"إيلاف" من القاهرة: صرّح&المخرج اليوناني بابيس مكريديس أن فيلمه "شفقة" ينتمي لنوعية أفلام الكوميديا السوداء التي تعرض حالة حزن ومأساة، ولكن في صيغة كوميدية تضمنتها بعض المشاهد. مشيراً إلى أن الفيلم عبّر عن السعادة التي لا يشعر بها البعض في رحلة بحثهم عن الحزن. ذلك لأن&أسباب السعادة مختلفة ونسبية من شخصٍ لآخر، بينما أسباب الحزن مشتركة بين الناس تقريباً.

وتحدث "مكريديس" في الندوة التي أعقبت عرض الفيلم ضمن مسابقة أفلام اسبوع النقاد الدولي عن العمل الذي يُعتبر التجربة الثانية له في السينما. حيث أكد أن كتابة الفيلم استغرقت نحو 4 سنوات من العمل بعدما قام بتغييرات كثيرة في الأفكار مع زميله إيفثايميس فيليبو، ليبدآ بعد ذلك رحلة البحث عن تمويل لخروج المشروع للنور.

&


وأشار إلى أن الفيلم لم يُكلف كثيراً على المستوى الانتاجي. إلا أنه في بعض الأوقات اضطر للمساهمة بماله الخاص للإنتهاء لتسريع عملية إنجازه. مشيراً إلى انه اختار أماكن طبيعية ومناظر خلابة لتكون مكاناً التصوير لرغبته بوجود انعكاس للحالة النفسية الخاصة ببطل الفيلم التي امتلأت بالسواد.

وعن سبب تركه لنهاية الفيلم مفتوحة ما تسبب بحيرة الجمهور، رأى أنه ليس من الضروري أن تطرح السينما أسئلة أو تعطي أجوبة على الجمهور، لأن الإجابات في الغالب تكون في طريقة فهم الموضوع من قبل كل مشاهد للفيلم&وتفاعله الخاص معه. مشيراً إلى أن البطل الذي شاهده الجمهور في الفيلم، كان حزيناً وكئيباً. لكنه هو نفسه ممثل كوميدي ويقدّم عروض "ستاند أب كوميدي".
وأشار إلى أنه&اختاره للدور لثقته بأن الممثل الكوميدي يكون لديهم القدرة على تقديم الشخصيات الحزينة المتأزمة نفسياً، لافتاً إلى أنه قدم الدور بشكلٍ متميز.

يُذكر أن&أحداث "شفقه" تدور حول رجل يعيش حياةً كاملة إلا أنه لا يشعر بالسعادة سوى في لحظات الحزن ونظرات الشفقة التي يتلقاها من الآخرين. فحينما مرضت زوجته وأوشكت على الموت كان المحيطون به يعيرونه اهتماماً وشفقة. وهي مشاعر لاقت إعجابه وتعلق بها. ولكن حينما تحسنت زوجته وعادت حياته إلى طبيعتها لم يستطع التأقلم مع اختفاء نظرات الشفقة والعطف من الآخرين، وصرف انتباههم عنه! لكنه&حاول أن يسترجع هذه المشاعر مجدداً دون جدوى ما سبب له خللاً نفسياً دفعه لقتل أسرته، لكي يستعيد المشاعر التي فقدها.

فبطل الفيلم شخصية يُطلُّ بتعابيرٍ جامدة وهو دائم العبوس. ولقد اختاره مشترطاً عليه أن أن يُبكي المشاهدين بأدائه. لكونه يمتلك كل مقومات&السعادة من استقرار عائلي ومهني، لكنه&لا يشعر بها، بل يجد نفسه بدوامة الحزن بحثاً عن نظرات الشفقة! إنه عمل يغوص بأعماق حالة نفسية غير مبررة منطقياً ليكون أقرب إلى الكوميدي&السوداء منه إلى التراجيدي!