بدأت عطلة الأعياد، وبدأت العائلات في سائر أرجاء المعمورة بالتفكير مليًا في مسألة العطلة، وتمضيتها خارج بلدانها أو في داخلها. لا شك في أن شروطًا وظروفًا عدة تحكم قرار تحديد وجهة العطلة العائلية. غالبًا ما تكون الظروف هي العنصر الأساس في حسم تلك القرارت، إلى جانب العامل الاقتصادي الذي يؤدي دور الحكم، إلى أسباب أخرى: تعقيدات الحصول على تأشيرة؛ عدم توافر الوقت الكافي لتنظيم سفر خارجية؛ الأمان الذي صار هاجسًا عامًا مع تعرض كثير من الدول العربية والغربية لهجمات إرهابية.

في هذا الإطار، سألت "إيلاف" في استفتائها الأسبوعي القراء السؤال الآتي: "أين تفضل أن تقضي عطلة الأعياد؟" شارك في الاستفتاء 754 قارئًا، اختار منهم 282 قارئًا (37 في المئة) البقاء في بلدانهم، واختار 218 منهم (30 في المئة) التوجه إلى أوروبا، واختار 86 منهم (11 في المئة) أميركا لقضاء العطلة، واختار 64 منهم (8 في المئة) التوجه إلى شرق آسيا، واختار 59 منهم (8 في المئة) الدول العربية، واختار 45 من المشاركين في الاستفتاء (6 في المئة) أستراليا وجهة سياحية في هذه العطلة.

اختاروا الداخل

ينطوي قرار اختيار أغلبية القراء التزام السياحة الداخلية على أسباب اقتصادية خاصة، وأن الكثير من الدول تعاني أزمات سياسية أرخت بظلالها على الظروف المعيشية للعائلات، خصوصًا متوسطة الدخل. فلم يعد بمقدور هذه العائلات تحمل أعباء السفر، خصوصًا تلك التي تتألف من أربعة أفراد وأكثر، فهي تؤمن لقمة عيشها وتغطي تكاليف المستحقات الشهرية المفروضة عليها بشق النفس.
في الغالب، تكون السياحة المحلية ملاذًا للكثيرين حيث يقصدون أماكن أثرية وسياحية في مدن تحيط بمكان إقامتهم، فيقتطعون يومين أو أكثر من أجازتهم لاستكشاف أماكن تؤمن لهم المتعة، بكلفة أقل كثيرًا من السفر إلى بلد آخر.

يقول خبراء في السياحة إن بعضهم يفضل السياحة الداخلية لعدم الرغبة في تضييع وقت الإجازة في السفر مسافات طويلة، ناهيك عن تضييع الوقت والجهد في استخراج تأشيرات للسفر إلى الخارج. كما يفضل بعض آخر السياحة الداخلية من باب التشجيع والترويج للسياحة في وطنهم ، ويرون أن تنشيط السياحة الداخلية من طريق تجميع أشخاص أو مجموعة من الأصدقاء والسفر سويًا إلى أي مكان في داخل الوطن ضرورة سياحية ترويجية.

رأي الخبراء&

يرد الخبراء ضعف إقبال القراء للوجهات الخارجية الأخرى في حين كانت الغلبة لأوروبا حيث تبقى الوجهة المفضلة للكثيرين ممن يعيشون ربما في البلدان الحارة، فيقصدون البلدان الباردة للاستمتاع بالسياحة الشتوية، ومنتجعات التزلج للممارسة هوايتهم المفضلة.

يقول خبراء في السياحة والسفر إن السياحة الداخلية تؤدي دورًا رئيسًا في رسم المشهد السياحي في الدول بشكل عام، وأضافوا أن السوق المحلي مع السوق الخليجي من أهم روافد المرافق الفندقية والترفيهية وتمكنت من تعويض التباطؤ في تصدير السياح من قبل بعض الأسواق، نتيجة ما تعانيه من أزمات اقتصادية، مشيرين إلى أن مساهمة السياحة الداخلية والخليجية تصل إلى أكثر من 70 في المئة من نسب الإشغال الفندقي خلال فترة الأعياد.

بحسب منظمة السياحة العالمية، بلغ عدد السياح الخارجيين مليار و148 مليون سائح في 2015، وبلغ نصيب أوروبا وحدها 609 ملايين سائح، بينما تذيلت المنطقة العربية قائمة المناطق المستقبلة للسياح؛ إذ زارها 54 مليون سائح فقط، بنسبة أقل من 3 في المئة من حجم السياحة العالمية. إلا أن ذلك لم يمنعن إنفاق العرب خارج الوطن العربي من أن يصل إلى 40 مليار دولار سنويًا، حيث يشكل السياح العرب 20 في المئة من ضيوف الفنادق الممتازة في بريطانيا.
&