أظهرت نتائج أبحاث جديدة أن تجديد شباب الأدمغة الهرمة ممكن، بعدما أشارت تجارب ما زالت في مراحل مبكرة إلى إمكانية تطوير أدوية توقف تراجع القدرات الذهنية بسبب الشيخوخة، بل وحتى رد التراجع على أعقابه.
&
إيلاف: قُدمت هذه النتائج إلى المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية لتقدم العلم خلال هذا العام، كما أفادت "بي بي سي"، مشيرة إلى أن باحثين أميركيين وكنديين استخدموا طريقتين جديدتين لمنع فقدان الذاكرة وتراجع القدرات الذهنية مع تقدم العمر.
&
حاجز دموي دماغي
عرض الفريق الأميركي من جامعة كاليفورنيا في بيركلي نتائج مسح باستخدام التصوير المقطعي بالرنين المغناطيسي تبيّن أن تراجع القدرات الذهنية قد يكون سببه جزيئات تتسرب إلى الدماغ. &

تختلف الأوعية الدموية في الدماغ عنها في مناطق الجسم الأخرى، وهي تحمي هذا العضو الحيوي، بتمكين المغذيات والأوكسجين وبعض الأدوية فقط من الوصول إليه، ولكنها تمنع الجزيئات الكبيرة التي يمكن أن تكون ضارّة. وهذه العملية معروفة باسم "الحاجز الدموي ـ الدماغي". &

وأظهرت الصور الإشعاعية أن هذا الحاجز يزداد تسريبًا للجزيئات الكبيرة مع تقدم العمر. على سبيل المثال فإن 30 إلى 40 في المئة من الأشخاص في الأربعينات من العمر يتعرّضون لخلل في حاجزهم الدموي ـ الدماغي، بالمقارنة مع 60 في المئة من الأشخاص في الستين من العمر. وأظهرت الصور الإشعاعية أن الدماغ كان ملتهبًا في مناطق التسريب.&

&كبح علامات الشيخوخة
قالت البروفيسورة دانيلا كاوفر رئيسة فريق الباحثين الأميركيين إن فئران اختبار شابة معدلة وراثيًا، بحيث تكون لديها حواجز دموية ـ دماغية مسرِّبة، ظهرت عليها علائم الشيخوخة. واكتشف فريقها أن مركبًا كيميائيًا يمنع تلف الحاجز من التسبب في التهاب الدماغ. &

ونقت "بي بي سي" عن البروفيسورة كاوفر أن هذا الدواء لم يوقف علائم الشيخوخة في الفئران الشابة المعدلة وراثيًا فحسب، بل رد علائم الشيخوخة على أعقابها في فئران كبيرة السن أيضًا. &
&
في الدراسة الثانية قال الباحثون الكنديون إنهم تمكنوا من رد تراجع القدرات الذهنية لفئران اختبار على أعقابه في فئران اختبار باستخدام طريقة مختلفة، هي استهداف خلايا دماغية معروف أنها تشكل "الحلقة الضعيفة" في العديد من الاضطرابات العقلية. وتكون الإشارات الآتية من هذه الخلايا ضعيفة، بحيث لا تتسلمها الخلايا العصبية المحيطة، لنقل المعلومات إلى أجزاء أخرى من الدماغ.&

المناطق الملونة تظهر التهاب الدماغ

تضخيم إشارات
قال البرفيسور إيتيان سيبيل من جامعة تورونتو إن هناك مركبًا كيميائيًا يضخم الإشارات. وعرض نتائج تبيّن أن فئران اختبار مسنّة لم تتمكن من معرفة طريقها في متاهات، واستطاعت أن تعرف طريقها بعد إعطائها هذا المركب الكيميائي، كما تعرفه الفئران الشابة. & &
&
وأعرب البروفيسور سيبيل عن الأمل بأن تبدأ الاختبارات السريرية لهذا الدواء على بشر في غضون عامين. علمًا أن الغالبية العظمى من العلاجات التي تحقق نتائج واعدة في فئران اختبار لا تكون مجدية مع البشر. لكن علماء الفريقين الأميركي والكندي على السواء يعتقدون أن الأمر يختلف هذه المرة.
&
أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط
https://www.bbc.co.uk/news/science-environment-47234787
&
& &&