واشنطن: خرجت صحيفة "يو اس ايه توداي" الاميركية الجمعة عن التقليد الذي تتبعه منذ تأسيسها بعدم اخذ موقف في السباق الى البيت الابيض، ودعت الناخبين الى "عدم الانجرار وراء ديماغوجي خطير" والى رفض الجمهوري دونالد ترامب.

لكنها لم تقدم في المقابل دعمها للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون لان هيئة التحرير لم تصل الى اجماع حول ذلك.

وكتبت الصحيفة متوجهة الى الناخبين "اذهبوا للتصويت، لكن بكل بساطة ليس لدونالد ترامب"، مضيفة "ليس مهما ما ستفعلون، المهم الا تنجروا وراء ديماغوجي خطير".

و"يو اس ايه توداي" التي تعد بين الصحف الاوسع انتشارا في الولايات المتحدة لم تعبر عن موقف من الانتخابات الرئاسية طوال 34 عاما منذ تأسيسها.

وقالت هيئة التحرير في نص ارفق بافتتاحية تحمل عنوان "لا تصوتوا لترامب"، "في الماضي لم نجد ما يبرر تغيير مقاربتنا"، في حين ان الوضع بات مختلفا اليوم.

واضافت الافتتاحية "بحسب اجماع هيئة التحرير، فان (الملياردير) غير مؤهل للرئاسة".

وكتبت الصحيفة "منذ اليوم الذي اعلن فيه ترشيحه قبل 15 شهرا وحتى اول مناظرة رئاسية هذا الاسبوع، اظهر ترامب عدة مرات انه لا يتمتع بالاطباع الهادئة ولا بالمعرفة او النزاهة التي تحتاجها الولايات المتحدة لدى رؤسائها".

وبحسب الصحيفة فان ترامب "متقلب وغير مؤهل لكي يكون قائدا اعلى" للقوات المسلحة كما انه "كاذب". بالاضافة الى ذلك، انه "يتكلم بدون تفكير ويعتمد الافكار المسبقة" وقد اضفى طابعا فظا على الحوار الوطني ولم يكن صريحا مع الناخبين في عدة قضايا مثل بيانات ضرائبه، ورفض الملياردير الاميركي حتى الان تقديم بيانات ضرائبه كما يفعل المرشحون، بحجة انه يخضع لتدقيق حسابات من اجهزة الضرائب الاميركية.

غير مؤهل للرئاسة

وعلى الرغم من أن صحيفة “يو أس اي توداي” لم تدعم أي مرشح انتخابي منذ إطلاقها عام 1982، إلا أنها اعلنت اليوم أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب "غير مؤهل للرئاسة”، وبررت الصحيفة موقفها أنه رغم وقوفها على الحياد في كل مناسبة انتخابية، وجد مجلس تحريرها أن ترامب طوال حملته "أثبت افتقاده للهدوء، والمعرفة، والثبات، والصدق".

وانتقد محررو الصحيفة عدم تنفيذ ترامب للالتزامات التي اعتاد مرشحو الرئاسة منذ الحرب العالمية الثانية التأكيد عليها، ومنها "دعم الحلفاء بالناتو، والمعارضة القوية للعدوان الروسي".

وأشارت الصحيفة أيضا إلى "قلقها" من "إعجاب" ملياردير العقارات "بقيادات سلطوية"، في إشارة إلى التصريحات الإيجابية التي تحدث فيها عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

كما وانتقد المحررون بعض مواقفه التي "لا يمكن تجاهلها" تجاه المكسيكيين والمسلمين، إضافة إلى مسؤوليته عن إشاعات متعلقة بمكان ولادة الرئيس باراك أوباما، ورفضه لإعلان عوائده الضريبية، وفقا لما جاء في الصحيفة، وأكدت أيضا أن هذا الموقف التحريري "لا يمثّل دعما لهيلاري كلينتون"، موضحة أن المحررين غير متفقين بشأن دعمها.

ونصحت الصحيفة الناخبين الأميركيين بالتصويت "وفقا لضمائرهم"، وهو ما يعني التصويت لكلينتون، أو لمرشح ثالث.