أدى عمران خان، لاعب الكركيت السابق، يوم السبت، اليمين الدستورية، ليكون رئيس الحكومة الـ19 لباكستان منذ استقلالها عن الهند العام 1947، وكان أول رئيس حكومة هو لياقت علي خان من حزب الرابطة الإسلامية.

إيلاف: ينتمي عمران خان المولود في العام 1952 إلى قبيلة نيازي من عرقية الباشتون في بوركي، التي أنجبت العديد من نجوم "الكريكيت" الناجحين في تاريخ باكستان، ومنهم عمه جافيد بوركي ومجيد خان، وكان عمران الابن الوحيد لإكرام الله خان نيازي، وهو مهندس مدني، وزوجته شوكت خانوم.&

وكان أحد أسلاف رئيس الحكومة الباكستانية الجديد، هيبة خان نيازي، في القرن السادس عشر واحدًا من "شير شاه سوري"، وهم مجموعة الجنرالات قيادية، وتولى حكم ولاية البنجاب.&

حفيد خان
كما إن عمران خان من أحفاد الشاعر الصوفي المحارب ومخترع الأبجدية البشتونية، بير روشان، الذي امتد من بلدة أسلافه كانيغورام، التي تقع في جنوب وزيرستان في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان. وكانت عائلته استقرت في باشتا دانماندمان، جالاندهار في الهند البريطانية منذ 600 عام.&

ولد عمران خان، الخجول في شبابه، وترعرع مع أخواته الأربع في ظروف ميسرة (الطبقة المتوسطة العليا)، وحصل على تعليم متميز، حيث تلقى تعليمه في كلية أيتشيسون في لاهور ومدرسة القواعد الملكية في وورشستر في إنكلترا، حيث تفوق في لعبة الكريكيت.&

في عام 1972، التحق بكلية كيبلي - Keble في جانعة أكسفورد، حيث درس الفلسفة والسياسة والاقتصاد، وتخرج مع مرتبة الشرف عام 1975.&

في فترة التسعينات، شغل عمران خان أيضًا منصب الممثل الخاص لليونيسف للرياضة، وشجع برامج الصحة والتحصين في بنغلاديش وباكستان وسريلانكا وتايلاند.&

وأثناء سنوات وجوده في لندن، عمل عمران أيضًا مع (لوردز تافيرنرز)، وهي جمعية خيرية للكريكيت، حيث ركز جهوده على العمل الاجتماعي فقط.&

عمل خيري
بحلول عام 1991، أسّس مؤسسة شوكت خانوم التذكارية، وهي منظمة خيرية تحمل اسم أمه، السيدة شوكت خانوم، وبوصفه المؤسسس الأول للصندوق، أنشأ خان مستشفى السرطان الأول والوحيد في باكستان، والذي تم إنشاؤه باستخدام التبرعات والأموال التي تتجاوز 25 مليون دولار، والتي جمعها خان من جميع أنحاء العالم.
&
في 27 أبريل 2008، أنشأ خان كلية تقنية في منطقة ميانوهي كلية نامال، وهي كلية مشاركة في جامعة برادفورد البريطانية، وفي ديسمبر 2005 أنشأ مؤسسة عمران خان، وهي مؤسسة رعاية اجتماعية، تهدف إلى مساعدة المحتاجين في جميع أنحاء باكستان. وقد قدمت المساعدة إلى ضحايا الفيضانات في باكستان.&

شاركت مؤسسة Buksh Foundation مع مؤسسة عمران خان لإضاءة القرى في ديرا غازي خان، وميانوالي وديرا إسماعيل خان في إطار مشروع "إضاءة مليون حياة". كما تنوي إنشاء محطات شحن عدة بالطاقة الشمسية في القرى المختارة خارج الشبكة وستزوّد القرويين بفوانيس شمسية، والتي يمكن شحنها بانتظام في محطات الشحن بالطاقة الشمسية.

