أعلن العبادي من مدينة البصرة العراقية الجنوبية اليوم عن ارسال تعزيزات عسكرية الى المدينة في أعقاب أيام من العنف &شهدت فيها المدينة حرق مقرات حزبية وحكومية، إضافة إلى القنصلية الإيرانية محذرًا من انه بدون استتباب الأمن لا يمكن توفير الخدمات للسكان وكشف تشكيل فريق وزاري واستشاري لتلبية احتياجات البصرة.

إيلاف من لندن: خلال اجتماعه مع قيادة عمليات محافظة البصرة فور وصوله اليها الاثنين رفقة فريق وزاري، فقد أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان الوضع الامني في البصرة مستتب، مؤكدًا إرسال قوات عسكرية إضافية تلبية لطلب المحافظة بهدف فرض الامن فيها.

وشدد على رفض الاعتداء على القنصليات والبعثات الدبلوماسية منوها إلى أنّه لا يمكن ان تكون هناك خدمات دون وجود امن في اشارة الى اضرام متظاهرين محتجين لمبنى القنصلية الإيرانية في المدينة، وهم يهتفون "إيران برة برة البصرة تبقى&حرة" احتجاجا على التدخلات الإيرانية في شؤون العراق.

وقد عقد العبادي وهو القائد العام للقوات المسلحة اجتماعا امنيا في مقر قيادة عمليات البصرة لمناقشة الاوضاع التي شهدتها المحافظة.

العبادي يعلن تشكيل&فريق وزاري واستشاري لتلبية احتياجات البصرة

كما أعلن العبادي عن تشكيل فريق وزاري واستشاري بصلاحيات كافية لتلبية احتياجات المواطنين في محافظة البصرة.

وجاء ذلك خلال اجتماع عقده العبادي مع محافظ البصرة أسعد العيداني ورئيس مجلس المحافظ وكالة وليد كيطان وعدد من المسؤولين المحليين والفريق الوزاري المرافق له وجرى خلاله بحث تفصيلي لواقع الخدمات وبالاخص توفير المياه الصالحة للشرب كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

وأكد العبادي قائلا "إن زيارتنا لمحافظة البصرة اليوم هدفها الوقوف ميدانيا على الاوضاع الخدمية والاطمئنان على استقرار المحافظة وسير الحياة الطبيعية فيها، ولمتابعة تنفيذ القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء، الخاصة بالمحافظة".&

وأضاف "لقد جئنا للبصرة اليوم برفقة فريق وزاري واستشاري بصلاحيات كافية لوضع الحلول اللازمة وتلبية احتياجات المواطنين ونتطلع لتعاون الجميع من اجل خدمة ابناء البصرة وانجاز المشاريع الخدمية الضرورية".&

وأشاد بـ" تعاون المواطنين وافراد القوات الامنية واستتباب الأمن في المحافظة الذي سيساعد في تقديم الخدمات لاهالي البصرة والاستجابة لمطالبهم المشروعة"، بحسب قوله.

وجاء وصول العبادي الى المحافظة على رأس وفد وزاري بعد أسبوع من التظاهرات الاحتجاجية على الوضع المعيشي والتي شهدت أعمال عنف. وفي أعقاب مقتل 18 متظاهرًا واصابة اكثر من 100 آخرين وإضرام النار في عدد من المباني الحكومية والقنصلية الإيرانية في المدينة الغنية بالنفط، عاد الهدوء إلى البصرة ليل السبت إثر خلط لأوراق التحالفات السياسية في بغداد نتيجة إعلان منافسي العبادي نيتهم تشكيل الحكومة المقبلة من دونه.

وهاجم المئات من المتظاهرين الغاضبين لسوء اوضاع محافظة البصرة وفقدانها للخدمات وانتشار الفقر والبطالة بين ابنائها مقار الاحزاب والمليشيات والمباني الرسمية وقاموا باحراقها اضافة الى اضرام النار بمبنى الحكومة المحلية.&

وشهدت مدينة البصرة منذ الثلاثاء الماضي ارتفاعا في وتيرة الاحتجاجات ضد نقص الخدمات والفساد الاداري وغياب فرص العمل ما ادى الى مواجهات بين المحتجين والقوات الامنية حيث تعتبر المدينة مهد احتجاجات شعبية متواصلة منذ التاسع من &يوليو الماضي في محافظات وسط وجنوب البلاد ذات الغالبية الشيعية. ويطالب المحتجون بتحسين الخدمات العامة مثل الكهرباء ومياه الشرب وتوفير فرص للعاطلين العمل ومحاربة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة.&

ويعاني أهالي محافظة البصرة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة من أزمات عدة آخرها تلوث مياه شط العرب ما أثر سلباً على مياه الشرب، حيث أعلنت مفوضية حقوق الانسان تسمم حوالي 20 ألف مواطن هناك جراء ذلك مستندة الى إحصاءات مستشفيات المحافظة.