أعرب عمدة العاصمة البريطانية لندن عن اعتقاده بأن سن قواعد أكثر صرامة، بما فيها غرامات ضخمة، هو أحد الخيارات المطروحة لإجبار شركات التكنولوجيا على مواجهة خطاب الكراهية بصفة أكثر جدية.

وقال صادق خان لبي بي سي " لايمكننا أن نفترض أن شركات التكنولوجيا ستبحث عن حلول من تلقاء نفسها". وأضاف أنه يجب "الإلحاح على تلك الشركات وتملقها، كي تتحرك".

ومن المقرر أن يعرض خان اليوم أمثلة من رسائل الكراهية التي تلقاها بشكل شخصي عبر الانترنت.

وستشكل الرسائل جزءا من خطاب يلقيه خان في مهرجان "ساوث باي" الفني والثقافي، الذي يقام في أوستن بولاية تكساس الأمريكية.

وقال عمدة لندن إن تلك الرسائل قد تمنع الناس من الانخراط في السياسة، أو الحياة العامة.

وأضاف "إذا كان شخص مثلي يتلقى هذا النوع من الرسائل في بيئة عامة، فلك أن تتخيل كيف شعورك أنت كشاب يعلن عن رأية بحرية وشجاعة".

واستطرد قائلا "ستفكر مرة واثنتين وثلاثة قبل أن تفعل ذلك".

وفي خطابه، سيشير خان إلى قواعد جرى تفعيلها في ألمانيا، وتسمح بفرض غرامات قد تصل إلى 50 مليون يورو على مواقع التواصل الاجتماعي، إذا لم تقم بحذف خطاب الكراهية بشكل سريع.

وقال "ألمانيا مثال على الطريقة التي قالت بها الحكومة الألمانية إن هذا يكفي. ما لم تحذف رسائل الكراهية، ما لم تحذف الأخبار الزائفة سنغرمك".

وأضاف "أرغب في العمل مع شركات التكنولوجيا، لكن عليها أن تكون مسؤولة".

تغريدات ترامب

وأقر صادق خان بأن معدل الانتهاكات التي يتعرض لها تزايد بسبب تغريدات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أشار فيها إلى العمدة تحديدا، في أعقاب هجوم إرهابي في لندن. وفي نوفمبر&الماضي، أعاد ترامب مشاركة تغريدات لمنظمة "بريطانيا أولا"، وهي منظمة يمينية متطرفة، جرى حظرها لاحقا على موقع تويتر.

وقال خان "إذا كنت أنت أقوى شخص في العالم الغربي، وتردد رسائل منظمة يمينية متطرفة، مثل منظمة بريطانيا أولا، فإن ذلك سينعكس على كثير من الناس. هذه المنظمة تحض على الكراهية".

وأضاف "الرئيس ترامب له كثير من المتابعين، وبعضهم استهدفني". وتابع "أتردد في المشاركة في أي (تلاسن لفظي) بيني وبين الرئيس الأمريكي".

وقال صادق خان "لكن تقع علي كاهلي مسؤولية، باعتباري عمدة المدينة الأكثر تنوعا في العالم، أن أتحدث علانية من أجل مصلحة سكان لندن".

قواعد أشد صرامة

وتعليقا على أن تشديد القواعد على شركات التكنولوجيا يمكن أن يجعل لندن غير جاذبة لها، مقارنة بمناطق أخرى في العالم، قال خان "نحن كصانعي قرار علينا أن نعمل مع الآخرين، من أجل ضمان مصلحة كل الأشخاص".

وأضاف "ما لا أرغب فيه هو أن ننتهي إلى ما انتهت إليه ألمانيا. لأن مواطني ألمانيا لا يشعرون بأنهم محميون، أقدمت حكومتهم على هذا النوع من الإجراءات. ألمانيا مثال على ماذا يحدث عندما لا تنظم الشركات نفسها من تلقاء نفسها".