فكر
وحين يعرض عمران خان السنّي المذهب في بلدٍ شهد آلاف القتلى في أعمال العنف الطائفية بين السنة والشيعة، فإنه يتحدث عن ضرورة التعامل "البراغماتي" مع الولايات المتحدة، وعن الشروع في بناء خط أنابيب "إيران – باكستان"، ذلك أن الغاز الإيراني الذي تحتاجه باكستان هو أرخص وأسهل من استيراد الغاز المسال على النحو القائم الآن، وستكون أول زيارة خارجية له في إيران تتلوها زيارة إلى المملكة العربية السعودية.&

ويتضمن برنامج خان السياسي وتصريحاته: القيم الإسلامية، وما كرّس نفسه له خلال فترة التسعينيات من اقتصاد متحرر، والوعد بتحرير الاقتصاد، وخلق دولة الرفاه، وذلك بتقليل البيروقراطية، وقوانين مكافحة الفساد، أن يخلق ويضمن حكومة نظيفة، من خلال تأسيس قضاء مستقل، وإصلاح نظام شرطة الدولة، ومجابهة الرؤية العسكرية لباكستان ديمقراطي.

نهضة روحية
تجمع مصادر على أن قرار عمران خان الدخول إلى المعترك السياسي بنهضة روحية، هو تأثره خلال محادثاته مع أحد أتباع المذهب الصوفي في الإسلام، وهذه الحالة الروحية بدأت في السنوات الأخيرة في مجاله في الكريكيت.&

وفي إحدى المقابلات قال عمران خان لصحيفة (واشنطن بوست): "لم أعاقر خمرًا قط، ولا دخنت، ولكني اعتدت أن أؤدي دوري في الحفلات، لقد كان هناك عائق في تقدمي الروحي".&

وكعضو في البرلمان فقد صوّت خان أحيانًا لمصلحة كتلة التيار الإسلامي المتشدد، مثل تحالف الأحزاب الدينية في باكستان، الذي يسمّى باللغة الأردية (متحدة مجلس عمل - Muttahida Majlis-e-Amal)، الذي كان قائده مولانا فازلور رحمن، فقد سانده لرئاسة الوزراء بجانب ترشيح مشرف عام 2002.

ورحمن رجل دين من المؤيدين لحركة (طالبان)، وهو الذي دعا إلى حرب مقدسة ضد الولايات المتحدة، على أساس ديني في باكستان، ويعلق عمران خان: "إنه ومع مرور الوقت، فلا بد للفكر الديني أن يتطور، ولكنه ليس تطورًا، إنه رد فعل ضد الثقافة الغربية، وفي الغالب ليس لديه ما يقوم به تجاه العقيدة أو الدين".

دولة الرفاه
وعن توجهاته السياسية، كان خان قال لصحيفة (دايلي تليغراف) البريطانية: "أريد لباكستان أن تكون دولة الرفاه، وأن تكون ديمقراطية حقيقية، مع سيادة القانون، ونظام قضائي مستقل".

من بين أفكاره الأخرى التي قدمها: مطالبة جميع الطلاب بقضاء سنة بعد التخرج يعلّمون في الريف، ويخفضون من البيروقراطية المفرطة، لكي يتم إرسالهم إلى التعليم أيضًا. وعلى حد قوله: "نحن بحاجة إلى اللامركزية، وتمكين الشعب على مستوى القاعدة الشعبية".

يشار في الختام، إلى أنه في يونيو 2007 استنكر خان منح بريطانيا لقب (فارس) إلى الكاتب الهندي المولد سلمان رشدي مؤلف الرواية المثيرة للجدل (آيات شيطانية) التي رفضها العالم الإسلامي. وقال: "يجب على الحضارة الأوروبية أن تدرك مدى إيذاء ذلك الكتاب المثير للجدل على نطاق واسع، آيات شيطانية - للمجتمع الإسلامي".
&