حظي توقيع اتفاق السلام بين إريتريا وإثيوبيا في مدينة جدة بإشراف الملك سلمان، بترحيب دولي ومصريّ، واعتبر خبراء أن الاتفاق يؤكد مكانة المملكة في المنطقة، ويؤكد سعيها الدؤوب نحو تعزيز السلام في المنطقة والعالم.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: رحبت الأوساط السياسية في مصر ومختلف أنحاء العالم باتفاق السلام بين دولتي إريتريا وإثيوبيا في مدينة جدة السعودية، بإشراف شخصي من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز.

وأعربت مصر عن ترحيبها بالاتفاق الذي وقعه الرئيس الإريتري أسياس أفورقي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، مثمنة الجهود المقدرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في رعاية الاتفاق.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، الاثنين، إن توقيع الاتفاق "يمثل تطورا هاما في منطقة القرن الأفريقي والقارة بأكملها، لما ينطوي عليه من إنهاء وتسوية للنزاع بين البلدين الشقيقين، والذي امتد لسنوات طويلة".

وأضافت أن "مصر تطلع إلى تعزيز دعائم الأمن والسلام والاستقرار في القرن الأفريقي لما فيه مصلحة شعوب المنطقة".

وثمن رئيس البرلمان العربي، الدكتور مشعل بن فهم السلمي، عالياً الجهود المقدرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في رعاية عملية السلام، واستضافة القمة التاريخية التي جمعت زعيمي إثيوبيا وإريتريا بحضور الأمين العام للأمم المتحدة لتوقيع اتفاق سلام ينهي حالة الحرب والعداء بين دولتي أثيوبيا وإرتيريا.

وقال السلمي في تصريح تلقت "إيلاف" نسخة منه، إن "نجاح جهود خادم الحرمين الشريفين في إحلال السلام وإنهاء حالة العداء وإرساء دعائم الاستقرار بين الدولتين الجارتين أثيوبيا وإرتيريا، والدور الكبير الذي قامت به المملكة العربية السعودية للتوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي بين البلدين، نابع من المكانة الكبيرة التي تتمتع بها &المملكة العربية السعودية والثقة العالية التي تحظى بها عربياً وإقليمياً ودولياً، وتؤكد الدور الكبير والمحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين في حفظ الأمن والسلم وتعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم".

وأكد رئيس البرلمان العربي أن نجاح هذه الجهود المقدرة لخادم الحرمين الشريفين يأتي انسجاماً مع سياسة المملكة العربية السعودية الحكيمة وإيمانها العميق بأهمية تغليب نهج التعاون والسلام بين الأمم والشعوب، وترسيخ مفاهيم التسامح والحوار والتعايش وإقامة علاقات وثيقة قائمة على الاحترام المتبادل وحسن الجوار والمصالح المشتركة وفتح آفاق جديدة للتعاون والتنسيق المشترك بين بلدان وشعوب المنطقة، وإسهاماً من المملكة العربية السعودية في دعم وتعزيز علاقات التعاون والتنسيق المشترك بين دول المنطقة وتحقيق طموحات شعوبها في الأمن والسلام والتنمية والازدهار.

وقال عضو لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، النائب ماجد أبو الخير، إن الدولة المصرية تدعم &وتؤيد المصالحة التاريخية بين البلدين الأفريقيين، وتحاول إيجاد شكل حقيقي من التفاعل بين الدولتين، وايجاد نقط تقارب جديدة، سواء في التجارة البينية أو استخدام موانئ&البحر الأحمر. ولفت إلى أن مصر تعمل على إيجاد حالة من الاستقرار في القارة.

وأضاف لـ"إيلاف" أن علاقة مصر بالدول الأفريقية أصبحت في شكل جيد بوجود الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن مصر تهدف إلى تحقيق التنمية لشعوب القارة.

ولفت إلى أن مصر تعمل على إيجاد حلول سلمية للمشاكل والأزمات المتوطنة في القارة، ومنها بالطبع الأزمة بين إثيوبيا وإريتريا، مشيرًا إلى أن التوجه السياسي الجديد في إثيوبيا بقيادة رئيس الوزراء أبي أحمد، يرمي إلى تحقيق المصالحة بين فئات الشعب الأثيوبي، والتهدئة مع الدول الخارجية، ما أفضى إلى هذا الاتفاق التاريخي بين أديس أبابا وأسمرة بعد سنين طويلة من النزاع.

ونبه إلى أن من مصلحة مصر ودول القارة كلها أن يكون هناك استقرار وهدوء، حتى يتم إحداث تنمية حقيقية في دول حوض النيل، ودول المنطقة، حتى يتم العمل على المصالح المشتركة والتكامل بين الشعوب.

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق مصطفى عبد العزيز، إن رعاية الملك سلمان بن عبد العزيز للاتفاق التاريخي تؤكد أن المملكة تسعى دائمًا إلى تحقيق السلام في المنطقة ومختلف أنحاء العالم، وليس إلى إشعال الحرائق.

وأضاف لـ"إيلاف" أن مصر والسعودية لديهما مبدأ أخلاقي في السياسة الخارجية يقوم على البناء والتنمية وتعزيز التعاون والسلام بين الدول، مشيرًا إلى أن الدولتين&لم تعرفا طوال تاريخهما التأمر أو إشعال الحرائق والفتن والحروب.

وأشار إلى أن التاريخ سيكتب أن مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، استطاعت إنهاء نحو 20 سنة من الصراع والعداء بين إريتريا وإثيوبيا، وأن الدول الثلاث فعلت ذلك من أجل أن يعم السلام في أفريقيا، وليس من أجل أي شيء آخر.

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أشرف أمس الأحد في جدة، على توقيع اتفاقية سلام "إضافية" بين رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ورئيس إريتريا إيسايس أفورقي. وقلّد الملك سلمان الزعيمين&الأفريقيين&قلادة الملك عبد العزيز.

وجرى التوقيع على "اتفاقية جدة للسلام" بحضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ووزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.

وتعهّد أحمد وأفورقي في الاتفاقية الجديدة تعزيز "علاقات الصداقة والتعاون" من أجل "سلام وأمن البلدين، بما ينعكس إيجابا على أمن واستقرار المنطقة بكاملها"، بحسب بيان سعودي رسمي.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي ورئيس إريتريا وقّعا إعلانا حول السلام في يوليو الماضي أنهى رسميا عقدين من العداء بين الدولتين الجارتين.