انخفض متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة للعام الثاني على التوالي للمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن، ويعتقد أن ذلك ناجم عن تفاقم مشكلة المواد الأفيونية.

وتستخدم المواد أو المسكنات التي تعتمد على مشتقات الأفيون في تسكين الآلام الحادة.

وانخفض العمر المتوقع في عام 2016 بمقدار 0.1 سنة إلى 78.6، وفقا للمركز الوطني للإحصاءات الصحية.

وهذا أول انخفاض لمتوسط الأعمار منذ عام 1962- 1963. وحدث آخر انخفاض مشابه عام 1920.

كما شهدت الولايات المتحدة انخفاضا لمتوسط الأعمار بمعدل عام واحد عام 1993، في ذروة انتشار وباء الإيدز.

وقد أدت سنوات من الإفراط في وصف المسكنات الأفيونية في الولايات المتحدة إلى نشوء أزمة إدمان على الصعيد الوطني، مع تحول بعض المرضى إلى الهيروين وغيره من المواد المخدرة عندما تتوقف وصفاتهم الطبية.

وقال روبرت أندرسون، رئيس إحصاءات الوفيات بالمركز الوطنى للإحصاءات الصحية، "إن العامل الرئيسى فى كل هذا هو الزيادة فى الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من المخدرات".

25 مليونا يموتون معذبين كل عام بسبب نقص المورفين

المسكنات لها علاقة بتقليل مخاطر الإصابة بسرطان الجلد

ووصف أندرسون استمرار الانخفاض للعام الثاني بأنه "أمر صادم".

وفي عام 2016، توفي 63600 شخص بسبب أخذهم جرعة زائدة من المخدرات، وفقا لمركز الرقابة والوقاية من الأمراض، بزيادة 21 بالمئة عن العام السابق، ثلاثة أضعاف المعدل في عام 1999.

وزادت الوفيات جراء الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية بنسبة 28 في المئة، مما أسفر عن مقتل 42249 شخصا، معظمهم في الفئة العمرية من 25 إلى 54 عاما.

ومن شأن انخفاض متوسط العمر المتوقع مرة أخرى في عام 2017، أن يمثل أول انخفاض له على مدى ثلاث سنوات منذ جائحة الانفلوانزا الاسبانية قبل 100 عام.

اشترى العديد من المستخدمين الهيروين التي تم خلطه بالفنتانيل دون العلم بذلك.
Getty Images
اشترى العديد من المستخدمين الهيروين التي تم خلطه بالفنتانيل دون العلم بذلك.

وتعزى الزيادة المفرطة في الجرعات الزائدة إلى غزو المواد الأفيونية الاصطناعية مثل الفنتانيل، للسوق الأمريكية، وهي أقوى بـ 100 مرة من الهيروين.

واشترى العديد من المستخدمين الهيروين التي تم خلطه بالفنتانيل دون العلم بذلك.

وقفزت حالات الوفاة الناجمة عن الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية الاصطناعية إلى 19410 في عام 2016 من 9850 في عام 2015 و 5540 في 2014، وفقا للتقرير.

وانخفضت معدلات الوفيات الناجمة عن سبعة من أصل 10 أسباب رئيسية للوفاة، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية والسكري، الأمر الذي عادل الزيادة في الوفيات بسبب الجرعات الزائدة.

وأضاف أندرسون "إذا لم تنخفض الوفيات جراء الأسباب الأخرى، لكان الأمر أصبح أكثر سوءا".

وارتفع معدل الوفيات لعام 2016 بنسبة 9.7 بالمئة بسبب إصابات غير المتعمدة، و 3.1 بالمئة لمرض الزهايمر - ويرجع ذلك جزئيا إلى شيخوخة السكان - و 1.5 بالمئة للانتحار.

وفي تقرير منفصل، ربط مركز الرقابة على الأمراض الزيادة بنسبة 133 بالمئة في حالات التهاب الكبد الوبائي C بين عامي 2004 و 2014 إلى زيادة عدد المستخدمين الذين يتعاطون المسكنات الأفيونية.

وفي تشرين الأول / أكتوبر، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاقم سوء استخدام المواد الأفيونية بأنه حالة طوارئ عامة، لكنه لم يعلنها كحالة طوارئ وطنية ما ساعد في توجيه المزيد من الاموال الفيدرالية لمكافحة الأزمة.