كينشاسا: دعت سلطات جمهورية الكونغو الديموقراطية إلى الهدوء بعد تسجيل أول حالة بحمى إيبولا النزفية في مدينة غوما التي تضم مليون نسمة في شرق البلاد، في حين أن موجة الوباء بدأت بالانتشار في المناطق الشرقية خارج المدن قبل حوالى سنة.

ورغم أن المدينة هي أكبر تجمع حضري يظهر فيه الوباء القاتل، أكدت الحكومة أن فرص انتشاره "متدنية". وذكرت وزارة الصحة الأحد أن المريض رجل دين كان يبشر في كنيسة بلدة بوتيمبو حيث كان على الأرجح على احتكاك بالمصلين "بمن فيهم المرضى"، وظهرت عليه الأعراض الثلاثاء، وتوجه إلى غوما بالحافلة الجمعة.

وبعد وصوله "أثبتت نتائج الاختبارات المخبرية أنه مصاب بإيبولا".

وأضافت الوزارة أنه "بالنظر إلى التعرف على المريض عليه بسرعة وكذلك جميع ركاب الحافلة التي أتت من بوتيمبو، فإن خطر انتشار المرض في مدينة غوما منخفض". وقالت الوزارة إن الركاب الآخرين البالغ عددهم 18 والسائق سيحصلون الاثنين على اللقاح المضاد لإيبولا، وحثت الأهالي على "التزام الهدوء".

مع ذلك، خلال نهاية الأسبوع، قُتل ناشطان في حملة التوعية بفيروس إيبولا في منزلهما في مقاطعة كيفو الشمالية، حيث يشكك السكان بنوايا مقدمي الرعاية الصحية الأجانب. وقالت وزارة الصحة إن الزوجين قتلا بعد شهور من التهديدات.

وتعقد الأمم المتحدة اجتماعاً على "مستوى رفيع" في جنيف الاثنين لمناقشة الاستجابة والتأهب في مواجهة تفشي فيروس إيبولا بحضور وزراء من جمهورية الكونغو الديمقراطية وبريطانيا ومسؤولين في البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى.

هجمات الميليشيات&

حصل العاملون الصحيون في غوما وهي عاصمة مقاطعة كيفو الشمالية على لقاحات مضادة لفيروس إيبولا في وقت مبكر من شهر كانون الأول/ديسمبر عندما سجلت أولى الحالات في بوتيمبو على بعد حوالي 300 كيلومتر شمالًا. وتفصل بين المدينتين طرق سيئة تسيطر عليها الجماعات المسلحة.&

وأفادت آخر حصيلة لوزارة الصحة السبت أن إيبولا قتل 1655 شخصًا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، إحدى أكبر دول إفريقيا.

وأضافت أنه أمكن علاج ما يقرب من 700 شخص وحصل نحو 160 ألفاً على لقاح ضد هذه الحمى النزفية شديدة العدوى. وكانت منظمة الصحة العالمية تأمل في أن تتمكن من احتواء موجة الوباء الأخيرة، وذلك جزئياً بفضل التوصل إلى لقاح جديد.

وفي الشهر الماضي، قالت منظمة الصحة العالمية إن تفشي المرض لم يكن بمثابة تهديد دولي، حتى بعد سفر أسرة مصابة إلى أوغندا المجاورة. ولقد أعاقت الجهود المبذولة للتصدي لهذه الأزمة هجمات المليشيات على مراكز العلاج حيث تعرض موظفوها للقتل، بالإضافة إلى العداء الذي تعاني منه الفرق الطبية من قبل السكان بتحريض من السياسيين المحليين.

وقد أدى انعدام الأمن في المنطقة المضطربة، بما في ذلك انتشار مجموعات مختلفة من المتمردين في مقاطعتي إيتوري وكيفو الشمالية، إلى صعوبة وصول العاملين الصحيين إلى الأشخاص الذين ربما تعرضوا للفيروس.

ينتشر المرض عندما يلمس الإنسان الدم أو سوائل الجسم أو إفرازات أو أعضاء الشخص المصاب أو الأشياء الملوثة بهذه السوائل.& وهذه الموجة من الوباء هي العاشرة في جمهورية الكونغو الديموقراطية منذ 40 عامًا، وهي تمثل تهديداً لكافة دول المنطقة وضعتها في حالة تأهب.

وهي الثانية في الخطورة من حيث عدد الوفيات على مستوى العالم بعد الوباء الذي ضرب غرب إفريقيا في 2014-2016 وأسفر عن مقتل أكثر من 11300 شخص.
&