"إيلاف" من القاهرة: أصدرت لجنة الدراما بالمجلس الأعلى للإعلام، تقريرها عن النصف الأول من دراما رمضان، ‎والذي تضمن تاكيداً ‎بوجود خرق واضح للمعايير الموضوعة والتي تم إخطار رؤساء القنوات بها في وقتٍ سابق لضمان حق المواطن في "الاستمتاع بأعمال درامية تراعي القيم الأخلاقية والسلوكية التي استقر عليها المجتمع والمرتبطة بتقاليده، ولغة الخطاب التي لا تخدش الحياء ولا تدمر الخصوصية الثقافية للمجتمع".
وجاء في تقرير اللجنة أنها رصدت "تعمداً لدهس القانون بالإسراف في استخدام العنف وتشويه صورة رجل الشرطة المنوط به حفظ القانون وإنفاذه، مشيرة إلى أن "ما حدث داخل مسلسلين يحظيان بنسب مشاهدة كبيرة وهما كلبش ونسر الصعيد، أن بطل كل منهما ضابط شرطة- وهنا مكمن الخطورة- فبدلاً من أن نعرض الصفات الأخلاقية النبيلة في شخص ضابط الشرطة، وجدنا خرقاً لكل ما هو إيجابي في هذه المهنة المحترمة، وإذ بنا أمام جرعات كبيرة من العنف المفتعل وغير المبرر في خط أحداث كل منهما ووجدنا أن كل منهما يأخذ حقوقه بيده دون الرجوع للقانون ومجرياته من نيابة وقضاء، كما وجدنا استخداماً للعنف المفرط ضد الذين يتعاملان معهما – عنفاً ينتهك حقوق الإنسان ليخلق (أسطورة) مشوهة لضابط الشرطة".


وأضافت اللجنة التي يتراسها المخرج محمد فاضل في تقريرها أن "الكارثة تتمثل في أن هذا التأثير السلبي لن يتوقف عند حدود الجمهور العادي من الشباب، بل ربما يصل التأثير على عقلية الضباط حديثي التخرج باعتبار أن الممثلين اللذين يمثلان دور الضابط ذوات الجماهيرية، ‎أما التأثير على الطفل المصري والمراهق المصري فنحن أمام طريقين: إما أن يكرهه ويكره عنفه وهمجيته في فرض القانون وبالتالي يخلق شرخاً من جديد ما بين المواطن المصري وضابط الشرطة".
وأكدت اللجنة "شيوع استخدام ألفاظ خادشة وإيحاءات وحبكة ضعيفة صنعت لتخدم البطل فقط". مشيرةً إلى أنها لاحظت أيضا "شيوع عملية تسليع المرأة باعتبارها مجرد أداة للجنس ولإمتاع الرجل وليست كمخلوق يتساوى مع الباقين في الحقوق والواجبات، وهو أمر أصبح متجذراً في عقول المؤلفين والمنتجين مما يعود بنا إلى صورة المرأة من المفهوم المتخلف الشائع عنه".
هذا وشدد التقرير أيضاً على قيام بعض المسلسلات التي تذاع بالترويج لصور التعاطي والحديث بالتفصيل الذي يروّج للمخدرات.

 

القومي للمرأة
وفي سياقٍ متصل، أصدرت لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة برئاسة الدكتورة سوزان القليني، تقريرها المبدئي لرصد صورة المرأة في دراما السباق الرمضاني لعام 2018، كذلك في البرامج والإعلانات. حيث رصدت اللجنة ظهور الألفاظ السوقية والخادشة للحياء في مسلسلات "سك على إخواتك"، "ربع رومي"، "الوصية" و"عزمي وأشجان"، والتي يتخذها أبطال العمل على أنها كوميديا بهدف الترفيه مشيرة إلى ان مسلسل "سك على إخواتك" تضمن العديد من المخالفات وهي "إهانة فئة المعلمين وسب وألفاظ نابية بالأم"، وظهرت إفيهات أساسية تعتمد على السب بالأم، وكانت الأزمة الأكبر في السخرية من مواطني محافظة بني سويف بصعيد مصر، حيث سخر ربيع من حال التعليم هناك أثناء أحد المشاهد.


وأكدت اللجنة وجود تعابير فيها إهانة للمرأة كما في مسلسل "ضد مجهول" جاء على لسان القاتل المأجور: "أنا قايل للمرة دي إن قبل طلوع الشمس هتكون العصفورة طارت"، ومسلسل "أرض النفاق" والذي جاءت عبارة"روح أتعشى هناك ياروح أمك " في أحداثه.

وأشارت اللجنة إلى ان مسلسل "كلبش 2" قدم صورًا إيجابية للمرأة التي يستشهد ابنها على يد الجماعات الإرهابية وترفض الحصول على مقابل مادي على الرغم من حاجتها. وكذلك الأم التي تفقد منزلها في تفجيرٍ انتحاري، وتتعرض لأضرارٍ جسمانية وشلل، ووفاة ابنتها وزوجة ابنها بالحادث، وكذلك التحدث عن الإرهاب الديني والدموي في تنظيم داعش والذي تحدث عنه أيضًا مسلسل "السهام المارقة" وكيف احتلت داعش دولًا بأكملها. وكذلك مسلسل "أمر واقع" للفنان كريم فهمي، لافتة إلى وجود مشاهد خادشة للمشاعر الإنسانية مثل الأم التي تغسل ابنتها المقتولة، دون مراعاة حرمة الموت، في مسلسل "ضد مجهول"، وكذلك الايحاءات الجنسية الصريحة في مسلسل "أيوب" و"لعنة كارما" في الجمل الحوارية.

ولفتت إلى ظهور بعض المهن التي امتهنتها المرأة بصورة سلبية، خاصة صورة الإعلامية، كما ظهر في مسلسل "أمر واقع" وظهور المذيعة التي لا تعرف الفرق بين الرُتب العسكرية، وتلك التي تحاول استغلال أنوثتها من أجل الحصول على التقدم في مجالها، وذلك بالحديث بإسلوبٍ غير لائق مع المصادر، وزملاء المجال، وقد ظهر ذلك في "شربها للشيشة" بأحد المشاهد، وأيضا بتعبيرات وجهها، كغمزها لزميلها، وأيضًا الإعلامية التي تسبق الأحداث وتسئ الظن وتطلق التهم دون أدلة كما في "كلبش 2" مشيرة إلى أن التجاوز في البرامج كان من نصيب "رامز تحت الصفر"، والذي يحتوي على إيحاءات، وألفاظٍ غير لائقة، كذلك برنامج "الحائر" للداعية مصطفى حسني، والذي تحدث فيها على أن الحجاب ركن من أركان الإسلام وبذلك جعل منه الركن السادس في الدين، مما يعد أفكارًا تحض على التمييز والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد، فلا بد من اختيار الدعاة ممن يظهرون على شاشات التليفزيون، ويكون لديهم مسئوليه مجتمعية.

أما بالنسبة للإعلانات فقال التقرير ان إعلان الفنان هاني سلامة يستهزئ بالمرأة في صورة دعابة، فهو يحتوي على رسائل ذكورية مهينة للمرأة، وكذلك إعلان الفنانة يسرا، الذي يتحدث عن العلامات التجارية ذات الإسم الكبير والعالمي، وذلك يُشجع على استخدامها، والبعد عن تشجيع الصناعة المحلية المصرية.