اتهمت مجموعة من العلماء الروس رئيس جهاز الأمن الروسي بمحاولة تبرير حملات التطهير الجماعية التي قام بها الزعيم الراحل للاتحاد السوفيتي، جوزيف ستالين.

ودق أكثر من ثلاثين عالما روسيا ناقوس الخطر، قائلين إن محاولات ألكسندر بورتنيكوف الذي يرأس جهاز الأمن، وحل محل جهاز "كي جي بي" المثير للرعب، تضفي الشرعية على حملات التطهير الجماعية فيما عرف بالرعب العظيم.

وقال بورتنيكوف في مقابلة في الآونة الأخيرة بمناسبة تخليد الذكرى المئة لإنشاء جهاز الشرطة السرية "تشيكا" السيئ الذكر الذي أنشئ لمكافحة معارضي الحكم البولشفي إن أفراد الجهاز اضطروا لمكافحة المتآمرين والمخربين الحقيقيين علما بأن الكثير منهم وجدوا أنفسهم ضحايا حملات التطهير.

وأضاف رئيس جهاز الأمن إن "الأرشيف في جزء مهم منه أظهر حالات جنائية خلال هذه المدة وهناك جانب موضوعي في الأمر".

ومضى قائلا إنه "لا يرغب في تبرئة أحد" مشيرا إلى أن هناك "صلات بين المتآمرين الانقلابيين والوكالات الأمنية الخارجية".

وفي رسالة مفتوحة، تساءل العلماء لماذا تقاعس عن ذكر ملايين الأشخاص الضحايا بمن فيهم العلماء، والمهندسون، والفنانون الذين تعرضوا للاعتقال ومن ثم الإعدام تحت حكم ستالين.

وتساءلت الرسالة المفتوحة إن كان هذا حنينا إلى أوقات مضت أو أنه دعاية لمذهب جديد؟

ستالين
EPA/SERGEI ILNITSKY
ستالين

وقال العلماء الروس إن "حملات التطهير رافقتها أحكام خاطئة، وتعذيب، وإعدامات لمئات الالاف من المواطنين الأبرياء".

وتشير تقديرات المؤرخين إلى أن نحو مليون شخص لقوا حتفهم في حملات التطهير التي نفذها ستالين في الثلاثينات من القرن العشرين من مجموع نحو 20 مليون شخص ماتوا خلال حكمه الذي استمر ثلاثة عقود حتى وفاته في عام 1953.

ومنذ أن أصبح الضابط السابق في جهاز كي جي بي، فلاديمر بوتين، رئيسا لروسيا في عام 2000، سعت السلطات الروسية إلى إعطاء نظرة إيجابية بشأن الماضي السوفيتي بما في ذلك الدور الذي اضطلع بع ستالين، لكن تصريحات بورتنيكوف تبدو وكأنها تحتفي بهذا التاريخ وهي خطوة جديدة في هذا الاتجاه.

ويسعى بوتين لولاية رئاسية رابعة في الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس/آذار المقبل في خطوة يُتوقع أن تمدد حكمه حتى عام 2024 وتعزز وضعه بوصفه أكثر زعيم لروسيا بقاء في الحكم منذ منذ ستالين.

بوتين
AFP
بوتين