لندن: فيما يتدفق عشرات الالاف من الإيرانيين على العراق يوميا فقد أعلنت بغداد عن تخفيض أسعار الاتصالات الدولية مع إيران الى النصف خلال فترة زيارة أربعينية الامام الحسين الحالية بكربلاء ومنح مليون تأشيرة دخول لإيرانيين للمشاركة فيها.. بينما ايد القضاء أعفاء العبادي لرئيس هيئة الحشد الشعبي رئيس جهاز الامن الوطني فالح الفياض من مناصبه رافضا اعتراض الاخير على القرار.

وقالت وزارة الاتصالات العراقية اليوم ان الشركة العامة للإتصالات قد خفضت أسعار المكالمات الدولية بين العراق و إيران الى النصف خلال فترة زيارة اربعينية الامام الحسين الحالية والتي تنظم في الثلاثين من الشهر الحالي ويسري التخفيض حتى اليوم التالي الاول من نوفمبر المقبل حيث يتوقع مشاركة اكثر من مليوني إيراني فيها.

وأوضحت الوزارة أن الشركة وافقت على تفعيل خدمة الإتصال المجاني على الشبكات اللاسلكية والارضية إضافة الى فتح 15 رقماً هاتفياً للإتصال المجاني ضمن حزمة من الخدمات الاتصالاتية لزوار الاربعينية.

ومن جهته قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد محجوب ان الوزارة مستمرة بأستنفار جميع كوادرها العاملة في البعثات الدبلوماسية والقنصلية لاستكمال إجراءات منح سمات الدخول الخاصة بالزيارة الاربعينية وبوتيرة متصاعدة &ولاسيما في سفارة العراق بطهران والمكاتب المؤقتة حيث بلغت مليون و40 الف تأشيرة دخول.

وعلى الصعيد نفسه كشف القائم بالاعمال في السفارة العراقیة بطهران نصير عبدالمحسن عن ان ما بين 300 الف الى 400 الف تاشيرة دخول يتم اصدارها يوميا للزوار الإيرانيين من قبل 330 موظفا من وزارة الخارجية العراقية في طهران.

وتقوم 4 قنصليات و20 مكتبا عراقيا مؤقتا في مختلف المدن الإيرانية بأصدار تأشيرات الدخول للزائرين الإيرانيين الى العراق. كما تم اعداد 168 بوابة دخول في ثلاثة معابر حدودية لعبور الزوار الإيرانيين هي مهران والشلامجة وجذابه جنوب غرب. &

يشار الى انه من بین حوالي 10 ملايين زائر شارك فی زیارة اربعینیة الامام الحسین العام الماضي كان هناك مليونان و350 الف زائر ایراني.&

خطة طوارئ طبية

وأعلنت وزارة الصحة العراقية اليوم عن خطة طوارئ طبية خاصة بمناسبة زيارة الاربعين تتضمن تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع وزارتي الدفاع والداخلية لتبادل المعلومات وتقديم الإسناد والدعم الطبي والصحي وتسهيل حركة الأسعافات خلال الزيارة.

وأوضح مدير مركز العمليات في الوزارة شهاب احمد جاسم في بيان تابعته "إيلاف" أن الخطة تشمل تهيئة جميع ردهات الطوارئ في المستشفيات وتزويدها بالأدوية والمستلزمات الطبية وخاصة منها المنقذة للحياة وزيادة السعة السريرية لردهات الطوارئ ونشر أكثر من 100 سيارة اسعاف على طول الطرق التي يسلكها الزائرون بينها 60 سيارة على طريق بغداد إلى كربلاء (110 كم جنوب) و20 داخل الطوق الأمني لمدينة الكاظمية و20 أخرى الى مديريتي صحة محافظتي بابل وكربلاء الجنوبيتين إضافة للسيارات التي تمتلكها.

وقال إن "مصرف الدم سيقوم بتجهيز جميع المستشفيات بكميات من الدم ومشتقاته ولجميع الأصناف وينظم حملات للتبرع بالدم في كربلاء والكاظمية والنجف كما ان مركز السموم في مدينة الطب ببغداد سيهيئ فرق سموم متخصصة لترسل إلى كربلاء لمواجهة حالات التسمم وتشكيل فرق للرقابة الصحية & لمتابعة الأغذية والأطعمة التي تقدم للزائرين على طول الطرق الى كربلاءاضافة الى ارسال فرق طبية متخصصة في القلب والجراحة العامة والباطنية والكسور اليها. &

الملايين يتحدون الجماعات الارهابية والتقلبات المناخية

&وتعد زيارة الأربعين إحدى أهم الزيارات للمسلمين الشيعة حيث اعتاد الملايين منهم من داخل العراق وخارجه وخاصة إيران على احياء هذه الشعائر كل عام في مثل هذه الايام متحدين مخاطر استهدافهم من قبل الجماعات الإرهابية والتقلبات المناخية القاسية وهم يقطعون مئات الكيلومترات سيرا على الاقدام الى مدينة كربلاء حيث مرقد الامام الحسين بن علي بن أبي طالب ثالث ائمة الشيعة الاثني عشرية أفرادا وجماعات مطلع شهر صفر.

كما تستقبل المنافذ الحدودية والمطارات العراقية مئات آلاف الاخرين من مختلف البلدان العربية والإسلامية للمشاركة في زيارة أربعينية الإمام الحسين &ليصلوا الى مدينة كربلاء في العشرين من الشهر ذاته الذي يصادف الزيارة أو عودة رأس الحسين ورهطه وأنصاره الذين قضوا في معركة المدينةعام 61 للهجرة حتى أصبحت هذه الممارسة أو هذه الشعيرة تقليداً سنويا.

القضاء ينتصر للعبادي في اعفاء قائد الحشد الشعبي من منصبه

وأيد القضاء العراقي اليوم قرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأعفاء رئيس هيئة الحشد الشعبي رئيس جهاز الامن الوطني فالح الفياض من مناصبه رافضا اعتراض الاخير على القرار.

وأعلنت محكمة القضاء الاداري رفضها لعودة الفياض لمناصبه وقبول اعتراض حيدر العبادي على اعادته لمناصبه كما قرر القضاء في منتصف الشهر الحالي. واوضحت المحكمة في بيان اليوم تابعته "إيلاف" انها قبلت تظلم "أعتراض" رئيس الوزراء بشأن قرار إعادة الفياض لمناصبه.

ومن جهته رد الفياض على قرار القضاء الاداري بتأكيده على احترامه له وتنفيذه في حال مصادقة محكمة التمييز عليه".

وكان القضاء الاداري قد اصدر في 15 من الشهر الحالي قرارا بالغاء قرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي الصادر نهاية آب أغسطس الماضي والقاضي باعفاء الفياض من مناصبه وقضت بأعادته الى جميع مناصبه الحكومية الامر الذي اثار حفيظة العبادي وقدم اعتراضا عليه.

وكان العبادي قرر نهاية أغسطس إعفاء رئيس هيئة الحشد الشعبي ومستشار الأمن الوطني ومدير جهاز الأمن الوطني فالح الفياض من جميع مناصبه، بعد أيام على خلافات برزت إلى العلن بين العبادي والفياض.

وبين العبادي أن إقالة الفياض من مهامه كمستشار للأمن الوطني ورئيس هيئة الحشد الشعبي جاءت إثر انخراطه في العمل السياسي والحزبي ورغبته في التصدي للشؤون السياسية، وهذا ما يتعارض مع المهام الأمنية الحساسة.

وأضاف أن الدستور العراقي نص على حيادية الأجهزة الأمنية والاستخبارية وهيئة الحشد الشعبي، ومنع استغلال المناصب الأمنية الحساسة في نشاطات حزبية.

واعتبر مراقبون عراقيون قرار الاقالة يدخل ضمن وتيرة التنافس السياسي بين كتلة النصر التي يقودها العبادي وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي للتنافس على التكليف بتشكيل الحكومة حيث سعى الطرفان لاستمالة الكتل والقوى السياسية الأخرى لتحقيق الأغلبية التي تؤهله لتشكيل الحكومة.&

وكان الفياض أعلن نهاية العام الماضي انشقاقه عن تيار "الإصلاح" الذي يتزعمه وزير الخارجية الحالي إبراهيم الجعفري وأسس حركة "عطاء" التي حصلت على 6 مقاعد ضمن تحالف النصر بزعامة العبادي وظل يترأس هيئة الحشد الشعبي ومستشارية الأمن الوطني.

وتفاقمت الخلافات بين العبادي والفياض، الذي ترشح للانتخابات وفاز بها ضمن قائمة العبادي، بعد محاولات الفياض إقناع أعضاء تحالف النصر بالالتحاق بركب دولة القانون &بزعامة خصم العبادي نوري المالكي، والانشقاق عن تحالف النصر.

كما تسبب تحريك قطعات عسكرية من فصائل الحشد الشعبي بتأزيم العلاقة بين الرجلين حيث أعلن العبادي رفضه إخضاع الحشد للمساومات السياسية في إشارة إلى وعود قطعها الفياض ورئيس تحالف الفتح هادي العامري إلى كتل سنية وكردية بسحب مقاتلي الحشد من مراكز المدن.
&