مسلحون في تنظيم داعش
Getty Images

في الوقت الذي يستعد تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" لانتزاع السيطرة على آخر معقل لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، في قرية الباغوز، تتحدث صحف عربية عن مرحلة ما بعد هزيمة التنظيم.

وفي هذا الإطار تعددت الجوانب التي تناولها الكُتّاب، بين كيفية مواجهة الأفكار التي قام عليها التنظيم، والوجهة التالية المحتملة لمن ظل على قيد الحياة من مقاتليه، وعودة الأجانب منهم إلى بلادهم.

تقول لميس عودة في صحيفة "الثورة" السورية إن "واشنطن ستقيم مهرجاناً للاحتفال بنصرها المؤزر على داعش وسيخرج... ترامب المتخم بعنجهية العظمة مستعرضاُ في سيركه الهزلي مآثر الإنجاز المحقق بإعلانه أن أمريكا انتصرت في فانتازيا حربها على الإرهاب الظلامي".

وتتساءل الكاتبة: "هل انتهت لعبة الشرور الأمريكية على الجغرافيا السورية بعد أن يعلن الإنجاز 'الأسطوري' بدحر داعش؟ وهل سنلمس انسحاباً حقيقياً؟ هل ستحزم واشنطن حقائب إرهابها وترحل؟"

وتُجيب: "لا نظن ذلك، فالخبير العارف ببواطن الخبث الأمريكي يدرك أن الشراهة للأطماع الاستعمارية هي صلب كل السياسات الأمريكية وإن اختلف تكتيك بعضها عن الآخر".

وتحت عنوان "سر جاذبية داعش"، كتب أحمد الرجاء مقالا في "الوطن" السعودية يقول فيه "إن السر وراء إضفاء الشرعية المزعومة على الأهداف الحقيقية التي يسعى التنظيم الإجرامي إلى تحقيقها هو استخدام ما أسميته بـ 'سحر الارتباط الديني' الذي يتم من خلاله استغلال حالة السكون والتفكك التي تعيشها غالبية الدول العربية والإسلامية، وما يكنّه المسلمون من حنين إلى عصور الوحدة والقوة الإسلامية والتلاعب بمفاهيم التعاليم الإسلامية وتأويلها بالصورة التي تخدم مقاصده؛ كأن يتم السطو على مدينة واحتلالها بحجة كفر ساكنيها".

الوجهة التالية

مسلحون في تنظيم داعش
Getty Images

وتحت عنوان "الوجهة الساخنة التالية للإرهاب العالمي"، كتب عريب الرنتاوي في "الدستور" الأردنية يقول إن خبراء ومراقبين تساءلوا عن الوجهة التالية "للإرهاب العالمي" بعد خسارته معقليه الرئيسين في سوريا والعراق، "فبعضهم ذكر سيناء، وبعضهم الآخر ذكر مالي وليبيا والصحراء الغربية، وآخرون تحدثوا عن نيجيريا والصومال والقرن الأفريقي، فيما أشار فريق منهم إلى أفغانستان".

ويردف قائلاً "جميع هذه الوجهات تبدو محتملة، لكن في ظني، أن ثمة وجهة أخرى قلما يجري الحديث عنها، يمكن أن تكون الجبهة الأكثر سخونة في معارك الإرهاب والحرب عليه، وأعني بها جبهة الحدود الباكستانية-الإيرانية".

ويختم الكاتب مقاله بالقول "ربما هي تكهنات وتحليلات، لا تستند إلى وقائع استخبارية ومعلوماتية صلبة، ولكن من يتتبع الحراك السياسي والميداني في الإقليم الممتد من هنا إلى ما بعد إيران، وصولاً للهند والباكستان، وما يلاحظ من تطورات محيطة بمصائر داعش ومصير المقاتلين الأجانب أو من تبقى منهم، لا بد يدرك أن هذا السيناريو هو الأكثر ترجيحاً".

وحول ما يمكن القيام به في مرحلة ما بعد القضاء على تنظيم الدولة، يدعو رضوان السيد في "الشرق الأوسط" اللندنية إلى تجديد الخطاب الديني في البلدان العربية، قائلاً إن الخطاب لا بد أن "يركّز على ثلاث نقاط: النهي عن سفك الدم، وإتلاف المال والعمران، وتكفير المسلم. والنقطة الثانية: الاهتمام بالعيش المشترك، وبالعلاقة مع غير المسلمين، ومع العالم. والنقطة الثالثة: الدعوة إلى وسطية الإسلام وسلامه".

عودة المقاتلين الأجانب

مسلحون في تنظيم داعش
Getty Images

وحول مقاتلي التنظيم، خاصة الأجانب منهم، يقول رشاد أبو داود في "البيان" الإماراتية إنهم "غُرّر بهم وأصبحوا عالة على الدول التي جيء بهم منها وأغلبهم من البارات والمراقص ومدمني الحشيش وتم غسل أدمغتهم بوعود الجنة والحور العين".

وفي سياق متصل، يقول عثمان ميرغني في "الشرق الأوسط" اللندنية إن عودة مقاتلي التنظيم الأجانب تُمثل "مشكلة أمنية وقانونية وسياسية للدول الأوروبية، حيث لا يوجد اتفاق حول كيفية حلها. فمحاكمتهم تتطلب الحصول على أدلة دامغة بشأن مشاركتهم في القتال وارتكابهم جرائم، وفي معظم الحالات يكون الحصول على الأدلة الكافية مشكلة؛ لأن العائدين ينكرون مشاركتهم في القتال ويخترعون قصصاً عن أنهم ذهبوا لتقديم عون طبي أو إنساني. كما أن تنقلهم المستمر بين مناطق القتال يصعب مهمة متابعتهم، مثلما يعقد الحصول على شهود ضدهم بين ملايين الناس الذين شردوا من هذه المناطق".

وتركيزا على قضية شميمة بيغوم، الفتاة التي فرت من لندن للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وقررت الحكومة البريطانية مؤخرا سحب الجنسية البريطانية منها، يقول أحمد مصطفى في "الوطن" العمانية "يبقى أن قضية شميمة بيغوم، ودواعش بريطانيا والغرب عموما، إنما تغذي حالة الإسلاموفوبيا التي تتصاعد مع المد الشعبوي وزيادة معدلات العنصرية تجاه المهاجرين والذين ينحدرون منهم من بلاد مسلمة بصفة خاصة".

ويضيف "المهم والأخطر هو ما يجري على المستوى الشعبي، خصوصا وأن الجماهير العادية لا تعبأ بانضمام هؤلاء المتطرفين لـ"داعش" أو غيرها طالما أنهم يرتكبون إرهابهم في سوريا أو العراق أو غيرهما من بلاد المسلمين".