«إيلاف» من لندن: إعتبرت غالبية من قراء «إيلاف» المشاركين في استفتائها الاسبوعي، ادراج الكونغرس الاميركي لبعض تشكيلات الحشد الشعبي في العراق على قائمة الارهاب الاميركية أمرا جيدا، فيما عارضته اقلية اشارت الى انه ظالم.

فقد وجهت «إيلاف» سؤالاً الى قرائها حول ما اذا كان قرار منتظر يعدّ له الكونغرس "لوضع ميليشات من الحشد الشعبي العراقي في قائمة الارهاب الأميركية" جيدًا ام ظالمًا، حيث شارك فيه 2829 قارئاً، رأت غالبية منهم، بلغ عددها 2212 مشاركًا، بلغت نسبتهم 78 بالمائة من المجموع الكلي للمدلين بأصواتهم، أنه قرار جيد.

وجاء طرح السؤال في وقت صنف الكونغرس الأميركي ميليشيا «النجباء» أحد فصائل الحشد الشعبي العراقي جماعة إرهابية على الرئيس تطبيق حظرها والشخصيات الأجنبية المسؤولة أو المرتبطة بها خلال فترة لا تزيد عن 90 يوماً. وقال الكونغرس على موقعه الالكتروني انه اعد مشروع قانون "يقضي بالحظر على عملاء إيران في المنطقة خلال عام 2017 "، وتم تسليم مسودته إلى اللجان المختصة في الكونغرس ومجلس الشيوخ الأميركيين للبت فيه.

مؤيدون للقرار: جيد

وقد اعتبرت غالبية القراء المشاركين في الاستفتاء قرار الكونغرس جيداً انطلاقا على ما يبدو من سببين الاول ان الكونغرس لا يتجه لوضع جميع فصائل الحشد الشعبي المشاركة في القتال ضد تنظيم داعش، وقدمت تضحيات كبيرة لأجل ذلك على قائمته للارهاب، والثاني ان هذا الاتجاه قد يحد من الانتهاكات التي تنسب لبعض فصائل الحشد وتمنع الاخرى من اي تجاوزات.

وطالما وجهت قوى سنية وكردية عراقية للحشد اتهامات بإنتهاكات طائفية وعرقية خلال عمليات تحرير المدن من سيطرة تنظيم داعش او عند مشاركتها في انتزاع المناطق الشمالية المتنازع عليها وفي مقدمتها كركوك من قوات البيشمركة الكردية.

ومن الواضح ان تأييد القرار من قبل هذه المجموعة من القراء يأتي ايضًا من انتقادات اخرى وجهها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لفصائل في الحشد وصفها بالوقحة وطالب بمعاقبتها، وكذلك اقرار رئيس الوزراء حيدر العبادي بتجاوزات للبعض في الحشد، اضافة الى الدوافع التي اوضحها الكونغرس لقراره، وقال فيها "ثبت للكونغرس من خلال دراساته وتحرياته أن التدريب والميزانية والتسليح الذي تحصل عليه قوات النجباء يتم تأمينها من قبل فيلق القدس والحرس الثوري الإيراني ويؤدي حزب الله اللبناني مهمة الاستشارة والتدريب لها كما ان النجباء أوفدت مقاتلين إلى سوريا للدفاع عن نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، ومن ضمن العمليات التي قامت بها في سوريا محاصرة مدينة حلب السورية".

ان موقف القراء هذا بتأييد توجه الكونغرس نابع ايضًا من كونه لا يشمل جميع فصائل الحشد الشعبي وانما يستهدف فصيلاً واحدًا في الوقت الحاضر، لان الكثير من العراقيين يرون ان هناك فصائل عدة التزمت بالضبط العسكري وابتعدت عن أي تجاوزات وكان هدفها الاول القضاء على داعش وتحرير المدن والمناطق العراقية من سيطرته.

وكان عشرات الآلاف من العراقيين قد لبوا دعوة المرجع الشيعي الاعلى في البلاد آية الله السيد علي السيستاني لحمل السلاح صيف 2014 بعدما سيطر تنظيم داعش على ثلث أراضي العراق، وهدد بالسيطرة على مدينتي كربلاء والنجف المقدستين لدى الشيعة وشكلوا قوات الحشد الشعبي التي جرى إعلانها في ما بعد جزءًا من جهاز الأمن العراقي.

ويحصل أفراد الحشد الشعبي على رواتب من الحكومة ويتبعون رسميًا رئيس الوزراء لكن بعض الساسة العرب السنة والأكراد يصفون هذه الفصائل المسلحة بأنها فرع فعلي للحرس الثوري الإيراني.

معارضون : قرار ظالم

وعلى العكس من ذلك، اعتبرت قلة من المشاركين في الاستفتاء بلغ عدد افرادها 617 قارئًا، بلغت نسبتهم 22 بالمائة من المجموع الكلي للمشاركين، ان قرار الكونغرس ظالم وهو موقف متعاطف مع مليشيا "النجباء" ومتأثر بطروحاتها في معارضة القرار الاميركي والدفاع عن دورها في مواجهة ما تقول انه المشروع الاميركي الاسرائيلي لتقسيم المنطقة.

فقد رفضت "النجباء" التوجه الاميركي لاعلانها ارهابية، وقالت انه في "خضم الحملة المحمومة لاسرائيل واميركا لتصفية القوى المقاومة للهيمنة والفساد وارهابهم وقمعهم للشعوب ودعمهم لانظمة دكتاتورية، جاء مشروع الولايات المتحدة عبر سلطتها التشريعية (الكونغرس) لتجريم حركة النجباء لدورها البطولي والإنساني والمشرف في العراق، حيث مقاومة الاحتلال الاميركي ومن بعدها مجاميعه الداعشية التي تخوض حرباً بالوكالة عن الكيان الصهيوني واميركا وكذلك في سوريا في القضاء على نفوذ عصابات داعش وجبهة النصرة وباقي الفصائل الوهابية الارهابية المدعومة من قبل اميركا واسرائيل وحلفائهم، مما زاد من قوة الحركة وزاد من دائرة نفوذها وتأثيرها".

يذكر ان مليشيا النجباء تبرر قتالها في سوريا الى جانب قوات نظام الرئيس بشار الاسد بحسب المعاون العسكري فيها نصر الشمري لتحقيق ثلاثة اهداف "مهمة واستراتيجية للغاية" هي : "الحفاظ على الدولة السورية واسقاط المشاريع الاميركية في تقسيم المنطقة، إضافة الى حماية المقدسات الدينية هناك"، على حد قوله .

وحركة النجباء التي تضم حوالي عشرة آلاف مقاتل هي واحدة من أهم الفصائل العراقية المسلحة، وعلى الرغم من أنها تتشكل من عراقيين، فإنها موالية لإيران وتساعد طهران على إيجاد طريق إمداد إلى دمشق عبر العراق.