تُستخدم الخرز المجهرية في تنظيف الوجه وغسله وفي معاجين الأسنان وهلام الاستحمام منذ أكثر من 20 عاماً وهي تُسوَّق بدعوى النظافة والجمال. 

ولكن خبراء يحذرون من ان هذه الكرات البلاستيكية المجهرية الخادشة يمكن ان تؤذي الوجه ومظهر صاحبه أو صاحبتها. وهي يمكن ان تجرح قرنية العين على سبيل المثال لا الحصر. 

وقال جراح العيون الاستشاري علي ميرزا من كلية امبريال في لندن ان الخرز المجهرية تَعْلَق احياناً في العين أثناء غسل الوجه بالمنظفات التي تحوي هذه الخرز. وعادة تُبعد هذه برمش العين ولكن الحبيبات يمكن ان تستقر احياناً تحت الجفن. 

ونقلت صحيفة الديلي ميل عن الدكتور ميرزا قوله "ان هذا يمكن ان يخدش القرنية حين يُغمَض جفن العين وهذا قد يتطلب زيارة المستشفى حيث نقلِب الجفن ونزيل الجسيم بقطعة من القماش القطني". 
وتقول صناعة مستحضرات التجميل ان التعليمات تنبه المستهلكين الى تفادي منطقة العين ولكن تقارير متزايدة تتحدث عن إصابة أشخاص بخدوش في قرنية العين. 

وأوضح الدكتور ميرزا ان القرنية هي الجزء الأشد حساسية في الجسم وفيها 50 الفاً من النهايات العصبية ، وبالتالي فان حدوث شدخ بسيط يبدو وكأن جسماً كبيرا خشناً دخل العين. 
التهاب اللثة
تُستخدم الخرز المجهرية في معاجين الأسنان لاضافة نعومة ورونق. ولكن أطباء أسنان في الولايات المتحدة حذروا منها بعد العثور على نتف زرقاء صغيرة من معجون الأسنان عالقة في اللثة. 

وحذر أطباء من ان هذه الحبيبات يمكن ان تؤدي الى التهاب اللثة ومرض دواعم السن إذا انتقلت العدوى الى العظم. 

ويقول الدكتور زكي كنعان الرئيس السابق لأكاديمية طب الاسنان التجميلي في بريطانيا ان معجون الأسنان الذي يحوي خرزا مجهرية ضار بقدر ضرر فرشة الأسنان الصلبة ويمكن ان يهري مينا الأسنان.
تمزيق البَشَرة
حين شاعت ماسحات تقشير الوجه في الثمانينات كانت الحبيبات المستخدمة فيها تتكون من قشرة المكسرات أو حجر الخفاف وهو حجر بركاني اسفنجي خفيف. 

وكانت حافات هذه الجسيمات الطبيعة حافات حادة وكاشطة ولهذا السبب نُصح بعدم استخدامها أكثر من مرة أو مرتين في الاسبوع. 

وفي التسعينات بدأت الشركات تستخدم خرزا مجهرية زيتية يمكن انتاجها بكلفة أقل وبأشكال واحجام منتظمة. وسرعان ما دخلت هذه الجسيمات المدورة الأنعم في تركيب العديد من مواد غسل الوجه المنتجة للاستعمال اليومي. 

ولكن حين جرى الترويج للتقشير على انه طريقة للحصول على بشرة أنصع وأكثر نضارة لاحظ الخبراء ان عددا متزايدا من الأشخاص أُصيبوا بتلف في البشرة بسبب الاكثار من استعمال هذه المواد. 

وحذرت بيانكا ايستيل التي تدير عيادة لصحة البشرة في لندن من ان الافراط في استخدام الخرز المجهرية يمكن ان يسبب تمزقات في البشرة تسمح بدخول البكتريا والملوثات لتساهم في تسريع الشيخوخة وظهور البقع. 


تناول البلاستيك
توجد الخرز المجهرية في الأغذية ايضا وتُضاف الى بعض العقاقير المتوفرة دون وصفة من الطبيب لتيسير ابتلاعها. 

وعثر باحثون صينيون على هذه الخرز المجهرية في ملح البحر الذي يباع في الأسواق واكتشفته دراسات في اسماك وقشريات بحرية. ويقول باحثون ان الأسماك وغيرها من الحيوانات البحرية تبتلع جزيئات بلاستيكية مع غذائها ومنها تعود الى السلسلة الغذائية البشرية. 

وحذر خبراء في الحكومة البريطانية ومنظمات بيئية من إمكانية تغلغل مواد سامة تحملها الخرز المجهرية في نسيج الجسم البشري. 

ودعا خبراء الى مزيد من الدراسات لمعرفة الطريقة التي تتراكم بها الجزيئات البلاستيكية في الدم والانسجة من تناول الأسماك والقشريات البحرية. 
وأشار الخبراء الى ان الشركات تستخدم الخرز المجهرية لأنها رخيصة وتزيد حجم المنتوج ويمكن صبغها بأي لون ولكنها كثيرا ما تكون عديمة الفائدة. 

وأوضح الخبراء ان السبب في عدم نضارة البشرة يكون على الأرجح داخلياً نتيجة قلة الماء أو نقص بعض المغذيات وان أي وسيلة خارجية مثل ماسحات الوجه التي تحوي مواد كيمياوية ستكون محدودة الفاعلية. وإذا كان لا بد من مسح الوجه فالأفضل استخدام قطعة قماش وحتى أفضل من ذلك استعمال قطع القماش ذات الألياف المجهرية القابلة للاستعمال أكثر من مرة ولا تسبب تلوثاً وتزيل الأوساخ والزيت والمكياج وخلايا الجلد الميتة برفق.

اعداد عبد الاله مجيد عن صحيفة الديلي ميل على الرابط أدناه
http://www.dailymail.co.uk/femail/article-3767963/Microbeads-aren-t-just-poisoning-planet-wreck-LOOKS-tiny-particles-damage-teeth-ruin-skin.html