«إيلاف» من نيويورك: يحبس العالم أنفاسه اليوم الاربعاء ترقبًا لما سيعلنه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، حول عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية ومستقبل مدينة القدس، بحيث تشير التوقعات الى انه سيعلن اعترافه بالاخيرة كعاصمة لإسرائيل وسينقل عاصمة واشنطن اليها.

وقالت وسائل اعلام عربية وغربية إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ابلغ كلاً من الرئيس الفلسطيني والعاهل الأردني بنيته نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس، وترافقت اتصالات ترمب مع تحذيرات عربية كبيرة من "التداعيات الخطيرة" لمثل هذا القرار.

تساؤلات كبيرة حول التوقيت

العاصمة الأميركية واشنطن تنتظر كلام الرئيس، وسط تساؤلات تدور حول ما سيتضمنه بيانه، فالثابت الوحيد ان دائرة العارفين بما سيدلي به حرفياً تقتصر على عدد محدود من كبار مسؤولي ادارته، ويأتي على رأسهم جاريد كوشنر، مبعوث ترمب الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط.

ورغم إعلانه اكثر من مرة ابان حملته الانتخابية عزمه نقل سفارة اميركا الى القدس بحال فوزه شأنه شأن العديد من المرشحين الرئاسيين، إلا ان اختيار التوقيت الحالي لاعلان قراره ترك تساؤلات كبيرة، خصوصًا ان جميع الرؤساء الاميركيين الذين سبقوه استفادوا من تضمين الكونغرس الأميركي الذي اقر وجوب الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل) لبند يتيح لهم تأجيل الاعتراف ونقل السفارة لمدة ستة أشهر لحماية "مصالح الأمن القومي".

سباق مع الزمن

وبات واضحًا ان الرئيس الأميركي يخوض سباقا مع الزمن، فهو يواجه مشكلة داخلية كبيرة بعد اقتراب روبرت مولر بتحقيقاته من عائلة الرئيس الأميركي الذي لا يقوى حتى اللحظة بظل الظروف الحالية على مواجهة المحقق الخاص وفريقه، وبالتالي فإنه ينظر الى موضوع القدس الحساس جدا من منظاره الخاص في لحظة مصيرية تتعلق برئاسته.

قلق من قضايا اخرى

قلق ترمب لا ينبع من تحقيقات مولر في التدخل الروسي بالانتخابات والتواطؤ بين الحملة ومسؤولين حكوميين في موسكو، بل من الصلاحيات غير المحدودة التي يمتلكها المحقق الخاص والتي تخوله فتح قضايا أخرى تعتبر بمثابة الخاصرة الرخوة للرئيس وافراد عائلته كالملف المالي، والجدير بالذكر ان مولر طلب من بنك دويتشه الالماني معلومات حول حسابات الرئيس وافراد عائلته المصرفية.

وارتفع منسوب قلق الرئيس اكثر بظل سقوط ادعاءات كبير محامي ترمب تي كوب، الذي اخبره بأن التحقيق سينتهي مع عيد الشكر دون ان يفضي الى أي شيء، فكانت النتيجة ان مولر استمال فلين مستشار الامن القومي السابق بواسطة صفقة معه من الممكن ان تحشر صهر ترمب، جاريد كوشنر في الزاوية، ثم ذهب خلف حسابات ترمب المصرفية، واشغل الرئيس بملف عرقلة العدالة حيث قدم ترمب نفسه خدمة للمحقق بعد تغريدته الشهيرة حول معرفته بكذب مايكل فلين على مكتب الاف بي أي، وربطها بطلبه السابق من جيمس كومي غض النظر عن ملف مستشار الامن القومي السابق.

طريق طرد مولر تمر من القدس

في المحصلة، يعمل الرئيس الأميركي حاليًا على تحقيق إنجازات سريعة تتوافق مع شعارات حملته الانتخابية بغية استمالة أوسع شريحة ممكنة من الشارع الأميركي، قبل ان يضرب الضربة التي يريدها، وجاءت البداية مع مشروع التخفيض الضريبي الذي عبر مجلسي الشيوخ والنواب، وسيذهب باتجاه الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وإعلان نقل السفارة اليها، مع ربط انجاز هذه القضية بأمور لوجيستية وقانونية، وانتظار فوز روي مور في انتخابات الاباما الأسبوع المقبل، ليبادر الى طرد روبرت مولر من منصبه متسلحًا بإنجازاته وانعكاساتها الإيجابية من جهة، وهفوات ارتكبها فريق التحقيق الخاص من جهة ثانية.