نصر المجالي: أعلن الأردن أن أعضاء "الخلية الارهابية" الذين قتل واعتقل عدد منهم في مداهمة السبت في السلط شمال غرب عمان ليسوا تنظيما لكنهم "يحملون الفكر التكفيري ويؤيدون تنظيم داعش وخططوا لعمليات إرهابية أخرى في المملكة".

وقام العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بزيارات لتقديم واجب العزاء بالضباط والجنود الذين لقوا مصرعهم خلال&المواجهة الأمنية مع الارهابيين في مدينة السلط، وعبر الملك عن فخره واعتزازه بتضحيات شهداء الوطن الذين سطروا أسمى معاني الشرف والبطولة في الدفاع عن ثرى الأردن وأمنه واستقراره.

وإلى ذلك، قال وزير الداخلية الأردني سمير مبيضين، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الاعلام الناطقة الرسمية وقادة الأجهزة الأمنية، إن "المداهمة الأمنية أحبطت مخططات أخرى لتنفيذ سلسلة عمليات إرهابية تستهدف محطات أمنية وتجمعات شعبية" وتم "ضبط مواد تدخل في صنع المتفجرات، عثر عليها في إحدى مناطق السلط" على بعد 30 كلم شمال غرب عمان.

وبحسب مبيضين، فإن العملية أسفرت عن مقتل ثلاثة من أفراد القوات المسلحة وعنصر من جهاز المخابرات. وقال وزير الداخلية بأن التحقيقات السرية الجارية حاليا مع العصابة الارهابية التي تم ضبطها في السلط، اوصلت الاجهزة الامنية الى عبوات ناسفة ومواد حامضية تم دفنها في احدى مناطق السلط وتم تفجيرها.

وكشف وزير الداخلية الأردني عن اعتقال عدد من الارهابيين ويتم التحقيق معهم حاليا، وتبين ان هناك مخططات اخرى لتنفيذ سلسلة من العمليات الارهابية لتجمعات شعبية ونقاط امنية ولن نعلنها حتى لا نثير الرعب.

وقال مبيضين إنه خلال 12 ساعة تم التوصل الى الارهابيين في مدينة السلط وجرى تنسيق عالي المستوى على مستوى الأجهزة الأمنية بعد تفجير الفحيص يوم الجمعة.

وأشار إلى إنه كان تحديد الموقع الذي حاول الارهابيون التحصن فيه، ووصلت القوة المشتركة للموقع في نقب الدبور وتم توجيه نداءات لهم لتسليم انفسهم الا انهم ابدوا مقاومة عنيفة.

شحنات مرعبة

من جهتها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الأردنية، وزيرة الدولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات خلال المؤتمر، إن "كمية المتفجرات التي تم ضبطها بعد العملية كانت كميات مرعبة وكان يمكن أن تحدث عددا كبيرا من الحوادث في المملكة".

وأكدت غنيمات أن من واجبها كوزيرة للاعلام تقديم المعلومة وان نبدد الاشاعات ونفندها، مشيرة إلى أن العناصر الارهابية لا تؤمن بالانسانية ونحن كاعلاميين جزء من معركة التنوير، والحكومة عليها&تطوير استراتيجية مكافحة التطرف.

وقالت: "معركتنا مع الارهاب مستمرة ومفتوحة وعملية السلط واحدة منها ونحن نخوضها كدولة". وتابعت: وعلينا كاعلاميين مجابهة الاخبار المغلوطة لانها تربك الرأي العام وتشغل الاجهزة، وعلينا دور في التصدي للمعلومات غير الانسانية لانها ليست سبقا صحفيا بل هي تكسير لقيمنا
واضافت وزيرة الدولة للاعلام: سمعنا الكثير من الاشاعات والاخبار المغلوطة وتسريبات لا انسانية من نشر صور واسماء الشهداء ومعلومات تضر بسير التحقيقات.&

فكر داعش

وخلال المؤتمر الصحفي، قال مدير عام قوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة إنه "بحسب التحقيقات فإن الخلية نشأت حديثا واتبعت الفكر التكفيري مؤخرا ولا نملك معلومات كثيرة عنها"، مشيرا الى ان المنتسبين حديثا لهذا الفكر هم "أكثر اندفاعا ومتسرعون أكثر لتنفيذ عمليات".

قال الحواتمة إن العملية لم تكن سهلة، مؤكدا أن الارهابيين&كان هدفهم القوة الامنية لذلك تم تفخيخ الجزء الثاني من المبنى وحالة المصابين لم تسمح باكمالهم العملية، مشيرا الى ان عملية السلط من أسرع عمليات مكافحة الإرهاب في العالم.

وأوضح أن سبب الاستعجال في اقتحام المبنى في السلط كان منع جريمة كبرى بحق الاردن، أيا كان الثمن، وكان في الاعتبار ان لا تقع هناك اصابات بين المدنيين. وأكد الحواتمة أن مبنى السلط تم تفخيخه من قبل الارهابيين وقاموا بتفجيره، مما ادى الى استشهاد 4 من القوة الامنية، واصابة 10 آخرين.

واشار الى ان عامل الوقت كان مهما جدا في عملية المداهمة وتبين أن اتباع الخلية في مناطق أخرى كانوا سيقومون بعمليات إرهابية لذلك تمت مداهمتهم بأسرع وقت.
وعن حادثة الفحيص يوم الجمعة، قال الحواتمة إن البيان الاولي والحديث عن انفجار قنبلة غاز بالخطأ لم يصدر من قوات الدرك بل عن جهات غير مخولة بالتصريح بهذا الشأن، مؤكدا أن الدرك انتهج المهنية وانتظر نتائج التحقيق قبل الاعلان.

وتحدث مدير الامن العام اللواء فاضي الحمود عن التنسيق الذي جرى بين جهاز الامن العام والاجهزة والقوة الامنية، واهمية التعامل مع المواطنين في مثل هذه الحالات.
وأكد اللواء الحمود أن الشائعات لم تؤثر على القوة الامنية خلال اداء الواجب، ولكنها أربكت المواطنين.

4 قتلى&

يذكر أن السلطات الأردنية، اعلنت يوم الاحد مقتل أربعة من الجيش والامن والمخابرات العامة وجرح 10 آخرين، فضلا عن مقتل ثلاثة "إرهابيين" خلال مداهمة مبنى في السلط تحصنت بداخله "خلية إرهابية" يشتبه بتورطها في انفجار عبوة ناسفة الجمعة وضعت أسفل سيارة دورية أمنية في منطقة الفحيص التي تبعد 12 كلم غرب عمان. كما اعتقل خمسة أشخاص خلال المداهمة.

وأدى الهجوم على الدورية المكلفة حماية مهرجان الفحيص الفني الجمعة إلى مقتل رجل أمن وجرح ستة آخرين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه لحد الان.

وتستخدم السلطات الأردنية، بشكل عام صفة "الإرهابيين" للحديث عن الجهاديين الذين نفذوا عددًا من الهجمات في الأردن. وقد شهدت المملكة منذ 2016 أربعة اعتداءات أدت الى سقوط عدد من عناصر الاجهزة الامنية وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية اثنين منها.