غداة زيارة لها لإحدى دور الأيتام، نشرت الملكة رانيا العبدالله اليوم الخميس منشورا عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) تساءلت فيه عن "ما هي أحلام طفل لا يعرف العالم إلا من نافذة دار لا يغادرها إلاّ ما ندر؛ نافذة تطل على سياج من العزلة؟".&

وزارت الملكة رانيا يوم الأربعاء، مبرة الملك عبدالله الثاني في مدينة لسلط غربي العاصمة عمان، وهي دار رعاية تأوي أطفالا أيتاماً وضحايا تفكك عائلي. وقالت الملكة الأردنية في المنشور إنها بعد كل زيارة لهم أجد نفسي أتساءل: ما هي أحلام طفل لا يعرف العالم إلا من نافذة دار لا يغادرها إلاّ ما ندر؛ نافذة تطل على سياج من العزلة؟&

هم مرغمون على قبول ما يفرضه عليهم غرباء. ولا يعرفون طعما ولا لونا ولا رائحة سوى ما اختاره لهم المكلفون برعايتهم أو المحسنون إليهم.

وأضافت: ندخل عليهم بهبات من العواطف والشعور بالواجب الديني والانساني وبرامج تطوعية قصيرة الأمد؛ ما يلبث نورها أن يخفت كلما أغلقنا الباب من ورائنا وعدنا إلى دائرتنا وبقوا فئة خارجها. فحين نزورهم ندخل عالمهم ولا نشركهم عالمنا، نسألهم عن حالهم ولا نتحدث إليهم عن حالنا.&

جزء من المجتمع&

وقالت عقيلة العاهل الأردني: أشعروهم بأننا لم نَبن لهم دارا خارج مجتمعنا نزورها حين يتيسر لنا، نحمل لهم الهدايا وقليلاً من الوقت؛ بل أشعروهم بأنهم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا.. نتوقع منهم أحلاما كبيرة وانجازات تماما كما نتوقع من أبنائنا.

وتابعت: ولا أقصد الإجحاف في حق القائمين على دور الرعاية أو المتطوعين أو المحسنين الذين يعملون جاهدين لتعويض الأطفال عن حنان فقدوه ويكرمونهم بسعة الصدر والوقت والمال، جزاهم الله ألف خير. لكنهم قلة مقابل ممارسات قاسية من منظومة مجتمعية متكاملة تصنف أبناء دور الرعاية كفئة زائدة، وما يعطى لها هو خير وبركة!&

وختمت رانيا العبدالله" هم بحاجة لكل منا؛ ليخرج اليتيم حين يبلغ الثامنة عشرة إلى حياته معنا ولا يشعر بالغربة واليتم. أن نعزّز انتماءهم لنا وانتماءنا لهم ببرامج غير محددة الأمد.. أن نزيل السياج الذي يعزلهم ونكسوهم بالثقة والرعاية ليشعروا بالأمان معنا.
&