عدن: أعلنت مصادر امنية وطبية مقتل 28 من المقاتلين الحوثيين في غارات شنها التحالف العسكري بقيادة السعودية الخميس والجمعة واستهدفت مواقع للمتمردين الشيعة جنوب مدينة الحديدة في غرب اليمن.

وأوضحت المصادر الأمنية المقربة من المتمردين لوكالة فرانس برس ان المواقع المستهدفة تقع في بلدات الجراحي وزبيد وحيس والدرهمي والتحيتا الخاضعة جميعها لسيطرة الحوثيين على بعد نحو 70 كلم جنوب مدينة الحديدة.

وأفادت المصادر الطبية في الحديدة من جهتها ان جثث 28 قتيلا من المتمردين قضوا في الغارات، و17 مقاتلا آخر اصيبوا في الغارات ذاتها، نقلوا يومي الخميس والجمعة الى مستشفيين في المدينة المطلة على البحر الاحمر.

ويشهد اليمن نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. 

وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وفي الرابع من كانون الاول/ديسمبر قُتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح على أيدي الحوثيين بعد أيام على انهيار التحالف معهم ما أدى الى اندلاع مواجهات دامية في صنعاء. كما قامت القوات الحكومية على اثر ذلك باطلاق حملة عسكرية عند الشريط الساحلي المطل على البحر الاحمر غربا.

وتمكنت هذه القوات من السيطرة على مدينة الخوخة الواقعة بين المخا، المدينة الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر والخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، والحديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين والتي تضم ميناء يشكل نقطة رئيسية لوصول المساعدات الانسانية.

وذكرت المصادر الأمنية ان مواجهات جديدة دارت الجمعة عند اطراف بلدتي حيس والتحيتا في محاولة جديدة من القوات الحكومية لاقتحامهما والتقدم نحو الحديدة.

وتسبب النزاع في اليمن بمقتل أكثر من 8750 شخصا منذ اذار/مارس 2015 واصابة عشرات الاف المدنيين والمقاتلين بجروح ونزوح مئات الالاف، بينما غرق البلد الفقير بأزمة غذائية وصحية كبرى.

وتوقعت المفوضية السامية للامم المتحدة لحقوق اللاجئين الجمعة موجات نزوح كبيرة من الحديدة والمناطق القريبة منها بسبب المعارك. وقالت في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه انها بدأت تقدم مساعدات طارئة لمئات العائلات التي نزحت من هذه المناطق في الأيام الاخيرة.

وأشارت الى ان الحصار المفروض على ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المتمردين، حال دون ادخال مساعدات جديدة يمكن ان تستفيد منها نحو 20 ألف عائلة، وان المفوضية اضطرت الى اعادة توجيه السفن التي تحمل هذه المساعدات الى مدينة عدن الجنوبية، العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها.