يقول مراقبون ان حربا تجارية ستكون شديدة الوطأة على منظمة "اوبك"، خاصة إذا تسببت تلك الحرب في تعطيل نمو الاقتصاد العالمي وهبوط الطلب على النفط.

إيلاف من لندن: يبدو الرئيس الاميركي دونالد ترمب مصمماً على إنهاء حقبة التجارة الحرة بلا حواجز بين الدول التي يقول كثير من الخبراء انها أحد اركان نمو الاقتصاد العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

واشنطن وبكين

أعلنت إدارة ترمب قائمة من السلع الصينية المستهدفة برسوم جمركية قيمتها 50 مليار دولار ورسوم أخرى متوقعة على ما قيمته 200 مليار دولار أخرى من المنتجات الصينية. 

وردت بكين مهددة بفرض رسوم جمركية مضادة على السيارات والمنتجات وصادرات الطاقة الاميركية.

الآثار تطال "أوبك"

قال مراقبون ان آثار مثل هذه الحرب التجارية ستكون شديدة الوطأة على منظمة البلدان المصدرة للنفط "اوبك" إذا تسببت هذه الحرب في تعطيل نمو الاقتصاد العالمي وهبوط الطلب على النفط.

ومن الجائز ألا تكون هذه الاجراءات إلا البداية في معركة يمكن ان تعيد تشكيل اسواق الطاقة وخاصة النفط في عام 2019 وما بعده. ذلك أن الولايات المتحدة والصين تشكلان نحو ثلث الطلب العالمي على النفط باستهلاك أكثر من 31 مليون برميل في اليوم أو ما يعادل تقريباً انتاج اوبك كله حالياً.

مخاطر كبرى

حذر رئيس شركة توتال النفطية الفرنسية العملاقة قبل اجتماع اوبك يوم الجمعة من إن الحروب التجارية مضرة بالاقتصاد العالمي داعيا وزراء اوبك الى الاهتمام بخطر النزاع الاقتصادي المحدق بين واشنطن وبكين.

وتستند اوبك في توقعاتها الى بقاء الطلب على النفط قوياً في الفترة المقبلة. وفي تقريرها الشهري الأخير قدرت المنظمة ان يكون متوسط الطلب العالمي على النفط 98.8 مليون برميل في اليوم خلال عام 2018 بزيادة 1.65 مليون برميل في اليوم على متوسطه عام 2017.

ولكن اندلاع حرب تجارية متصاعدة بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن ينسف هذه التقديرات إذا توقفت عجلات التجارة العالمية عن الدوارن.

مكاسب مؤقتة

على المدى القريب، يمكن ان تحقق اوبك مكاسب من هوس ترمب بغلق ابواب التجارة العالمية وخاصة وقف بيع النفط الاميركي الى الصين التي تشتري 23 في المئة من اجمالي الصادرات النفطية الاميركية، بحسب ادارة معلومات الطاقة.

وتستطيع دول اوبك أن تسارع الى اغتنام هذه الفرصة لزيادة حصتها من سوق النفط الخام إذا أُغلقت الأبواب بوجه شركات النفط الاميركية.

ولكن على المدى البعيد ستُحصر أوبك في زاوية إذا حدث تباطؤ واسع في نمو الاقتصاد العالمي نتيجة حرب تجارية.

وكانت اوبك التي تسيطر على ثلث نفط العالم اضطرت الى التدخل عندما هبطت أسعار النفط بحدة خلال الأزمة المالية عام 2008. لكن تنسيق مثل هذا التحرك قد يكون أصعب اليوم.

في هذه الاثناء اتفقت بلدان اوبك في اجتماعها في فيينا يوم الجمعة على زيادة الانتاج بنحو مليون برميل في اليوم رغم وجود علامات استفهام بشأن قدرة بعض الدول الأعضاء مثل ايران على زيادة انتاجها وسط ما تواجهه من مشاكل داخلية وعقوبات خارجية محتملة.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي

https://www.telegraph.co.uk/business/2018/06/22/trade-war-will-hit-whatever-opec-has-pipeline/