لواندا: تراجع حجم إنتاج أنغولا من النفط في 2018 إلى أدنى مستوى له منذ عشر سنوات، لكن الرئيس جواو لورينشو مصمم على ما يبدو على تغيير الوضع وبدأ إصلاحات لتحفيز هذا القطاع الحيوي، رحبت بها مجموعات النفط الكبرى.

وعبر غيدو بروسكو نائب رئيس المجموعة الإيطالية "ايني" لإفريقيا جنوب الصحراء عن ارتياحه لهذه الإجراءات. وقال "دخلنا عصرا جديدا في أنغولا" ثاني دولة منتجة للذهب الأسود في إفريقيا جنوب الصحراء بعد نيجيريا.

وأضاف بروسكو لوكالة فرانس برس على هامش مؤتمر مطلع حزيران/يونيو في لواندا "تجدد اهتمام المستثمرين بالبلاد. يجب أن نعود الى 2013/2012 لنجد اهتماما كهذا".

وعبرت الفرنسية توتال أكبر مجموعة نفطية في أنغولا بإنتاج يبلغ 650 ألف برميل يوميا، عن الموقف نفسه.

وأوضح ناطق باسم المجموعة الفرنسية "هناك بيئة أعمال يمكن أن تقودنا إلى توقيع اتفاقات عديدة قريبا". وأضاف "نفتح حاليا بشكل واضح صفحة جديدة في التاريخ النفطي لأنغولا".

وقد تغير الوضع بالكامل منذ وصول جواو لورينشو إلى السلطة في 2017 خلفا لجوزي ادواردو دوس سانتوس الذي حكم البلاد 36 عاما.

وورث لورينشو بلدا اقتصاده ضعيف منذ تراجع أسعار النفط الخام في 2014. لكنه يضاعف مبادراته لمحاولة الحد من تراجع الإنتاج.

&وتحتل هذه المسألة أولوية لدى أنغولا التي يشكل النفط المصدر الرئيسي لمواردها. وفي 2018، لم يتجاوز الإنتاج 1,5 مليون برميل يوميا وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من عشر سنوات، نتيجة انخفاض الأسعار وتجميد المشاريع الجديدة.

وقال مصدر في هذا القطاع لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته "كنا في بيئة أسعار منخفضة والشركات تواجه صعوبات في الحصول على ردود من سونانغول (شركة النفط الحكومية) لدفع الملفات قدما".

وقبل أن يبدأ إصلاحات القطاع أجرى جواو لورينشو لأشهر مشاورات في قطاع الصناعة النفطية لتحديد وسائل إنعاش نشاطاته.

وتلقى سلسلة مقترحات تتعلق خصوصا بالامتيازات الضريبية. وقد أصبحت مدرجة في عدد من المراسيم الرئاسية التي "خلقت جوا مختلفا"، حسب بروسكو.

- أوضاع ضريبية مشجعة -

تسمح هذه النصوص خصوصا بتطوير موارد لم تكن مربحة من قبل وبإعادة إطلاق عمليات الاستكشاف.

ولم تتأخر النتائج كثيرا. فخلال 12 شهرا فقط أعلنت الإيطالية "إيني" عن خمسة اكتشافات كما قال غيدو بروسكو.

وأوضح المصدر الذي يعمل في القطاع أنه في ضوء المراسيم الرئاسية "تقوم توتال وشركات أخرى بإعادة تقييم عدد من الملفات التي كانت معلقة لأنها لم تكن مربحة اقتصاديا لكن اليوم يمكن أن تكون مجدية".

وتتعلق هذه الملفات خصوصا بالحقول التي تسمى الملحقة الواقعة بالقرب من الامتيازات التي تم استغلالها أصلا.

وأكد آدم بولارد المحلل الخبير في شؤون إفريقيا جنوب الصحراء في مجموعة "وودماك" أن الشركتين البريطانية "بريتش بتروليوم" والأميركية "اكسون موبيل" تنويان توظيف استثمارات جديدة.

والمبادرة الأخرى للرئيس الأنغولي هي إدخال تغييرات في مجموعة "سونانغول" التي تتمتع بنفوذ كبير، وأكبر جهة تسدد ضرائب للدولة لكنها تواجه صعوبات مالية.

فقد أقال أولا رئيستها وهي إيزابيل دوس سانتوس ابنة الرئيس السابق التي يشتبه بأنها قامت بعمليات اختلاس. لكن أغنى امرأة في إفريقيا تنفي ذلك بشكل قاطع.

وسحب من "سونانغول" أيضا واحدة من أهم مهامها وهي منح امتيازات التنقيب والحفر. وقد عهد بها إلى هيئة جديدة منفصلة هي "الوكالة الوطنية للنفط والغاز".

وقال لورينشو أنه قام بهذه الخطوة أيضا على أمل "إصلاح" القطاع "وخلق ظروف تمكنه من جذب الاستثمار الخاص".

ولم تقف الأمور عند هذا الحد. فقد أكد رئيس الدولة مطلع حزيران/يونيو أن أنغولا "ستكثف الجهود لتجديد الاحتياطات من أجل الحد من التدهور الكبير في إنتاج النفط".

ولعكس هذا المسار، ستعرض عشرات الحقول الجديدة في مزاد علني قريبا.

وتعترف لواندا بأن الأمر ملح. فبدون مشاريع جديدة يمكن أن ينخفض إنتاج النفط إلى أقل من مليون برميل بحلول 2023، حسب وزارة النفط.
&