مرتفعات الجولان
Getty Images
دبابة روسية على مرتفعات الجولان

أدانت صحف عربية بنسختيها الورقية والالكترونية تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مرتفعات الجولان المحتلة وتساءلت عما اعتبرته غياب الموقف العربي.

وكتب ترامب في تغريدته "بعد 52 عاماً، حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي".

وأكد كتاب على أن الجولان عربية فيما حذر آخرون من أن مثل هذه التصريحات "تضع المنطقة على شفا حرب".

في الوقت نفسه، انتقد كتاب ما وصفوه ﺑ "حالة التراخي العربية" في مواجهة المسار الأمريكي-الإسرائيلي.

"شرعنة الاحتلال"

تحت عنوان "الجولان عربية وليست عقاراً أمريكياً"، يقول جبريل العبيدي في "الشرق الأوسط" اللندنية: "الجولان أرض سورية منذ رسم الحدود الدولية في عام 1923، قبل قيام حتى الدولة العبرية نفسها، والتي تسعى إسرائيل الآن إلى السيادة عليها بشكل نهائي بعد أن احتلتها عام 1967. لذا؛ فأي محاولة لشرعنة الاحتلال انتهاك للقرار 497 لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لعام 1981 بشأن مرتفعات الجولان السورية المحتلة".

الحدود الإسرائلية السورية
Getty Images
الحدود الإسرائلية السورية

ويضيف: "الجولان أرض عربية يسكنها شعب عربي، ولا يمكن تغيير الجغرافيا بإطالة عمر الاحتلال، وهي ليست عقاراً أمريكياً ليهبه رئيس أمريكي، مهما كان، لمن يشاء".

كذلك تذهب "القدس" الفلسطينية في افتتاحيتها، مؤكدة: "على ترامب وإدارته وكذلك على دولة الاحتلال أن يعرفوا جميعاً بأن شعبنا وأمتنا العربية لن يبقيا ضعافاً إلى الأبد وأن المستقبل لهذه الامة مهما بلغت حلكة ليلها، وستبقى الأرض فلسطينية وعربية مهما طال الزمن ومهما بلغت حدة المؤامرات التصفوية".

من جانبه، يؤكد جورج طريف في "الرأي" الأردنية على أن "القرار الأمريكي المتعلق بإسقاط صفة الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية والجولان، هو استمرار لنهج الإدارة الأمريكية المعادي للقضية الفلسطينية، ويشكل مخالفة صريحة لكل قرارات الشرعية الدولة".

"أين الموقف العربي؟"

يصف محسن القزويني في "رأي اليوم" اللندنية التصريحات بأنها "وعد ترامب المشؤوم"، قائلاً: يأتي هذا الوعد الترامبي بعد أن قامت وزارة الخارحية الأمريكية بإسقاط صفة الاحتلال عن مرتفعات الجولان والضفة الغربية وغزة في تقريرها السنوي الأخير لحقوق الإنسان".

ويرى الكاتب أن "الحلف الأمريكي-الإسرائيلي ( ترامب - نتنياهو) حلف مصيري يحقق ما تصبو اليه الولايات المتحدة في شرق أوسط جديد تحت مسمى صفقة القرن والذي بدأ بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، واليوم الجولان وغداً غزة وبعد غد الضفة الغربية ، وبعدها تفتيت الدول العربية قطعة قطعة وصولاً الى إسرائيل الكبرى".

ويؤكد الكاتب أن "المركب الإسرائيلي يسير وفق ما رسم له"، ويتساءل: "لكن أين الموقف العربي؟"

مرتفعات الجولان
Getty Images

أما بيار عقيقي فيقول في "العربي الجديد" اللندنية: "انتظروا قليلاً وستجدون أن لا أحد سيفعل شيئاً في مسألة الجولان، وأن المسار الأمريكي ـ الإسرائيلي سيواصل كسره كل القواعد الوهمية. فحرب 1967 ليست تفصيلاً، بل هي مرتكز لديمومة الكيان الإسرائيلي. أما نحن فلنتمسك بقصيدة أو بيتين من الشعر".

ويضيف: "لم يفعل ترامب شيئاً سوى استغلال حالة التراخي العربية من جهة، وضعفها من جهة أخرى، ليفعل ما جاء ليفعله أساساً. الأسوأ أننا ننتظر انتفاضة أوروبية أو روسية أو صينية، لمنع تكريس السيادة الاسرائيلية على الجولان. هزلت. ماذا فعل هؤلاء في موضوع فلسطين؟ لا شيء".

ويتساءل ماهر أبو طير في "الغد" الأردنية عما سيفعله السوريون: "هل سيقبلون هذا الاعتراف الأمريكي بالجولان وقد مرت عقود على هذا الاحتلال، ولم تفعل الدولة السورية شيئاً".

ويضيف: "هناك أوراق كثيرة اليوم في يد الدولة السورية، أغلبها يرتبط بوجود جماعات مسلحة، قادرة على الرد عبر جبهة الجولان وإرباك القرار الأمريكي المرتقب".