أسامة مهدي: اكدت مصادر من البصرة العراقية الجنوبية الليلة ان المدينة تشهد حاليا حرائق لمقرات الاحزاب والادارات الحكومية فيها وسط بوادر على تحول الاحتجاجات السلمية الى السلاح بينما تم اعلان حظر شامل للتجوال.

وابلغ مواطن في البصرة "أيلاف" في اتصال هاتفي ان ظهور السلاح في شوارع البصرة قد اتسع بشكل غير مسبوقق وان تبادلا كثيفا للرصاص يجري في وسط المدينة والشوارع المحيطة به حيث فقدت القوات الامنية السيطرة على الاوضاع خاصة مع ظهور مليشيات مسلحة للاحزاب تقوم بالتصدي للمتظاهرين الذين يهاجمون مقراتها ويضرمون النيران فيها.

واكد المواطن الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لحساسية الموضوع ان المحتجين قد اشعلوا النيران في مقرات الاحزاب الشيعية والسنية على السواء وكذلك الادارات الحكومية والمؤسسات الاعلامية وخاصة منظمة بدر والحزب الاسلامي وحزب الدعوة الاسلامية والمجلس الاعلى الاسلامي ومليشيا عصائب اهل الحق وحزب الفضيلة وكتائب الامام علي وكتائب ساريا الخراساني ودار استراحة المحافظ ومقر اذاعة النخيل وقناة العراقية المملوكة للدولة وقناة الغدير وقناة الفرات. وفي وقت سابق اليوم احرق المتظاهرون الغاضبون بمنى المحافظة ومقر حكومتها المحلية واحرقوهما بالكامل.

ومن جهته اكد مدير الدفاع المدني في محافظة البصرة ان جهات لم يسمها تمنع فرق الدفاع من اطفاء الحرائق وتواجه منتسبيها بالحجارة.

وقد استخدمت القوات الأمنية قد استخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين لكنها فشلت في منعهم من مهاجمة المقرات الحزبية والرسمية. وقد تعرض عدد من المتظاهرين الى حالات اختناق بسبب أطلاق القوات الأمنية الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.

المزيد من القتيى والمصابين

واعلنت وزارة الصحة العراقية عن سقوط قتيل وجرحى نتيجة الاحتجاجات التي شهدتها البصرة مساء اليوم .
وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر في معلومات متقضبة انحصيلة احتجاجات اليوم كانت قتيل واحد و35 جريحا بينهم 11 عسكريا .

وفي وقت سابق اليوم تم الإعلان عن ارتفاع عدد ضحاياها إلى 9 قتلى و111 مصابًا من المتظاهرين والقوات الأمنية منذ الاول من الشهر الحالي.

وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق عن ارتفاع عدد ضحايا الاضطرابات التي تشهدها محافظة البصرة الجنوبية منذ الثلاثاء الماضي إلى 9 قتلى و93 جريحًا من المتظاهرين و18 جريحًا من القوات الأمنية منذ بداية سبتمبر الحالي سقطوا نتيجة تظاهرات الاحتجاج هناك، والتي تعد الأعنف حتى الآن في المحافظة.

واوضحت المفوضية انه من خلال تقاريرها الواردة من مكتبها في البصرة فيبدو أن الأمور هناك قد آلت إلى ما لا تحمد عقباه من خلال حرق الممتلكات العامة وسقوط ضحايا من قبل المتظاهرين السلميين.

الصدر دعا لطارئة برلمانية ايدها العبادي

واليوم دعا زعيم التيار الصدري رئيس تحالف سائرون الفائز في الانتخبابات البرلمانية الاخيرة مقتدى الصدرفي خطاب متلفز الخميس تابعته "أيلاف" مجلس النواب العراقي الجديد للإنعقاد فوراً وبحضور رئيس الوزرا العراقي حيدر العبادي ووزراء الداخلية والصحة والموارد المائية والاسكان والاعمار والبلديات والكهرباء ومحافط البصرة وحكومتها المحلية للوقوف ومناقشة أزمة البصرة ووضع حلول جذرية وفورية وآنية ومستقبلية في البصرة "والا فعلى جميع من تقدم ذكرهم ترك مناصبهم فورا حتى وان كانت ولايتهم منتهية ".. مهدداً بموقف حازم لا يخطر على بال أحد ما لم يتم حل مشكلة المحافظة.

وطالب بأنهاء تدخلات الاحزاب السياسية والمليشيات وفصائل الحشد في شؤون المؤسسات الحكومية وخاصة الموانئ والمطارات .

وعلى الفور اكد العبادي اهمية سرعة انعقاد جلسات مجلسالنواب وعدم تعطيله والالتزام بالتوقيتات الدستورية لانجاز المهامالملقاة على عاتقه . وابدى استعداده للحضور الى جلسة مجلسالنواب مع الوزراء والمسؤولين المعنيين لمناقشة اوضاع وحاجاتمحافظة البصرة والاجراءات المتخذة لرفع المعاناة عن اهلهاوتقديم افضل الخدمات لهم .

وتشهد مدينة البصرة منذ الثلاثاء ارتفاعا في وتيرة الاحتجاجات ضد نقص الخدمات والفساد الاداري وغياب فرص العمل ما ادى الى مواجهات بين المحتجين والقوات الامنية حيث تعتبر المدينة مهد احتجاجات شعبية متواصلة منذ الثامن من تموز يوليو الماضي في محافظات وسط وجنوب البلاد ذات الغالبية الشيعية. ويطالب المحتجون بتحسين الخدمات العامة مثل الكهرباء ومياه الشرب وتوفير فرص للعاطلين العمل ومحاربة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة.

ويعاني أهالي محافظة البصرة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة من أزمات عدة آخرها تلوث مياه شط العرب ما أثر سلباً على مياه الشرب حيث أعلنت مفوضية حقوق الانسان تسمم حوالي 20 ألف مواطن هناك جراء ذلك مستندة لإحصاءات مستشفيات المحافظة.