إنتخاب رئيس للبرلمان العراقي مدعوم من قبل إيران يحيي الجدل بشأن نفوذ طهران السياسي في بغداد
Getty Images

رأى عدد من الكُتّاب في الصحف العربية أن انتخاب محمد الحلبوسي رئيسا جديدا للبرلمان العراقي يعكس توسعا في النفوذ الإيراني، وتراجع التأثير الأمريكي في العراق.

فيما توقع آخرون أن رئيس الحكومة القادم سيعيش بين رغبات إيران وأمريكا "أسوأ أيام حياته".

وكان الحلبوسي، الذي أيدته كتلة البناء المدعومة من إيران، قد حصل على أصوات 169 نائبا مقابل 89 صوتا لوزير الدفاع السابق خالد العبيدي للفوز بمنصب رئيس البرلمان.

لكن كُتّابا آخرين كانوا أكثر تفاؤلا ودعوا إلى الإسراع بتشكيل حكومة وطنية "بمقدورها تجاوز إخفاقات الماضي".

"تفوق النفوذ الإيراني"

يتحدث جاسر الحربش في صحيفة الجزيرة السعودية عن "تغلغل الفيروس الإيراني في دماء السياسة العراقية".

ويقول حازم الأمين في الحياة اللندنية إن ما يحير فعلا في المشهد العراقي الحالي هو أن "واشنطن لا تريد من العراق أن يكون بيد طهران، ولا تريده جسرا للالتفاف على عقوباتها على الجمهورية الإسلامية".

ويضيف: "سيعيش العراق سنواته الأربع المقبلة في ظل حكومة تطلب منها طهران تصريف مصالحها وتطلب منها واشنطن أن لا تلبي هذا الطلب. رئيس الحكومة العتيد سيعيش بين هذين الطلبين أسوأ أيام حياته".

محمد الحلبوسي
AFP

في السياق ذاته، تقول صحيفة العرب اللندنية إن الإعلام العراقي الموالي لإيران احتفل بفوز الحلبوسي في انتخابات رئيس مجلس النواب العراقي، وهو أحد أهم ثلاثة مواقع رسمية في البلاد، "وبدا ساسة عراقيون موالون للمحور الإيراني منتشين وهم يتحدثون عن ظفر مرشحهم بهذا المنصب".

وأردف الكاتب قائلا: "لم تفلح المحاولات الأمريكية في تغيير البوصلة السنية أو الكردية من الحلبوسي إلى العبيدي، في إشارة واضحة إلى تفوق النفوذ الإيراني في العراق على النفوذ الأمريكي".

ويقول حسين التتان في الوطن البحرينية: "حين يُتقاسم الحكم في العراق بين جهات أجنبية وجهات داخلية فاسدة، فلا نستغرب وقتها عدم استطاعة الحكومة العراقية توفير الماء الصالح للشرب لمحافظة البصرة"، وذلك في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية الأخيرة ضد تردي الخدمات في البصرة.

ويرى الكاتب أن العراق "يحتاج لإدارة واعية بمتطلبات المرحلة، كما يحتاج لرجالات دولة تتلمس هموم المواطن العراقي".

المشهد بين التشاؤم والتفاؤل

وعبّر بعض الكُتّاب عن تشاؤمهم حيال المشهد السياسي الحالي وتداعياته في العراق.

يقول عبد الوهاب جبار في صحيفة البيّنة الجديدة العراقية، إن مشهد انتخاب أعضاء رئاسة البرلمان الجديد يعكس "هزلية المشهد السياسي" ويؤكد بأن "ما كنا نسمعه عن مغادرة التخندقات والمحاصصة بكل عناوينها وتجاوز أطرها البالية والوصول إلى فضاء الوطنية والاستقلالية الأرحب ليس سوى مجرد شعارات للاستهلاك المحلي".

ويقول المحلل السياسي العراقي علي الكيدار، متحدثا إلى الوطن المصرية، إن الجدل المثار حول المشهد العراقي الحالي سيستمر "لا سيما أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية لم تتجاوز الـ20%، إضافة إلى عمليات التزوير في بعض المناطق والمحافظات ما أدى إلى تأخر إعلان النتيجة بعد الفرز لحوالي شهرين، ما يجعل البرلمان في نظر الشارع العراقي حاليا باطلا".

بيد أن كُتّابا آخرين بدوا متفائلين، منهم لطيف عبد سالم الذي كتب في صحيفة المراقب العراقي يقول: "يتطلع المواطن إلى توجّه الحكومة المقبلة الجدي في السعيّ لإقرار إدارتها الخطط الواعدة التي بوسع برامجها تحقيق ما يفضي إلى المساهمة في تحسين الواقع المعيشي والخدمي لجميع الشرائح الاجتماعية ولو بنسب مقبولة".

وقال الكاتب "إن الدعوةَ إلى الإسراع بتشكيل حكومة وطنية بمقدورها تجاوز إخفاقات الماضي، تبقى الأمل المرتجى الذي يتطلع إليه الشارع المحلي من أجل إزاحة ما ظهر من تداعيات المحن التي عصفت بالبلاد والعباد في المدة الماضية".

وفي سياق متصل، يقول أحمد المرشد في الأيام البحرينية: "مطلوب من العرب الإسراع في تعزيز قوة الدولة العراقية لكي تتمكن الحكومة المركزية من المساواة بين كل العراقيين، وعلى العرب الانخراط بصورة أكبر في التعاون الاقتصادي مع العراق وتعزيز المشروعات العملاقة طويلة الأمد، فمثل هاتين الخطوتين تساهمان بالضرورة في تقليص الاعتماد العراقي على إيران".

--------------------------------------------------------------------

يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.