رفعت امرأتان محجبتان شكوى بعد أن منعتا من المشاركة في سوق للسلع المستعملة أقيم في إحدى ضواحي مدينة ليل. ودافعت مسؤولة السوق عن موقفها قبل أن تقدم اعتذاراتها.&

&
نشرت امرأتان مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن منعتا في عطلة نهاية الأسبوع الماضي من المشاركة في سوق للأشياء المستعملة بسبب ارتدائهما الحجاب. ويظهر الفيديو الذي انتشر بكثافة رئيسة جمعية "رفاي" التي تساعد المرضى وتنظم هذا السوق كل عام في كروا بضواحي مدينة ليل، وهي تدون التسجيلات فتقول "لن أقبلكما سيدتي، لا تنتظرا في الطابور وتضيعا وقتكما".

فتسأل إحدى المرأتين "لا تقبليننا لأننا نرتدي الحجاب؟". وترد رئيسة الجمعية "نعم... لا أفضل ذلك، فالأمر سيضرني". وبعد تبادل كلامي حاد، وفي حين تشير إحداهما إلى نيتها رفع شكوى، ترد منظمة السوق باستفزاز عبر الإدلاء بهويتها والطريق نحو أقرب مركز شرطة.

&
وتمت مشاركة الفيديو مئات آلاف المرات على مواقع التواصل الاجتماعي.

"عداء"

وأكدت المديرية العامة للأمن العام في الشمال الاثنين لوكالة الأنباء الفرنسية أنه قد "رفعت شكوى في مركز شرطة روبي مساء السبت بتهمة الشتم الغير علني على أساس العرق، الأصل، الانتماء، العنصر أو الدين".

أولا، أقرت منظمة السوق موقفها في صحيفة "لا فوا دو نور" المحلية "الناس الذين لا يعجبونني لأنهم غير مؤدبين أو غشوا في السنوات السابقة، لا أقبلهم". وأكدت أنها رفضت تسجيل الامرأتين لأنهما تلبسان حجابا. فقالت "جاءت نساء محجبات في السنوات السابقة وكان الناس في كل مرة يتذمرون من ذلك ما خلق عداء، فكانوا يحاولون تغيير الكشك والابتعاد عنهن".

لكن المسؤولة، وهي في السبعين من العمر تقريبا، قدمت بعد ذلك اعتذارها على موقع الإلكتروني لجمعية "رفاي".

سوابق في بيزييه

فأوضحت المسؤولة، التي حصلت عام 2012 على وسام الشرف، أن "تنظيم سوق السلع المستعملة يتطلب أربعة أشهر من العمل، إضافة إلى إعداد خطة أمنية ضد الاعتداءات، وهو أمر مكلف جدا. عند تدوين التسجيلات، كنت متعبة ومريضة، فارتكبت خلطا متسرعا وأخرق. فاتخذت موقفا متعاليا وشريرا وتعصبت له، وكان لساني أسرع من عقلي".

وتابعت "لم أدرك أنني جرحت بعنف جالية كاملة. أقدم اعتذاراتي لهذين الشخصين وأيضا لكل الأشخاص الذين قد يكونون قد صدموا".

وفي 8 مارس&الماضي، اليوم العالمي لحقوق المرأة، منع عمدة بيزييه روبير مينار الذي انتخب في 2014 بدعم من الـ"الجبهة الوطنية" (يمين متطرف) امرأة محجبة من تولي كشك في "معرض الراحة والمرأة" الذي نظمته مدينته. وكانت هذه المرأة قد رفعت أيضا شكوى ضد البلدية.