إيلاف من نيويورك: أصدر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب قراره بخصوص الغاء التصريح الأمني للمدير السابق للاستخبارات المركزية، جون برينان، ومشى، لكن الانتقادات العنيفة لخطوة الرئيس لم تنتهِ بعد.

وخلّف قرار ترمب تداعيات كبيرة على الساحة السياسية الأميركية، فإنقسم الجمهوريون بين مؤيد له ومُعارض، بينما ندد جميع أعضاء مجلس الشيوخ والنواب من الحزب الديمقراطي بالقرار باعتباره رسالة تهديد الى معارضي الرئيس الأميركي.

لا تفعلها في المستقبل

كما لاقى قرار ترمب معارضة شديدة من قبل عدد من القادة السابقين لأجهزة الاستخبارات الأميركية، حيث كشفت بوليتيكو عن رسالة بعث بها اثنا عشر مسؤولاً استخباراتيًا سابقًا للبيت الأبيض، نددوا خلالها بإلغاء تصريح جون برينان الأمني، ووصفوا قرار ترمب بأنه محاولة فاضحة تهدف الى كبح انتقادات برينان له، وغير مناسب على الاطلاق، وطالبوه بعدم اتخاذ قرار مماثل في المستقبل.

تلميحات ترمب غير صحيحة

وقال المسؤولون الذين اداروا وكالة الاستخبارات المركزية في السنوات الماضية، "إن التصاريح الأمنية يجب أن تستند إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي وليس بآراء سياسية"، معتبرين ان "التلميحات والادعاءات بارتكاب برينان لمخالفات اثناء وجوده في المنصب لا أساس لها من الصحة".

وأكد قادة الاستخبارات، "ان تحرك الرئيس حيال جون برينان والتهديد باتخاذ إجراءات مماثلة ضد مسؤولين سابقين آخرين لا علاقة له بمن يجب ان يحمل او لا يحمل تصاريح أمنية"، ولفتوا، "ان التصاريح الأمنية لم تُستخدم من قبل كأداة سياسية كما حدث في حالة المدير السابق للسي أي آي".

ترمب أصبح أكثر تهورًا

برينان الذي فقد تصريحه الأمني، كتب مقالة رأي في صحيفة نيويورك تايمز، ربط بين الغاء تصريحه الأمني، وتدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مشيرا "الى ان ترمب اصبح اكثر تهورا من اجل حماية نفسه وهؤلاء المقربين&منه، ولهذا فإن قراره بإلغاء التصريح الأمني يأتي لدوافع سياسية، ومحاولة لإسكات آخرين قد يجرؤون&على تحديه.

الأمر الأكثر أهمية

واعتبر ان الامر الأكثر أهمية الآن هو السماح للمحقق الخاص روبرت مولر وفريقه بإكمال عملهم دون تدخل - من السيد ترمب أو أي شخص آخر - حتى يتمكن جميع الأميركيين من الحصول على الإجابات التي يستحقونها بحق.

رسالة قائد عملية تصفية بن لان

وعبر صحيفة واشنطن بوست، وجه الأدميرال البحري وليام إتش. ماكرايفن ، القائد السابق للعمليات الخاصة الأميركية المشتركة، والذي أشرف على عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وجه رسالة الى الرئيس الأميركي دونالد ترمب على خلفية الغاء تصريح برينان الأمني.

إشادة بمدير الاستخبارات السابق

وكتب ماكرايفن يقول، "المدير السابق لوكالة الإستخبارات المركزية الأميركية جون برينان ، الذي تم الغاء تصريحه الأمني، هو واحد من أرفع الموظفين الحكوميين الذين عرفتهم على الإطلاق"، وأضاف، "عدد قليل من الأميركيين قدم اكثر من جون لحماية هذا&البلد. إنه رجل يتمتع بنزاهة لا نظير لها، ولم يكن صدقه وشخصيته محل شك، إلا من هؤلاء الذين لا يعرفونه".

شرف عظيم الغاء التصريح الأمني الخاص بي

وتوجه المشرف على عملية تصفية بن لادن الى ترمب قائلا، "لذلك، سأعتبره شرفًا إذا قمت بإلغاء تصريحي الأمني ايضا، فهكذا يمكنني إضافة اسمي إلى قائمة الرجال والنساء الذين تحدثوا ضد رئاستك".