بهية مارديني: قتلت قوات النظام السوري أحد أطباء الغوطة الشرقية، بعد توجهه إلى مراكز الإيواء التي أقامتها حكومة النظام السوري، خلال الحملة العسكرية الروسية مؤخرا.

وأكدت شبكة "ممارسات الأسد في المناطق المهجَّرة" أن اسم الطبيب هو "معتز حتيتاني البالغ من العمر 60 عاماً، وهو من أبناء بلدة المليحة قرب دمشق".&

وقال ناشطون لـ"إيلاف" إن&قوات النظام السوري "قتلت العميد الطبيب معتز حتيتاني، بعد اعتقاله في أحد مراكز الإيواء التي خرج إليها أهالي الغوطة الشرقية، والتي شهدت توقيع اتفاقيات تسوية قسرية في مارس&الماضي".

وكان حتيتاني قد خرج عبر "المعابر الآمنة" التي أعلنت عنها روسيا بالتعاون مع قوات النظام في محيط الغوطة الشرقية إبان الحملة العسكرية عليها، برفقة العديد من العاملين في المنظمات الطبية والتعليمية والإغاثية.

وأوضح ناشطون أن الطبيب اعتقلته أجهزة المخابرات السورية من مركز الإيواء ونقلته إلى أحد مراكز الاعتقال ثم تمت تصفيته هناك، وذلك على الرغم من تعهد روسيا وقوات النظام بعدم التعرض للخارجين من الغوطة أو ملاحقتهم أمنيًا.

وشدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، على عدم وجود أي بيئة آمنة في سوريا بوجود "نظام الأسد وأجهزة المخابرات والأمن، والميليشيات الإيرانية الإرهابية، الذين ارتكبوا أفظع الجرائم بحق المدنيين على مدى أكثر من سبعة أعوام".

وكان معتز حتيتاني أعلن انشقاقه العام 2013 عن قوات النظام السوري، حيث كان طبيب قلب وهو برتبة عميد، ومن مواليد مدينة "المليحة" بريف دمشق عام 1962، وبقي في الغوطة الشرقية وشارك في تأسيس عدد من الهيئات المدنية هناك، وكان الطبيب يشغل منصب عضو المجلس العسكري لدمشق وريفها، إضافة لكونه أحد الكوادر الطبية في الغوطة خلال الحصار.

وأشار ناشطون إلى أن الفترة الأخيرة شهدت عمليات اعتقال وانتقام واسعة بحق سكان الغوطة، معظمهم من الشباب بهدف اقتيادهم إلى الخدمة العسكرية، إضافة إلى فتح تحقيقات أخرى بحق العاملين السابقين في مؤسسات الثورة. وتعرض الطبيب للاعتقال بعد خروجه من مراكز الإيواء، ليتبع ذلك نبأ تصفيته على يد استخبارات النظام. فيما لا يزال مصير العشرات ممن توجهوا نحو مراكز الإيواء خلال الحملة العسكرية على الغوطة، مجهولاً، ووفقاً للشبكة التي أوردت الخبر ، فإن "العديد منهم تم اقتيادهم لمراكز التدريب تمهيداً لزجّهم في المعارك".

يذكر أن النظام السوري استخدم العديد من الأطباء الذين رفضوا الخروج من الغوطة الشرقية والتوجه إلى الشمال، في تقديم شهادات مزورة أمام الأمم المتحدة، حول عدم استخدام النظام للسلاح الكيميائي خلال عملياته في العسكرية.

وكان الطبيب نبيل الدعاس، قد توفي في الغوطة أيضا متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال الاشتباكات بين&الفصائل العسكرية في مدينة دوما بريف دمشق العام الجاري ، ما قبل التهجير وخلال اندلاع المعارك بين الفصائل المعارضة ولطالما كان الأطباء من يدفعون الثمن على أكثر من صعيد.

وكانت رصاصة "طائشة" استقرت في رأس الطبيب "الدعاس" خلال الاشتباكات بين "جيش الإسلام" من جهة، و"فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" من جهة ثانية في مدينة دوما، ودخل الطبيب المصاب في غيبوبة استمرت إلى غاية الإعلان عن وفاته عبر مآذن المساجد في المدينة.

الطبيب "الدعاس" من مواليد 1977، يعتبر من أبرز الأطباء في مدينة دوما، يحمل شهادة ماجستير في الطب النسائي، وهو عضو في الهيئة التدريسية في كلية الطب بجامعة حلب في المناطق المحررة.