وصفت صحف عربية إعلان وزارة الخارجية الأمريكية أنها ستغلق مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن بأنه "قرار عدائي" وأنه يمثل "المسمار الأخير في نعش عملية السلام".

وكانت الخارجية الأمريكية قد هددت العام الماضي بإغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير إذا استمرت السلطة الفلسطينية في دفع محكمة العدل الدولية إلى التحقيق في مزاعم انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبها جنود إسرائيليون في غزة والضفة الغربية المحتلة.

وانتقد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون التحركات الفلسطينية لدفع المحكمة الدولية لفتح تحقيق في تلك المزاعم، وهي تحركات وصفتها إسرائيل بأنها مسيسة.

"قرار أمريكي عدواني"

ووصفت "القدس" الفلسطينية الخطوة الأمريكية بأنها "قرار أمريكي عدواني جديد ضد شعبنا وقضيته الوطنية".

وترى الصحيفة في افتتاحيتها أن "القرار العدائي الأمريكي الجديد هو المسمار الأخير الذي يدق في نعش عملية السلام التي أوصلتها دولة الاحتلال وكذلك إدارة ترامب إلى طريق مسدود منذ فترة طويلة، ووأدت بذلك حل الدولتين لشعبين المعترف به عالميا باستثناء دولة الاحتلال وإدارة الرئيس ترامب المتصهينة".

وتدعو الصحيفة السلطة الفلسطينية إلى "إعادة تقييم الأوضاع بعد فشل عملية السلام، بل وموتها سريريا، والعمل على إعادة وحدة الصف الوطني لمواجهة تحديات المرحلة".

ويرى رجب أبو سرية في الأيام الفلسطينية أن الإجراء الأمريكي "يعتبر حرقاً لما تبقى من جسور بين واشنطن ورام الله، ويعتبر في تقديرنا بمثابة إعلان حرب، أو على أقل تقدير إعلان الدخول في معركة كسر العظم السياسي، تتطلب من الجانب الفلسطيني التحلي بالصبر ورباطة الجأش ومن ثم الصمود، والدخول الجدي في التحدي التاريخي".

وتنتقد "رأي اليوم" اللندنية السلطة الفلسطينية لتحولها إلى "سلطة رد فعل وليس سلطة فعل" بسبب انتظارها الخطوة الأمريكية بإغلاق البعثة الفلسطينية في واشنطن.

وتقول الصحيفة في افتتاحيتها: "كان عليها اتِّخاذ القرار بنَفسِها قبل سِتَّة أشهُر، وبالتَّحديد عندما قرَّرت الإدارة الأمريكيّة نقل سفارتها إلى القدس المحتلة، والاعتراف بها كعاصِمَةٍ أبديّةٍ لدَولة الاحتلال الإسرائيليّ".

وتضيف: "ترامب لو وَجَد سُلطَةً قَويّةً لما أقدَم على هَذهِ الخَطَوات الاستفزازيّة، ولكنّه يَعْرِف جيّدًا أنّه في مَأمَنٍ مِن أيِّ رَدّ فِعلٍ فِلسطينيٍّ أوّلاً وعَربِيٍّ ثانِيًا".

وتقول "القدس العربي" اللندنية إنه "من الواضح أن إغلاق مكتب المنظمة يقطع شوطاً إضافياً في النهج الذي اختطته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي ابتدأ من تشجيع حكومة الاحتلال أكثر فأكثر على الاستهانة بالقانون الدولي وتوسيع الاستيطان ومصادرة الأراضي والتنكيل اليومي بالمواطن الفلسطيني، وانتقلت إلى الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال خلافاً للقرارات الأممية".

وترى الصحيفة في افتتاحيتها أن "أبرز الدروس، التي يتوجب أن تستمدها السلطة الفلسطينية من هذه العدائية الفاضحة لدى ترامب وفريقه، سوف يكون إعادة النظر جذرياً في الاجتهادات الفلسطينية التي ارتأت وضع كل البيض في سلال البيت الأبيض وحده، والمراجعة الجذرية لكل ما اقترن بها من خيارات قاصرة وخاطئة، والانتقال إلى أشكال أرقى من المقاومة والصمود والوحدة الوطنية".

ويرى ماجد كيالي في "الحياة" اللندنية أن "الولايات المتحدة الأمريكية انتظرت ربع قرن لإعلانها التملّص من اتفاق أوسلو (1993)، على رغم الاجحافات المتضمّنة فيه بحق الفلسطينيين، وذلك مع إدارة دونالد ترامب، وفي ظل الأوضاع الدولية والإقليمية والعربية والفلسطينية الراهنة، المضطربة والمعقدة".

حوادث الطرق

وتحدثت صحف عربية عن حصد حوادث الطرق لأرواح آلاف المواطنين في عدد من الدول العربية.

وأبرزت صحيفة "اليوم السابع" المصرية إحصائيات تتحدث عن وفاة الآلاف في حوادث الطرق في مصر خلال العام الماضي.

حوادث الطرق في مصر ودول عربية أخرى تناولتها صحف عربية
Getty Images
حوادث الطرق في مصر ودول عربية أخرى تناولتها صحف عربية

وحسب تقرير حديث عن إحصاءات وفيات حوادث الطرق خلال عام 2017، بلغ إجمالي عدد الوفيات بسبب حوادث الطرق، 7370 حالة وفاة، منهم 52.2 في المئة من الشباب بين عمر 15-44 عاما، و 17.2 في المئة أطفال ورضع.

وحسب الإحصائيات التي أوردتها "اليوم السابع"، احتلت القاهرة المركز الأول من حيث ارتفاع عدد وفيات حوادث الطرق، إذ بلغت 1307 حالة، تلتها الجيزة بعدد 821 حالة وفاة، ثم الإسكندرية بـ744 حالة.

وكان وزير النقل المصري الدكتور هشام عرفات قد صرح مؤخراً بأن نسب حوادث الطرق انخفضت بشكل ملحوظ في مصر، إذ وصلت إلى 26 حالة وفاة مقابل 33 حالة وفاة لكل 100 ألف مواطن عام 2014.

وحسب تقرير منشور في صحيفة "الشروق" الجزائرية في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر/أيلول الجاري، خلفت حوادث الطرق في الجزائر حوالي 800 قتيل و30 ألف جريح خلال النصف الأول من العام الجاري.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولة في المديرية العامة للحماية المدنية أن عدد حوادث الطرق بلغ حوالي 25 ألف حادث، وجاءت ولاية الجزائر في المرتبة الأولى من حيث عدد حوادث المرور بما يقارب ثلاثة آلاف حادث و27 قتيلا.

وأوضحت أن ارتفاع عدد الحوادث في العاصمة يرجع إلى السرعة الزائدة أو عدم احترام إشارات المرور.

وتقول "الشرق الأوسط" اللندنية إن عدد حالات الوفاة جراء حوادث الطرق في لبنان بلغ 52 شخصاً خلال شهر أغسطس/آب الماضي، بينما جرح 600 آخرون، وذلك حسب إحصائيات أصدرتها جمعية 'يازا' المتخصصة بتوعية الشباب للوقاية من حوادث السير وبتوعية اللبنانيين حول المخاطر الداهمة على الطرقات.

وتنقل الصحيفة عن أحد الخبراء في أمانة سر المجلس الوطني للسلامة المرورية أن أبرز أسباب ارتفاع نسب حوادث السير هي "أحوال الطرقات، غياب الإنارة، ميكانيك السيارات، الكحول، المخدرات، السرعة الزائدة، التعب، والتلهي بالهواتف الذكية".