سلّطت واقعة تعرّض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات "تخريبية" قبالة الإمارات العربية المتحدة، الضوء على ميناء الفجيرة المطل على خليج عُمان في مقابل إيران، خارج مضيق هرمز.&

إيلاف: أثارت الواقعة توتّرات إضافية في الخليج في خضم تصعيد كلامي بين إيران والولايات المتحدة التي عزّزت تواجدها العسكري في المنطقة، ملمّحة إلى دور إيراني في عملية الاعتداء على السفن.

أهمية موقعه
يقع ميناء إمارة الفجيرة في شرق الإمارات العربية المتحدة، على بعد نحو 180 كلم من أبوظبي، أكثر الإمارات السبع ثراء، والتي تنتج نحو 90 بالمئة من النفط في الدولة الخليجية.

ويبعد الميناء 70 ميلًا بحريًا عن مضيق هرمز، و80 ميلًا بحريًا عن ميناء جاسك الإيراني، على الضفة المقابلة لمياه الخليج.

يذكر أن ميناء الفجيرة هو المرفأ الإماراتي الوحيد المتعدد الاستخدامات على ساحل بحر العرب، خارج مضيق هرمز. وكثيرًا ما هدّدت إيران بإغلاق المضيق في حال نشوب مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة.

في حال أغلق المضيق، تستطيع الإمارات تصدير جزء من نفطها من ميناء الفجيرة، الذي سيتحوّل حينها إلى شريان حياة رئيس للدولة الخليجية لكونه سيصبح البوابة البحرية الأهم للإمارات.&

محطّة نفطية
تحوّلت الفجيرة في العقود الأخيرة إلى لاعب رئيس في قطاع النفط الإماراتي، لكونها تضم منصتين لتصدير الخام في مينائها، إلى جانب خزّانات نفطية ضخمة، وخط أنابيب ينقل النفط إليها انطلاقًا من أبوظبي.

يبلغ طول خط الأنابيب 406 كيلومترات، وينقل 600 ألف برميل من النفط يوميًا من أبوظبي إلى الفجيرة. ويمكن أن ترتفع طاقته لتبلغ 1.6 مليون برميل في اليوم.

وتتمتع منصتا التصدير في ميناء الفجيرة بالقدرة على التعامل مع 50 ألف طن من النفط سنويًا، واستقبال ناقلات النفط العملاقة.

يضم الميناء خزانات نفطية ضخمة تقدّر سعتها بنحو 10 ملايين طن من الخام، أي حوالى 70 مليون برميل. وكانت أبوظبي منحت أخيرًا عقدا بقيمة 1.2 مليار دولار لإنشاء محطة تخزين جديدة بسعة 42 مليون برميل.

تاريخ الميناء
بدأت الاعمال في الميناء سنة 1978، في إطار خطة لتنمية القطاع الاقتصادي في الإمارات العربية المتحدة. وقد دشن المرفأ سنة 1983.

وزار حاكم الفجيرة الشيخ حمد بن محمد الشرقي الميناء الثلاثاء، معلنًا، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، عن خطط لتعزيز قدرات المرفأ "على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي ورفع طاقته الاستيعابية".

وقال إن عمليات التطوير في الميناء لم تتوقف منذ عقود، واصفًا إياه بالمنصة الرئيسة "للشركات المحلية والإقليمية والعالمية في مجالات إمدادات الطاقة وتخزينها عالميًا، لا سيما أن ميناء الفجيرة يحتل موقعًا استراتيجيًا متميزًا خارج مضيق هرمز على البحار المفتوحة".
&