"إيلاف- المغرب" من الرباط : "بدأ ولعي بالرقص قبل أن أتجاوز 13 سنة من العمر، حينما زرت الجزائر لأول مرة، لألمس حب عائلتي الكبيرة للرقص والإقبال على الموسيقى والفنون"، هكذا تكشف إسراء وردة، معلمة الرقص، الجزائرية الأصل،المقيمة في الولايات المتحدة لـ"إيلاف المغرب" قصة شغفها بهذا المجال.

ولقد&شعرت بحرية عارمة حينما دعاها عمها للرقص على إيقاعات جزائرية أمام جميع أفراد العائلة في غرفة المعيشة، لتعيش لاحقاً في حالة إدمان على هذا الشعور الفريد الذي أعاد ربط ذاتها بحريتها الشخصية، رغم أن نشأتها لم تكن في جو فني، بالنظر إلى والديها المحافظين شيئا ما. لكن هذا المعطى لم يمنعها من تنظيم حفلات رقص مصغرة (موسيقى الراي والشعبي) في غرفتها بشكل يومي كل يوم بعد عودتها من المدرسة أثناء نشأتها في بروكلين. علماً أن&ولعها الشديد بالرقص جعلها تتجه لتلقينه للأجانب من مختلف الجنسيات، ممن يترددون عليها من أجل تعلم مبادئه وأصوله بحرفية متناهية.

&


وتقول لـ"إيلاف المغرب": "هو علاج بالنسبة لي وللآخرين، كنت أخشى بداية خوض هذه التجربة مخافة عدم أخذها على محمل الجد، لكنني أدركت أن هناك العديد من النساء الأوروبيات و المنحدرات من أصول أفريقية متلهفات لذلك، لارتباطهن بالثقافة المغربية / الجزائرية".
تضيف: "ثقافتنا منفصلة عن القارة الأفريقية، لكن تعليم هذه الرقصات سد الفجوة بين شمال أفريقيا وبقية دول القارة، فضلاً عن رغبة العديد من النساء من شمال أفريقيا بتعلم الرقص. وهو ما يظهر جلياً من خلال التزامهن بالحضور كطالبات مجدات، استقبلت ثقافتنا بحفاوة و روح طيبة هنا في نيويورك. وأنا محظوظة لوجودي في مكان يقدّر شيئا جديدا كهذا".


وهي&تصف نفسها بكونها مغرمة بالرقصات"القوية" لشمال أفريقيا التي تعتمد الأساليب المختلفة، خاصةً الرقص الشعبي المغربي، الذي لا يجسد فقط مجرد موسيقى للمتعة والترفيه في حفلات الزفاف، بل يحمل جذوراً عميقة و متجذرة، يمنح ممارسيه هامشاً كبيراً من الإحترام المتبادل والفرح والحرية، دون وجود مركبات نقص أو أحكام جاهزة و مسبقة. وهو ما ينطبق على بقية الأنماط الموسيقية من موسيقى الراي إلى كناوة.

وفيما تُخبرنا أنها تدير&مشروعاً خاصاً في نيويورك يروِّج لأغاني شمال أفريقيا ويقوم بتنفيذها، إضافةً إلى عمله في خلق تلاقح ثقافي عبر الموسيقى ذات الجذور الأفريقية. تقول:" Chaab Lab "أو"مختبر الشعب" يعكس تجربة حول كيفية العثور على كيمياء مشتركة بين تعبيراتنا الموسيقية وإيقاعاتنا في جميع أنحاء العالم، بوجود حركات فنية شابة في كل من المغرب والجزائر تحديدا، وهو ما أسميه "التقليديون الجدد"، ممن يحرصون على مقاربة الموسيقى التقليدية لتصبح محط اهتمام وتركيز الشباب. وأنا فخورة بانتمائي لهذه الشبكة واحتكاكي بهؤلاء الفنانين العظماء".

هذا وتشير "وردة" لوجود الكثير من النساء في أميركا وكندا وفرنسا. اللواتي يقمن بمثل عملها، بهدف المساهمة في الحفاظ على هذه الثقافة في جميع أنحاء العالم، وهو ما أصبح يتأسس بشكلٍ تدريجي على أرض الواقع.
&