ميليشيات
Reuters

أبرزت صحف ومواقع أخبار ليبية وعربية الذكرى الثامنة لثورة 17 فبراير/شباط التي أنهت حكم الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي.

وعلّق كُتّاب على حالة الانقسام التي آلت إليها البلاد، في ظل وجود حكومتين، قائلين إنها نتيجة لسنوات من القمع والتهميش وغياب الحوار وغلبة ثقافة الإقصاء.

فراغ السلطة

يقول أيمن الأمين في موقع "مصر العربية" إنه بعد مرور ثماني سنوات على 17 فبراير في ليبيا "ما زال السلاح يحكم ويتحكم في شعب كل أمانيه أن يتوقف البارود عن قتل أبنائه".

ويرى ناجي بركات، وزير الصحة السابق في حكومة المجلس الوطني الانتقالي، في مقال بموقع "عين ليبيا" أن الثورة "نجحت في لمّ شمل الليبيين ووقوفهم صفا واحدا كما وقفوا ضد الإيطاليين مدة 30 سنة".

وعلى الرغم من اعتراف بركات بنجاح ما وصفه بـ "المجموعات الحاقدة والطامعة في السلطة في عسكرة هذه الثورة منذ البداية"، إلا أنه أعرب عن تفاؤله بأن "الانتصار قادم لا محالة".

وتحت عنوان "فبراير وفراغ السلطة"، كتب صالح الحاراتي في موقع "بوابة الوسط" الليبية يقول إن ما حدث في فبراير 2011 وما حدث بعده وإن تباينت التوصيفات بين أنه "ثورة" أو "انتفاضة" أو "حرب أهلية"، "لكن نتيجته النهائية سقوط نظام، وبروز واقع سياسي لم يتشكل في صورته المستقرة حتى الآن".

ما سر تمزيق علم ليبيا في لبنان؟

ليبيا ترفض خطة أوروبية لفتح مراكز للمهاجرين على أراضيها

ويرى الكاتب أن "الثورة تسقط أنظمة وليس بالضرورة أن تبني الدول، فتلك مهمة أخرى".

ويضيف: "من المعلوم أن الحالة التي تفقد فيها أي حكومة سلطتها المركزية تسمى حالة فراغ السلطة أو حالة فراغ سياسي، وهي مثلها مثل أي فراغ مادي، ستقوم بكل تأكيد قوى أخرى إلى الإسراع لملء ذلك الفراغ".

ويرى أن نتاج فراغ السلطة في ليبيا كان أمرًا طبيعيًا، "لأننا لا نعرف ولم نعش في مجتمع يؤمن بالآخر، ودرجنا على أن الآخر دائمًا عدو، إما خائن أو كافر! وترافق ذلك مع غياب لافت لقيم التسامح والتواضع وما ذلك إلا مخرجات لثقافة الغلبة والإقصاء الثوري التي دامت لأكثر من أربعة عقود".

القبض على هشام عشماوي أبرز المطلوبين للسلطات المصرية

ويؤكد الكاتب أنه "لا حل أمامنا إلا بالاعتراف وقبولنا حقيقة أننا مختلفون ومتنوعون وليبيون في نفس الوقت، ولا مجال أمامنا لنعيش بسلام إلا بالاستفادة مما مر بنا وبأمم أمثالنا لكي نتجاوز ما علق بذواتنا من ثقافة الاستبداد، والاعتراف أن العنف السائد اليوم ليس حالة استثنائية بل هو نتاج مسار تاريخي متواصل".

التحولات الكبرى تحتاج لعقود

ينظر بعضهم لسيف الاسلام القذافي كرمز من رموز التصالح
Reuters
ينظر بعضهم لسيف الاسلام القذافي كرمز من رموز التصالح في ليبيا

ويرى سنوسي البسيكري، مدير المركز الليبي للبحوث التنمية، أن النتائج التي أعقبت الثورة الليبية "يتحملها بالدرجة الأولى رأس النظام الذي لم يقدِّر هذه الهبَّة وتعامل معها بالجبروت والتعالي".

وفي مقال له بموقع "عربي21"، يقول البسيكري: "كثير من أنصار النظام السابق بمختلف مستوياتهم يعقدون المقارنة بين اليوم والأمس للتأكيد على كارثية فبراير وخيرية سبتمبر، ومن العبارات المستخدمة هي القول بأنه في مقابل الفوضى الأمنية بعد فبراير فإن عهد سبتمبر أمن وأمان'".

ويردّ على ذلك بأن "هذه إحدى أهم مشاكلنا، وهي أن فهمنا مرتبك لمفهوم الأمن والأمان، فمع سياسة قطع الرؤوس بلا تردد وتكميم الأفواه بالتعذيب والترهيب يحدث ما يتصوره البعض أمنًا، غير أن هذا أمن مؤقت".

وبالمثل، يقول المبروك الهريش في مقال له بموقع "ليبيا الخير" إن نتائج "التحولات الكبرى" لا تقاس بالسنين إنما "تحتاج لعقود، ولا شك أن ثورة فبراير هي تحول كبير في تاريخ ليبيا بل ربما يكون الأكبر، وستحقق نتائجها سريعًا ما وعى الليبيون مخاطر الاستبداد وتمسكوا بقيمة الحرية التي ضحى من أجلها الآباء والأجداد بالمهج والأرواح".