جنيف: انتقد ناشط يمني اعتقله المتمردون الحوثيون لنحو خمسة أشهر لاتهامه بانه جاسوس وأطلق سراحه مطلع العام، عملية السلام المدعومة من الأمم المتحدة لوضع حد للنزاع في اليمن بوصفها "ساذجة".

واعتقل هشام العميسي، الصحافي والمعلق السياسي البارز في آب/اغسطس 2017 بعد انتقاد القيود والفساد في مناطق يسيطر عليها المتمردون في الدولة التي تمزقها الحرب.

والعميسي الذي انتقد أيضا عمليات التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يحارب المتمردين منذ 2015 قال إن الحوثيين اتهموه بأنه جاسوس أميركي وسعودي.

وقال لوكالة فرانس برس خلال مقابلة على هامش أعمال مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف "تعرضت للتعذيب في السجن، استخدموا وسائل وحشية".

وحذر من أن مسؤولي الأمم المتحدة الذين يسعون لجمع الطرفين المتحاربين إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق سلام "يتلاعب بهم الحوثيون".

وأطلق سراح العميسي في كانون الثاني/يناير 2018 بعد حملة دولية للمطالبة بالافراج عنه. ويقيم حاليا في القاهرة لكنه يستمر في متابعة الوضع في اليمن.

ويشهد اليمن نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين الذين تتهمهم الرياض والحكومة المعترف بها دوليا بتلقي الدعم من ايران، في أيلول/سبتمبر 2014.&

وشهد النزاع في اليمن تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون الذين تحالفوا مع حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح من السيطرة على مناطق واسعة في البلاد.

- مبسط جدا -
سعى الموفد الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث في وقت سابق هذا الشهر لتنظيم أول مفاوضات من نوعها بين الطرفين المتحاربين في سنتين، لكن الحوثيين لم يحضروا إلى جنيف.

وقال العميسي إن رفض المتمردين الحضور لا يجب أن يكون مستغربا، وتساءل ما إذا كان الأشخاص الذين يسعون للتوصل إلى اتفاق سلام يعرفون بشكل كاف تعقيدات النزاع.

وقال إن "العملية بدت ساذجة جدا ومبسطة بشكل كبير".

وتحدث عن تعرضه للتعذيب قائلا "كانوا يعلقونني من جدار ويوسعونني ضربا. أصبت بكدمات وجروح في كل جسمي" وعرض ندوبا على معصميه بسبب الأغلال المعدنية وآثار طعنة على يده.

وعرض أيضا صورا لندوب كبيرة حمراء على ظهره وفخذه.

وطالبه مستجوبوه بالاعتراف أمام الكاميرا بأنه جاسوس لكنه قال إنه رفض مشيرا إلى أنه لو رضخ لمطلبهم "لاعدمت". وقال إنه وضع في زنزانة صغيرة اسمنتية بدون نور أو حمام وكثيرا ما حرم المياه والطعام.

وأكد بأن 16 صحافيا على الأقل كانوا موقوفين في معتقله.

تقول الأمم المتحدة أن لا حل عسكريا للنزاع في اليمن لكن العميسي يقول إنه من الأفضل استعادة السيطرة سريعا على مناطق تقع سيطرة الحوثيين بدلا من السماح باستمرار النزاع.

والانطباع على الأرض بحسب العميسي هو أن "المجتمع الدولي وخصوصا السعوديين، مستعدون لخوض هذه الحرب حتى آخر يمني".

وقال إن عملية الأمم المتحدة تشوبها "عيوب" مضيفا "تحتاج لما هو أبعد من النوايا الحسنة. تحتاج لاستراتيجية متينة ولتطبيق صارم".

وأيد من جهة أخرى عمل بعثة من المحققين الذين عينهم مجلس حقوق الانسان قبل عام للتحقيق في الانتهاكات في اليمن.

وقدم المحققون تقريرا إلى الهيئة التي خلصت إلى أن جميع أطراف الصراع في اليمن ربما ارتكبوا "جرائم حرب".

وسيتخذ المجلس هذا الاسبوع &قرارا بشأن التمديد للمحققين لسنة أخرى، لكن السعودية وآخرين يعارضون تمديد التفويض.

وقال العميسي إن المحققين "مستقلون" ويتمتعون "بمصداقية هائلة على الأرض" مضيفا "من بالغ الأهمية أن يواصلوا عملهم".