أحمد العياد من الرياض: حالة من الفرح يعيشها السعوديون بعد قرار عودة فتح صالات السينما من جديد. يرى كثيرون بينهم مخرجون سينمائيون وممثلون، أن هذه الخطوة طال انتظارها.

هناك عدة أفلام سعودية تشارك في مهرجان دبي السينمائي الدولي، إضافة إلى فوز المخرجة السينمائية السعودية هيفاء المنصور بجائزة "أي دبليو سي للمخرجين".

وتقول المخرجة السعودية المنصور، في تغريدة لها على "تويتر": "إنه يوم جميل في السعودية، حيث ستفتح صالات سينما عام 2018".

"وجدة"

كانت هيفاء المنصور أول مخرجة سعودية قدمت أول فيلم روائي طويل لها "وجدة" عام 2012، ونال الفيلم اهتمامًا دوليًا كبيرًا، لكونه أول فيلم سينمائي يُصوَّر بالكامل في العاصمة السعودية الرياض.

وكتب المخرج السعودي عبدالله آل عياف على تويتر: "صديق أرسل لي بوستر هذا الفيلم ـ السينما 500 كيلوـ باسما ! آن الأوان لنقول السينما 500 متر" . في إشارة إلى أن السعودي سابقا كان يضطر للسفر لمشاهدة فيلم سينمائي !

صالات السينما... انتشار وإيقاف

تغيب عن البعض معلومة وجود صالات السينما في وقت سابق في السعودية، فقد كانت تنتشر في عدد من مدن السعودية مثل الدمام والرياض وجدة، فكان الموظفون الغربيون في شركة أرامكو أول من أدخل السينما في مجمعاتهم السينمائية الخاصة بهم في فترة الثلاثينات.

وفي فترة السبعينات، أصبحت مشاهدة الأفلام متاحة للمواطنين السعوديين، فقد انتشرت الصالات السينمائية خلال السبعينات، فكانت أحدث الأفلام تعرض في هذه الصالات والتي كانت متواجدة في الأندية الرياضية مثل الهلال والنصر والقادسية أو تعرض في الهواء الطلق.

ينسب البعض توقف عرض صالات السينما إلى "حركة جهيمان"، إضافة إلى ثورة الخميني عام 1979، والتي نتج عنها ما يسمى بحركة "الصحوة"، فقامت الحكومة السعودية بإغلاق دور العرض السينمائية المتاحة للمواطنين في محاولة منها لإحتواء غضب التيار الإسلامي السعودي بعد أحداث إحتلال الحرم المكي.

الانترنت ... نافذة السعوديين للسينما

عدم وجود صالات سينما لم يوقف السعوديين عن الاهتمام بالسينما والأفلام والقراءة عنها وقراءة تحليلاتها.

نتج عن ذلك تأسيس عدة مواقع سينمائية سعودية، كالموقع الشهير (سينما) الذي كان قد بدأ كموقع بسيط حول الأفلام الأميركية باسم (استراحة) ثم (موقع الأفلام العربي) والذي أسسه الشاب السعودي هاني السلطان، حتى اشتهر فيما بعد باسم (سينماك) مع بداية الألفية وليصبح الكثير من أعضائه من أبرز شباب السينما السعوديين في مجالات الاخراج والسيناريست والكتابة الصحفية وصناعة الافلام بشكل عام، إضافة إلى تواجد أكثر من رابطة للسنيمائيين السعوديين، ومن أشهرها وأقدمها رابطة "تلاشي" التي تضم عدداً من السينمائيين السعوديين مثل الكاتب السعودي فهد الاسطا.

ممثل سعودي في هوليوود

يعتبر خليل الرواف أول ممثل عربي في هوليوود حيث مثل في فيلم I cover the war مع الممثل جون وأين عام 1937، وكان فيلم "الذباب" أول فيلم سينمائي سعودي حيث أنتج عام 1950.

ويعتبر فيلما "وجده" 2012 وفيلم "بركة يقابل بركة" أهم فيلمين سعوديين حققا نجاحات في المهرجانات الدولية، ففيلم "وجدة" حصل على 3 جوائز عالمية أثناء عرضه في مهرجان البندقية السينمائي التاسع والستين: "الاتحاد الدولي لفن السينما، إنتر فيلم، وسينما فناير".

هيفاء المنصور

وحصلت مخرجة الفيلم هيفاء المنصور على جائزة المهر الذهبي لأفضل فيلم روائي عربي في مهرجان دبي السينمائي الدولي.

ووقع الاختيار على "وجدة" ليكون ضمن الأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم بلغة أجنبية عام 2013، وهو أول فيلم سعودي يصل إلى هذه المرحلة المتقدمة من العالمية.

أما فيلم "بركة يقابل بركة"، فقد حصد عدة جوائز منها جائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان الفيلم العربي في روتردام، بدورته الخامسة.

كما حصد الفيلم جائزة "PRIZE WINNER FORUM 2016" بمهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الـ66، مناصفة مع فيلم "Les Sauteurs".

واُختير الفيلم لتمثيل المملكة السعودية في جوائز الأوسكار لفئة أفضل فيلم أجنبي، وأيضًا للمنافسة ضمن العروض الخاصة بالدورة الـ41 من مهرجان تورنتو السينمائي الدولي. 

اتفاقية مع أكبر مشغل لدور السينما في العالم

قال صندوق الاستثمارات العامة في السعودية إنه يخطط للدخول في مشروع سينمائي مع شركة "إيه.إم.سي انترتينمنت" القابضة المشغلة لدور السينما ومقرها الولايات المتحدة، بعدما رفعت المملكة حظراً سارياً منذ أكثر من 35 عاماً على دور السينما.

وتعد "إيه.إم.سي" التي تملك العلامة التجارية "أوديون"، واحدة من أكبر شركات العرض السينمائي في العالم، إذ تدير نحو ألف دار عرض ونحو 11 ألف شاشة عرض في أنحاء العالم.

وتتطلع شركات أخرى متخصصة في تشغيل دور السينما إلى دخول السوق السعودية، حيث قالت شركة "ماجد الفطيم" المشغلة لمراكز التسوق ومقرها دبي، والتي تملك "فوكس سينما"، إنها تريد فتح أول دار عرض سينمائي في المملكة.

وذكرت الحكومة أنها تتوقع فتح ما يربو على 300 دار سينما تضم أكثر من ألفي شاشة عرض بحلول 2030.