نيران مشتعلة في احتجاجات فرنسا
Reuters

استخدمت قوات الأمن الفرنسية قنابل الغاز المسيل للدموع والمدرعات لمواجهة متظاهري السترات الصفراء في باريس، مع تحول الأسبوع الرابع من الاحتجاجات ضد الحكومة الفرنسية إلى أعمال عنف.

وجاءت الاشتباكات بعد تجمع ما يصل إلى 8000 متظاهر في وسط المدينة. واعتقلت الشرطة أكثر من 500 شخص.

وقالت الشرطة إن 30 شخصا أصيبوا في باريس، بينهم ثلاثة من ضباط الشرطة.

وتنظم حركة "السترات الصفراء" الاحتجاجات ضد رفع الحكومة ضريبة الوقود، لكن وزراء فرنسيين يقولون إن الاحتجاجات تم اختطافها من جانب متظاهرين "عنيفين للغاية".

وتم نشر حوالي 8000 شرطي و12 عربة مدرعة في باريس، وقرابة 90 ألف شرطي في جميع أنحاء البلاد، في زيادة واضحة عن عدد القوات التي نُشرت الأسابيع السابقة.

واعتقلت السلطات مئات الأشخاص وأصيب العشرات في أعمال عنف في باريس، خلال الأسبوع الماضي، وهي واحدة من أسوأ الاشتباكات في شوارع العاصمة الفرنسية منذ عقود.

هل تهدد "السترات الصفراء" مستقبل ماكرون السياسي؟

الاحتجاجات في فرنسا "خلقت وحشا"

احتجاجات الوقود في فرنسا: ماكرون يطالب رئيس حكومته بإجراء محادثات مع المحتجين

ماذا يحدث هذا الاسبوع؟

احتجاجات فرنسا
AFP
ظهرت الصور التلفزيونية مجموعات من اليمين المتطرف تقوم بإعداد الحواجز. وأُرسلت الشرطة مدرعات للتعامل معها

كان هناك عدد من المواجهات. شوهد بعض المتظاهرين يحطمون واجهات المتاجر، ويرسمون ويكتبون على الجدران ويشعلون النار في السيارات.

وأظهرت لقطات فيديو أحد المتظاهرين الذي أصيب في بطنه برصاصة مطاطية أطلقتها الشرطة بينما كان يقف أمامها رافعا يديه إلى أعلى. وذكرت صحيفة لوباريزيان أن مصورين يعملان لديها قد أصيبوا.

كما نشرت الشرطة مدافع المياه في شارع شرق وسط المدينة.

وأظهرت الصور التلفزيونية مجموعات من اليمين المتطرف تقوم بإعداد الحواجز. وأُرسلت الشرطة مدرعات للتعامل معها، وتقول وسائل الإعلام الفرنسية إنها المرة الأولى التي يتم نشر المدرعات في باريس.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب إن عدد المعتقلين يوم السبت كان أكبر من عددهم في نهاية الأسبوع السابق.

وأضاف: "سنضمن أن يمر ما تبقى من اليوم في أفضل ظروف ممكنة".

وفي ضواحي باريس، أغلق المتظاهرون شارع بورت مايوت، وهو أحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى المدينة من الطريق الدائري الخارجي. وأوقفت السترات الصفراء لفترة وجيزة حركة المرور على الطريق الدائري نفسه، وهو شارع بوليفار، قبل أن تفتحه الشرطة.

ويقول المراسلون إن هناك الكثير من بؤر التوتر موجودة على حافة المدينة، حيث يصعب على الشرطة وقف المتظاهرين.

وشهدت عدة مدن أخرى ليون ومرسيليا وغرونوبل، مظاهرات السترات الصفراء أيضا، حيث ورد أنه تم القبض على قائد محلي للحركة.

وامتدت الاحتجاجات إلى بلجيكا المجاورة. وتم اعتقال نحو 100 شخص في العاصمة بروكسل ولكن لم يكن هناك عنف.

كما وقعت احتجاجات ضد التغير المناخي في بعض المدن الفرنسية، بما في ذلك باريس.

وتسعى قوات الأمن إلى منع تكرار ما حدث نهاية الأسبوع الماضي في العاصمة، حين تم تخريب قوس النصر وتعرضت الشرطة للهجوم وانقلبت السيارات وأحرقت.

واستغل النشطاء منصات التواصل الاجتماعي لدعوة المحتجين الغاضبين لمهاجمة الشرطة وقصر الإليزيه.

وتلقى نائب في البرلمان الفرنسي يدعى بنوا بوتري، تهديدا عبر البريد كان عبارة عن طلقة رصاصة وُضعت في خطاب مكتوب فيه "المرة القادمة ستكون بين عينيك".

وتم تأجيل ست مباريات فيالدوري الفرنسي لكرة القدم.كما تم إغلاق متحف اللوفر وأماكن أخرى هامة.

ماذا تريد حركة السترات الصفراء؟

يطلق على متظاهري "السترات الصفراء" هذا الاسم لأنهم نزلوا إلى الشوارع وهم يرتدون سترات صفراء يستخدمها سائقو السيارات ليلا على الطرق لكي توضح الرؤية لقائدي السيارات المارة ومنع وقوع حوادث.

وتقول لوسي وليامسون، مراسلة بي بي سي في باريس، إنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، تحولت حركة وسائل التواصل الاجتماعي من الاحتجاج على أسعار الوقود إلى مجموعات من أصحاب المصالح بلا زعيم لها مطالب مختلفة.

وتقول مراسلتنا إن هدفها الأساسي هو إبراز الإحباط الاقتصادي وعدم ثقة الأسر العاملة الفقيرة.

وأظهر استطلاع للرأي، يوم الجمعة، انخفاضا في التأييد لها، لكنه لا يزال عند 66 في المئة.

وقد انخفض تأييد الرئيس إيمانويل ماكرون، وسط الأزمة، ويخطط لتوجيه خطاب وطني الأسبوع المقبل، حسبما ذكر مكتبه. وانتقده البعض لاستمراره في عدم الظهور العلني بشدة خلال الأزمة.

احتجاجات فرنسا
Reuters
بعض المحتجين طالبوا بعزل ماكرون

ماالذي اعترفت به الحكومة؟

قالت الحكومة الفرنسية إنها ألغت زيادة الضرائب على الوقود التي لا تحظى بشعبية من ميزانيتها، وقد جمدت رفع أسعار الكهرباء والغاز لعام 2019.

المشكلة هي أن الاحتجاجات اندلعت بسبب قضايا أخرى.

إن منح التنازلات في بعض المناطق قد لا يرضي جميع المتظاهرين، الذين يدعون إلى رفع الأجور، وتخفيض الضرائب ومعاشات تقاعدية أفضل، وتسهيل متطلبات الالتحاق بالجامعة ، وحتى البعض ينادي باستقالة الرئيس.

ويطلق بعض المحتجين على الرئيس ماكرون لقب "رئيس الأثرياء".