السيارات ورفع رسوم الشحن وارتفاع التكاليف في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة.

ومن جانبهم وجه 153 نائبا بالبرلمان رسالة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني طالبوا خلالها بالتدخل بالقضية وحماية سائقي الشاحنات والبت بمطالبهم. جاء في الرسالة التي نشرتها وكالة "فارس" أن "الزيادة المضطردة في أسعار قطع المركبات الثقيلة ومعدلات الأجور المنخفضة دفعت بالسائقين وأصحاب الشاحنات المجتهدين بالتوقف عن العمل ومن الضروري أن تكون هناك حزمة دعم لهم لمواصلة عملهم".

رجوي: الاحتجاجات تعكس مطلب الشعب الإيراني بالتغيير

ومن جهتها جّيت مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة "تجار السوق والكسبة الشجعان الذين أضربوا في طهران وعشرات المدن ونهضوا للاحتجاج على نظام الملالي النهاب".

&

&

أسواق إيران ومتاجرها مغلقة اليوم في إضراب عام

&

وقالت في تصريح صحافي تسلمت "إيلاف" نصه "إن إضراب تجار السوق بالترافق مع إضراب سائقي الشاحنات الكادحين "يعكس مطلب عموم الشعب الإيراني للتغيير وطالما الملالي الفاسدون والمجرمون قائمون على السلطة، فإن الغلاء والركود والفقر يستمر كما أن وتيرة تدمير البيئة تتواصل وأن الطريق الوحيد للخلاص من الكارثة التي حلّت بالبلاد كلها، هو تحقيق الديمقراطية والسلطة الشعبية".

ووصفت رجوي هذين الاضرابين الواسعين للأسواق ولسائقي الشاحنات بأنهما يشكلان جزئين من انتفاضة الشعب الإيراني لإسقاط النظام والحصول على الحرية والعدالة الاجتماعية... وقالت "إن ثروات إيران تنفق كلها من قبل النظام في القمع وتصدير الإرهاب والحروب الخارجية أو تُسرق من قبل الملالي الحاكمين بدلًا من إنعاش الاقتصاد ورفاه الشعب".

يشار إلى أنّ الريال الإيراني سجل الاسبوع الماضي مستوى قياسياً منخفضاً مقابل الدولار الأميركي في السوق غير الرسمية وسط تدهور في الوضع الاقتصادي وإعادة فرض عقوبات من جانب الولايات المتحدة.

وقالت وكالة "تسنيم" الإيرانية إن الدولار معروض بسعر يصل إلى 170 ألف ريال حيث فقد الريال حوالي 75 بالمئة من قيمته منذ بداية العام الحالي.

وشهدت العملة الإيرانية تقلبات على مدى شهور بسبب ضعف الاقتصاد والصعوبات المالية التي تواجهها البنوك المحلية والطلب القوي على الدولار من الإيرانيين الذين يخشون من تقلص الصادرات الإيرانية من النفط وغيره من السلع بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 وإعادة فرضها عقوبات على طهران.

وفي ديسمبر الماضي اندلعت احتجاجات شعبية واسعة على الوضع الاقتصادي الصعب في إيران وامتدت إلى أكثر من 80 مدينة وبلدة وأسفرت عن مقتل 25 شخصاً واعتقال اكثر من الف متظاهر.