«إيلاف» من واشنطن: قال مساعدون كبار للرئيس الأميركي دونالد ترمب أنهم يعاملونه "كطفل"، فيلجأون إلى عدم مناقشة بعض قراراته "المتهورة" مثل إلغاء الاتفاقيات التجارية مع الصين والمكسيك وكندا ويؤيدونها، لكنهم لا ينفذونها "على أمل أن يغير رأيه في اليوم التالي".

ورصدت مجلة نيوزويك الأميركية الثلاثاء، ما نشرته وسائل إعلام أميركية بينها صحيفة الواشنطن بوست ورويترز ومجلة بولتيكو خلال الفترة الماضية نقلاً عن مسؤولين كبار في البيت الأبيض، قولهم إنهم يحاولون السيطرة على ترمب ورصد تحركاته في الجناح الغربي، بالضبط كما تفعل جليسة الأطفال.

فالرئيس المدمن على مشاهدة التلفاز، وخصوصاً البرامج التي تنتقده، يتأثر كثيرا بما يسمع ويتخذ قرارات متسرعة بخصوص قضايا معقدة ابتداءً بالحرب الجارية في سوريا مروراً بإيران وليس انتهاءً بكوريا الشمالية.

واضطر مجلس الأمن القومي إلى ابتكار أساليب لدفع الرئيس لقراءة التقارير التي ترفع إليه، ومنها "حشر اسمه في فقرات هذه التقارير، والحرص على أن تحوي خرائط ورسومات" لعلمهم أن هذه الأشياء تزيد الفضول لدى ترمب.

كما يضطر هؤلاء إلى استخدام سياسة "الإلهاء" لإبعاد ترمب عن التغريد عبر موقع تويتر، فمثلاً اضطروا إلى إشغال جدول الرئيس في اليوم الذي أدلى به رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي بشهادته أمام الكونغرس الصيف الماضي.

وفي حالات كثيرة، حينما يفشل مساعدو ترمب في ثنيه عن اتخاذ قرارات متهورة، يضطرون إلى الاستعانة بشخصيات من خارج البيت الأبيض تحظى بإحترام الرئيس بعضهم لا يحمل أي صفة رسمية لإقناعه بالتراجع.

ونقلت بولتيكو عن مصدر قوله إنه تدخل على الأقل خمس مرات بطلب من مساعدي الرئيس، لثنيه عن اصدار قرارات تتعلق بقضايا مختلفة.

ومن الشخصيات التي استعان بها البيت الأبيض رجال الأعمال ستيفن شوارزمان و توم باراك وريتشارد ليفراك، إضافة إلى شخصيات سياسية أخرى مثل حاكم ولاية نيو جيرسي كريس كريستي. 

وكان من هذه الشخصيات السيناتور الجمهوري بوب كوكرك الذي يخوض حرباً كلامية عبر وسائل الإعلام مع ترمب منذ الأسبوع الماضي، حيث قال إن البيت الأبيض تحول بعد وصول الأخير إلى مركز لرعاية "الكبار"، في إشارة إلى أن مساعدي الرئيس يعاملونه كالطفل للحد من سلوكه الذي يوصف بالمتهور.

وذكرت بولتيكو التي قالت إنها اعتمدت في تقريرها على عشرة مصادر من داخل البيت الأبيض، بعضهم مسؤولون كبار وأصدقاء لترمب قولهم إن كوكرك كان يتصل بمسؤولين في الإدارة مثل وزيري الخارجية والدفاع قبل أن يتدخل لإقناع ترمب بالتراجع عن بعض قراراته، وفي إحدى المرات شارك عبر الهاتف باجتماع في المكتب البيضاوي بحضور ترمب وبعض مستشاريه.

وذكرت أن الجنرال جون كيلي رئيس موظفي البيت الأبيض، اضطر بعد توليه منصبه في يوليو الماضي، إلى حجب بعض المعلومات عن ترمب، خشية ردة فعل هذا الأخير.

ونقلت عن مصادر لم تسمها أنهم سمعوا كيلي يقول "إنني لا استطيع السيطرة على ترمب، لكن استطيع ان أحدد ما يصل إلى طاولته".