الجزائر: طالبت منظمة العفو الدولية الجمعة السلطات الجزائرية باتخاذ إجراءات "فعالة" من أجل إنهاء حالة "الإفلات من العقاب"، وذلك بمناسة مرور 13 سنة على إقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي طوى صفحة الحرب الاهلية.

وفي 29 سبتمبر 2005، أقر الجزائريون عبر استفتاء "ميثاق السلم والمصالحة الوطنية" الذي يحمي المسلحين الاسلاميين من المتابعة القضائية مقابل التخلي عن سلاحهم وتسليم أنفسهم، ما وضع حدا للحرب الاهلية التي تسببت في مقتل 200 الف جزائري منذ 1992 بحسب الاحصائيات الرسمية.

ودعت المنظمة الحقوقية في بيان لمكتبها بالجزائر "السلطات الجزائرية الى اتخاذ اجراءات فعالة لمحاربة الإفلات من العقاب" و"إلغاء النصوص القانونية الحالية التي تعاقب إنتقاد أفعال قوات الامن بشكل علني" .

وأوضح البيان "بدل التحقيق في جرائم القتل خارج القانون وحالات الإختفاء القسري والتعذيب والإعتداء الجنسي التي حصلت خلال سنوات 1990 ومتابعة مرتكبيها امام القضاء، قررت السلطات الجزائرية إتخاذ سلسلة اجراءات ثبتت اللاعقاب ومنعت الضحايا وأسرهم من العدل والتعويض".

واعتبارا من 1995، عرفت البلاد عشرات المجازر الجماعية ضد المدنيين. &ففي عام 1997 قتل المئات من المدنيين في ضواحي العاصمة الجزائرية في هجمات تبنتها الجماعة الاسلامية المسلحة. وفي مطلع القرن الحالي، تراجعت نشاطات الجماعة الاسلامية المسلحة وتم القضاء عليها نهائيا في 2005.

وأكدت حسينة اوصديق مديرة مكتب منظمة العفو الدولية في الجزائر، أن على السلطات أيضا "السهر على ألا تتكرر الخروقات الخطيرة لحقوق الانسان في سنوات 1990"، داعية الجزائر الى التصديق على المعاهدة الدولية للحماية من الاختفاء القسري التي سبق ان وقعتها في 2007، بحسب ما نقل عنها البيان. &

وذكرت المنظمة الحقوقية أن التعديلات الصادرة في ديباجة دستور 2016 "دعمت ثقافة الإفلات من العقاب بتأكيدها على نجاح المصالحة الوطنية"و"إرادة الشعب الجزائري في الحفاظ عليها، دون أي اعتبار للوضع المأساوي للضحايا وأسرهم المعارضين لهذا الإفلات من العقاب".&

وفي 2005 اعترفت الدولة أن "أعوان الدولة" يتحملون مسؤولية إختفاء 6146 شخصا بين 1992 و1998، بينما تتحدث منظمات غير حكومية عن 18 الف مفقود. &واندلعت الحرب الاهلية عام 1992 بعدما الغى الجيش نتائج الانتخابات التشريعية التي فازت الجبهة الاسلامية للانقاذ بدورتها الاولى.&

ورغم تراجع نشاطات المجموعات الجهادية في الجزائر الا أن الجيش لا يزال يعلن بشكل دوري عن قتل واعتقال واستسلام مسلحين اسلاميين.

ومنذ وصوله الى السلطة في 1999 جعل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة السلم والمصالحة حجر الزاوية في كل برامجه الانتخابية للولايات الاربع التي قضاها في الحكم.

وقبل سبعة أشهر من الانتخابات الرئاسية بدأ انصار بوتفليقة بالترويج لدوره في "نعمة السلم والاستقرار" في الجزائر، داعين اياه الى الترشح لولاية خامسة. &
&