ينصح الأطباء الناس في كافة الأحوال بممارسة الرياضة حفاظاً على صحتهم البدنية والعقلية، لكن الممارسة المكثفة لبعض الرياضات في سن المراهقة قد يضر بالمفاصل، وخصوصاً مفصل الركبتين.

ايلاف-من كولون:&تعتبر كرة القدم من أكثر أنواع الرياضات شعبية في العالم، ويحلم الملايين من الأطفال والمراهقين في افريقيا وأميركا اللاتينية في ان تنتشلهم الكرة من عالم الفقر إلى عالم المشاهير والأثرياء في الملاعب الاوروبية. وتجري الأمور على هذا المنوال بالنسبة للبنات ايضاً بعد أن اكتسبت كرة القدم للسيدات شهرة واسعة وصارت تجتذب ملايين اللاعبات وملايين المشجعين.

وكذلك يفعل الكثير من الشباب في أوروبا أيضاً من خلال التمارين المكثفة التي تأخذ بحكمة" خذوهم صغاراً" في "مدارس كرة القدم" التابعة للنوادي الكبيرة. بل انه صار من الصعوبة فصل الأطفال عن كرة القدم رغم طراوة أعوادهم، لكن التمارين المكثفة في فترة النمو الحرجة، فترة المراهقة، قد تؤدي إلى تقوس الساقين بحسب دراسة ألمانية علمية جديدة.
لم يشتهر الجناح البرازيلي الأشهر غارينشا(بطل العالم1962) بساقيه المقوستين فحسب، وإنما بضرباته الدقيقة على المرمى وبقدرته على المراوغة، وهذا ما ينطبق على اللاعب الألماني الشهير بيير ليتبارسكي(بطل العالم1990). ولهذا يعتقد المدربون ان ذوي السيقان المقوسة أفضل من غيرهم في المراوغة. وذهبت دراسة فنلندية عالمية سابقة إلى ان ممارسة كرة القدم بشكل منتظم، كنوع من الرياضة، أفضل من الأدوية في خفض ضغط الدم العالي.

عظام الشباب الطرية هي السبب

وذكر البروفيسور فلوريان فولف، من جامعة لودفيغ-ماكسميليان في ميونخ، لمجلة"الطبيب الألماني"، ان لعب كرة القدم المكثف في مرحلة المراهقة قد يسبب تقوس الساقين نحو الداخل أو الخارج. وأضاف أن سر ذلك يكمن في العظام الطرية التي تواصل نموها في هذه المرحلة.

يتخصص فولف في الجراحة الثلاثية الأبعاد وفي جراحة الحوادث والجراحة التقويمية، وسيقدم دراسته حول الساقين المقوستين أمام مؤتمر نقابة أطباء أمراض العظام والطب الرياضي الذي ينعقد بين28-30 يونيو المقبل.
وأضاف فولف ان البنات من سن14-15 سنة، والصبيان من عمر16 سنة أكثر عرضة من غيرهم لتقوس الساقين بفعل الممارسة المكثفة للعبة كرة القدم. وعبر عن قناعته بأن ذلك قد يحدث نتيجة اصابات صغيرة &متكررة في الركبتين تسبب ضرراً في رأس قصبة الساق. يؤدي هذه بدوره مستقبلاً إلى تغييرات في مفصل الركبة، وتتقوس الساقين إلى الخارج حينما يكون الضرر في الجزء الداخلي من رأس القصبة، وتتقوس إلى الداخل حينما يكون الخلل خارج رأس قصبة الساق. وربما تشمل الأضرار الأجزاء العليا من قصبة الساق، أو الأجزاء السفلى من عظم الفخذ في مفصل الركبة، أو انها قد تشمل عظمي الساق والفخذ سوية، وهذا يتطلب الجراحة التقويمية أيضاً عن بلوغه حداً معيناً.

نصائح للاعبين الشباب والنوادي

ونصح فولف اللاعبين الشباب، عند تكرر الإصابة في مفصل الركبة، والمعاناة من آلام في المفصل، الخضوع إلى الفحص الطبي عند المتخصيين. وربما ان من الممكن حينها تجب تقوس الساقين عن طريق تقليل شدة التمارين أو اللجوء إلى الجراحة التقويمية.

ينبغي عند الكشف عن الآثار الأولى لاحتمال تقوس الساقين اللجوء إلى حلول غير جراحية، مثل تقوية عضلات الساقين والفخذين، ورفع حافات حذاء لعب كرة القدم، ومنح الأدوية المضادة للالتهابات. كما نصح فولف الأقسام الطبية في نوادي كرة القدم، وفي نوادي الشباب، بالتعاون مع أطباء الجراحة التقويمية لتجنب إصابة الكراهقين، من البنات والبنين، بتقوس الساقين. وقال انه سيضع نتائج الدراسة أمام تصرف هذه النوادي، وانه سيطالبها باخضاع اللاعبين الشباب للفحص المنتظم بغية تجنب إصابتهم بتقوس الساقين.

لا لتعيميم نتائج الدراسة على كافة أنواع الرياضة

فضلاً عن الدراسات التي أجرتها جامعة لودفيغ-ماكسميليان في ميونخ على لاعبي كرة القدم الشباب في ولاية بافاريا، اعتمد فولف نتائج دراسات أخرى حول الموضوع شملت أكثر من1400 رياضي شاب، وقارنها بنتائج الفحوصات على عدد كبير من الشباب المراهقين الذين لايمارسون كرة القدم بشكل مكثف.

وأشار فولف إلى ان الاطباء رصدوا مثل هذه الظاهرة (تقوس الساقين) في ممارسة ألعاب رياضية اخرى مثل كرة السلة والطائرة والتنس، ولكن بشكل أقل مما هي عليه في ممارسة كرة القدم. والمعتقد ان الأضرار في مفصل الركبة تسببها الحركات الالتفاتية المفاجئة في جميع الاتجاهات التي تتطلبها اللعبة. وحذر فولف من تعميم نتائج الدراسة، حول علاقة كرة القدم بالساقين المقوستين عند المراهقين، على كافة أنواع الرياضة.