يتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن معدل الذكاء (IQ) طوال الوقت. وتفاخر ترامب في الآونة الأخير بأن معدل ذ. وكان هذا جزءا من هذا كلام ترامب المتكرر عن الذكاء.

وفي عام 2013، قال ترامب في تغريدة على موقع تويتر إن معدل ذكائه "أعلى بكثير" من معدل ذكاء الرئيسين الأمريكيين السابقين باراك أوباما وجورج دبليو بوش.

كما زعم أن معدل ذكائه أعلى من معدل ذكاء الممثل الكوميدي جون ستيوارت والنجم البريطاني لورد شوجر.

ورغم ذلك، لم يكشف ترامب مطلقا عن معدل ذكائه، فهل يمكننا أن نعرف هذا المعدل؟

ما هو معدل الذكاء؟

معدل الذكاء هو عبارة عن مجموعة من النقاط يحصل عليها الشخص بعد الخضوع لاختبار ذكاء.

ولا يوجد "اختبار ذكاء" موحد، إذ تقبل جمعية منسا، التي تضم الأشخاص ذوي نسبة الذكاء المرتفعة، نتائج من أكثر من 200 اختبار، بما في ذلك الاختبار الذي تجريه هي نفسها. وتستمر بعض الاختبارات لمدة ساعة، في حين أن بعض الاختبارات الأخرى ليس لها إطار زمني محدد.

يقول فرانك لوليس، أخصائي علم نفس بجمعية منسا الأمريكية، إنهم عادة ما يختبرون المهارات المكانية والكمية واللفظية.

وبوجه عام، فإن الأسئلة المكانية تتعلق بالأشكال والقياسات؛ في حين تتعلق الأسئلة الكمية بالمسائل الرياضية. أما الأسئلة اللفظية فتتعلق بالكلمات، على سبيل المثال، كيف تكون كلمة مشابهة لكلمة أخرى.

وتقبل جمعية منسا أولئك الذين يحصلون على أكثر من 98 في المئة في نتيجة الاختبار، أي ما يعادل معدل ذكاء يصل إلى 130 تقريبا.

ونستون تشرشل، وفرانكلين روزفلت، وجوزيف ستالين في يالطا في عام 1945
Getty Images
جوزيف ستالين وفرانكلين روزفلت ونستون تشرشل في يالطا في عام 1945

من هم أذكى الرؤساء؟

تقول باربرا بيري، مديرة دراسات الرؤساء في جامعة فيرجينيا: "لا أتذكر أنني صادفت قائمة تضم أسماء الرؤساء ومعدل ذكائهم."

وأضافت: "لكن يمكنك بسهولة العثور على قائمة من الرؤساء مدرجين في جميعة فاي بيتا كابا في جامعاتهم".

وتأسست جمعية "فاي بيتا كابا" عام 1776 وتكرم "أفضل وألمع الطلاب الجامعيين في الفنون والعلوم الليبرالية من 286 كلية في جميع أنحاء البلاد".

وتضم جمعية "فاي بيتا كابا" 17 رئيسا من بين الرؤساء الـ 44 الذين تولوا قيادة الولايات المتحدة، وكان أحدثهم الرؤساء الأمريكيون السابقون بيل كلينتون وجورج دبليو بوش وجيمي كارتر.

وأشارت بيري إلى أن الجمعية تضم رؤساء آخرين مثل هربرت هوفر، الذي وصفته بأنه "عالم ذكي للغاية، وعالم جيولوجي". أما ودرو ويلسون فوصف بأنه"رئيسنا الوحيد الحاصل على شهادة دكتوراه". ووُصف ووليام هوارد تافت بأنه "محام رائع".

ورغم أنه لم يجري الكشف عن معدل ذكاء أي رئيس، فقد أشارت جامعة كاليفورنيا عام 2006 إلى أن جون كوينسي آدامز كان الأكثر ذكاء من بين جميع الرؤساء.

تقول بيري أيضا إن بعض الرؤساء لا يستحقون السمعة المعروفة عنهم.

وأضافت: "كان يُنظر إلى جيرالد فورد على أنه أخرق، لأنه كان يذهب إلى الأماكن العامة، لكن هذا ليس من الإنصاف".

وتابعت: "لقد حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة ميشيغان، التي ينتمي إليها، كما حصل على وسام كشافة النسر، والتحق بكلية ييل للحقوق، وكان لاعب كرة قدم بارعا فوق كل ذلك".

وقالت بيري إن الذكاء ليس سوى صفة من مجموعة من الصفات التي تجعل الرئيس جيدا.

وأضافت: "كان قاضي المحكمة العليا أوليفر ويندل هولمز هو صاحب المقولة الشهيرة بأن فرانكلين ديلانو روزفلت يتحلى بذكاء من الدرجة الثانية، لكن لديه حالة مزاجية من الدرجة الأولى".

وتابعت: "أعيد انتخاب روزفلت عام 1936 بعد أن حصل على ثلثي أصوات الناخبين".

من هم الرؤساء الأقل ذكاء؟

تقول بيري: "أود أن أضع وارن هاردينغ في هذه الفئة. لقد كان صحفيا متدربا."

وأضافت ضاحكة: "بعض من أفضل أصدقائي من الصحفيين. أخي كذلك صحفي، لكن وجهة نظري هي أنه لم يتخرج من جامعة هارفارد أو ييل، ولم يكن محاميا بارعا انتهى به المطاف إلى المحكمة العليا".

أين يأتي دونالد ترامب بين هؤلاء؟

تقول بيري: "رغم أنه لم يكشف قط عن معدل ذكائه، لدي شعور - خاصة بعدما تحدى تيلرسون بالكشف عن معدل ذكائه - بأنه أعلى مما يعتقد الناس."

وتضيف: "الناس الذين لا يحبونه يقولون إنه شخص أحمق وغبي جدا، لكنني أراهنكم أن معدل ذكائه أعلى مما نعتقد".

وسرد فريد غرينشتاين، أستاذ السياسة بجامعة برينستون، ست صفات تؤثر على أداء الرئيس.

وهذه الصفات هي: الاتصالات العامة، والقدرة على التنظيم، والمهارات السياسية، والرؤية، والأسلوب المعرفي، والذكاء العاطفي.

تقول بيري: "مستوى ترامب منخفض في الذكاء العاطفي، والأسلوب المعرفي، والرؤية، والقدرة التنظيمية".

وتضيف: "أما نقاط القوة التي مكنته من الفوز بالرئاسة فهي التواصل العام والمهارات السياسية".

وتطرقت بيري أيضا إلى أعمال ترامب التجارية، قائلة: "كان من الواضح أنه يملك قدرا معينا من الذكاء جعله ناجحا، كما نرى. كما أن لديه شهادة من كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا".

لكن - سواء كان معدل ذكاء ترامب مرتفعا أو منخفضا - يرى الدكتور لوليس، من جميعة منسا، فإن ذلك لا يعني أي شيء.

وقال:"لو ضربنا مثالا بشخص نعتبره عبقريا مثل أينشتاين، فربما لن يحصل على درجات جيدة في اختبار الذكاء، لأنه يفكر خارج الصندوق".

وأضاف: "ربما كان سيفكر في عشر إجابات على سؤال واحد".

وفي الحالتين، قد ينتهي وقت الحديث عن ذلك قريبا، لأن منسا عرضت إجراء اختبار ذكاء لكل من ترامب وتيلرسون.